بعد غياب دام لأكثر من عقد، يعود العميل السري الأشهر في العالم، جيمس بوند، إلى ساحة ألعاب الفيديو عبر لعبة 007 First Light، التي تعد بأن تكون تجربة جديدة ومبتكرة. تم الكشف عن اللعبة لأول مرة في حدث State of Play في يونيو 2025، وشهدت عرضًا معمقًا للأسلوب اللعب في حدث حصري آخر في سبتمبر 2025 استمر لأكثر من 30 دقيقة. هذا العرض، الذي قدمه المطور IO Interactive، أظهر بوضوح أن اللعبة ليست مجرد مغامرة أكشن تقليدية، بل هي قصة منشأ تركز على الأيام الأولى لبوند كعميل حديث التجنيد، وتسعى لدمج عناصر التجسس المتطورة مع مشاهد الحركة السينمائية. يأتي اختيار IO Interactive لتطوير هذا العنوان في توقيت استراتيجي للغاية. فبعد النجاح النقدي والتجاري الهائل لثلاثية Hitman الحديثة، أثبت الفريق الدنماركي قدرته الفائقة على تقديم ألعاب تجسس معقدة ومبتكرة، مبنية على آليات تسلل عميقة وحرية في مقاربة الأهداف. هذه الخبرة في بناء عوالم تجسس معقدة كانت السبب الرئيسي في منحهم فرصة لإحياء شخصية بوند في عالم الألعاب. إن هذا التوقيت ليس صدفة، بل هو استغلال طبيعي لخبرة المطور المكتسبة، مما يمنح جمهور بوند الثقة في أن اللعبة ستحقق الجودة المرجوة. لا تقتصر هذه العودة على مجرد إطلاق لعبة جديدة، بل تمثل فرصة لإعادة تعريف شخصية بوند في وسيط الألعاب وإعادة تأسيس وجوده كعلامة تجارية دائمة في هذا المجال، مما يؤدي إلى تحديث الأيقونة للجمهور المعاصر من خلال قصة المنشأ. قصة 007 First Light والشخصيات تُقدم لعبة 007 First Light قصة منشأ (Origin Story) لجيمس بوند، مستكشفة كيف وصل إلى رتبة عميل مزدوج (007) وكيف تطور ليصبح “القاتل بقلب بارد” المعروف. هذه النسخة من بوند تبلغ من العمر 26 عامًا، وهي شخصية واثقة وجذابة، ولكن مع لمسة من التهور وعدم النضج الذي لم يتم صقله بعد. هذا النهج يسمح للمطورين باستكشاف مواضيع جديدة مثل العلاقة مع التكنولوجيا الحديثة، حيث يتم تقديم بوند في عالم لا يزال يتعامل مع تأثيرات الذكاء الاصطناعي، مما يجعل القصة ذات صلة مباشرة بـ”الأزمنة التي نعيش فيها”. تم اختيار الممثل باتريك جيبسون لأداء صوت وحركات شخصية جيمس بوند، مع عودة شخصيات أيقونية مثل M وQ وMiss Moneypenny. أما بالنسبة للخصوم، فيؤكد التقرير أن الخصم الرئيسي في اللعبة هو العميل المارق 009، وهي شخصية لم يكن لها سوى أدوار هامشية في الأفلام السابقة. هذه المواجهة مع عميل MI6 سابق يمثل خيارًا سرديًا مثيرًا للاهتمام، وتلمح القصة إلى أن بوند سيواجه خائنًا من داخل منظمته في مهمته الأولى. كما تتضمن القصة تلميحات إلى حادثة تسلق جبال مأساوية أودت بحياة والدي بوند، بالإضافة إلى مهمة “حادثة آيسلندا” الغامضة. يتيح هذا النهج للمطورين إنشاء قصة أصلية تمامًا لا تتقيد بأحداث الأفلام أو الروايات، مما يضمن تجربة سردية جديدة وفريدة من نوعها. مختصر القصة: “تدور أحداث اللعبة حول بوند الشاب الذي يبدأ حياته كضابط في البحرية الملكية البريطانية قبل ترقيته إلى عميل 00 حيث تسلط القصة الضوء على خلفيته المأساوية – فقد كان والداه ضحيتين لحادث تسلق جبلي مأساوي – إضافة إلى رحلته في التدريب السرّي وانضمامه لبرنامج الـ 00 بعد عمل بطولي. الشرير الرئيسي هنا هو العميل 009 المتمرّس من MI6 ، وهو عميل مخضرم تعلم كل الحيل، ويظهر كمنافس ذكي لبوند المبتدئ. خلال اللعبة، يكلف بوند بمهمة لمنع عميل متمرد من تنفيذ مؤامرة داخلية تهدد الدولة، ما يجبره على التعاون مع معلمه غرينواي لكشف الخيانة وحماية بريطانيا. وصف أحد المطوّرين القصة بأنها «حكاية أصلية قائمة بذاتها»، تسمح باستكشاف الزمن الذي سبق انضمام بوند إلى MI6 قبل حصوله على لقب العميل المزدوج الصفر.” ميكانيكيات و أسلوب لعب 007 First Light والأدوات تعتمد اللعبة على مجموعة من الميكانيكيات المخصصة التي تهدف إلى إبراز بوند كعميل سري لا يعتمد دائمًا على القوة الغاشمة. يمكن للاعبين استخدام مهارات التجسس مثل التلصص على المحادثات، والتقاط المعلومات، واستخدام “الحديث اللبق” (smooth talk) أو السحر الشخصي لتجاوز المواقف دون الحاجة إلى اللجوء إلى العنف. هذا النهج يمثل تحولًا مثيرًا للاهتمام عن آليات التنكر التي اشتهرت بها سلسلة Hitman. فبدلًا من ارتداء زي تنكري، يستخدم بوند شخصيته الجذابة وحضوره الطاغي لإقناع الحراس وإيجاد طريقه، وهو ما يتماشى تمامًا مع شخصية بوند في الأفلام. هذه الميكانيكية الفريدة تضمن أن اللعبة ليست مجرد نسخة بزي جديد من Hitman، بل هي تجربة تجسس مصممة خصيصًا لتلائم العلامة التجارية لجيمس بوند. إلى جانب المهارات الشخصية، يتم تزويد بوند بأدوات تكنولوجية متطورة، مثل ساعة Q التي تعمل بالليزر لتخدير الأعداء واختراق الكاميرات، وهو ما يضيف طبقة أخرى من التفاعل مع البيئة. ومن ناحية أخرى، تبرز المشاهد السينمائية كجزء لا يتجزأ من التجربة. فقد عرضت لقطات من اللعب مطاردة سيارات في الجبال، ومعركة بالأسلحة النارية في مهبط طائرات، بالإضافة إلى هروب جريء من طائرة متحطمة. هذه المشاهد تعزز الطبيعة الهجينة للعبة، والتي تجمع بمهارة بين اللعب الهادئ والمشاهد الحركية الصاخبة. ملخص بنقاط لآليات ومزايا الجيمبلاي: التسلّل والتخفي: مهام قائمة على حل الألغاز وتعقب أهداف بسرية باستخدام خدع وابتكارات، مع فرص متعددة للتخفي والابتعاد عن المواجهات المباشرة. اللعبة تجمع بين لحظات تسلّل مخفي ونوبات أكشن سينمائية. تضم مهام خفية تشبه Hitman حيث يمكن لبوند استخدام البيئة لحل الألغاز – مثلاً استخدام خرطوم ماء وولاعة وحشد من الأوراق لصنع عناصر تشتيت للانتباه. مهمات سينمائية وحروب نارية: معارك إطلاق نار من منظور ثالث في مواقع واسعة (مثل مهبط للطائرات)، حيث يستخدم بوند تغطية ديناميكية وحركات قتالية خاصة وسط انفجارات ضخمة. مطاردات بالسيارات: تسلسلات قيادة وحشيّة في بيئات جبلية أو حضرية، تذكّرنا بمطاردات Uncharted 4 الشهيرة، تؤكد تركيز اللعبة على الأكشن السريع. أدوات بوند التجسسية الشهيرة : مثل ساعة Q الخاصة التي تحتوي على ليزر لشلّ الأعداء واختراق الأجهزة، بالإضافة إلى قدراته الشخصية (سرقة الجيوب، التنصت، الإقناع بالكلام) . تستخدم اللعبة “حسّ بوند” (Bondiness) في موازنة هذه الأدوات، حيث يعتمد بوند على ذكائه وسحره للتخلّص من المواقف الصعبة. قتال بالأيدي… و”رخصة القتل”: نظام القتال اليدوي متطور، حيث يستطيع بوند صد الضربات وتوجيهها، بل ورمي الأشياء من حوله، سواء كانت أسلحة فارغة أو كرات البلياردو! البيئة نفسها تتحول إلى سلاح في يدك. وعندما يظهر أعداء مسلحون، تُفعّل “رخصة القتل”، ويصبح بإمكانك استخدام الأسلحة النارية والانطلاق في مواجهة صاخبة. هنا، تلعب “الغرائز” دورًا مهمًا، إذ تساعدك على التركيز على الأهداف والعناصر التفاعلية في البيئة. أكّد المطورون أنّ 007 First Light هي لعبة مغامرة وأكشن من منظور الشخص الثالث تقودها القصة . تختلف المراحل في ضخامتها ومدى انفتاحها حسب المتطلبات السردية؛ بعضها واسع وحرّ، وبعضها مقيّد أكثر لتقديم لحظات محددة. حيث علمنا بأن لعبة 007 First Light ستقدم “أكبر” المهام في تاريخ IO Interactive ، بهذا الجمع بين المهمات الخفية والأحداث المبهرة، تعد هذه اللعبة عنوانًا يمزج أفضل ما لدى Hitman مع هوليوودية أفلام بوند. يتبع…. كاتب أعشق ألعاب الفيديو منذ أيام جهاز العائلة، و أفضل ألعاب المغامرات أمثال Tomb Raider و Assassins Creed (قبل التحول للـRPG)، ليس لدي تحيز لأي جهاز منزلي بالنسبة لي الأفضل هو الذي يقدم الألعاب الأكثر تميزاً. ما يهمني هو التجارب ذات السرد القصصي المشوق فالقصة هي أساس المتعة أكثر من الجيمبلاي.