العاب / IGN

مراجعة حملة Battlefield 6

  • 1/2
  • 2/2

سيتم نشر مراجعة منفصلة لطور اللعب الجماعي خلال الأيام القادمة لصعوبة الحكم على التجربة من خلال المباريات الجماعية التي خضناها مع الـBots في ظل عدم صدور اللعبة بالأسواق بعد.

بعد أعوامٍ من التخبط وفقدان الهوية، عانت سلسلة Battlefield من إخفاقات متتالية أرهقت محبيها؛ فإصدار V جاء محدود المحتوى ومليئًا بالمشاكل التقنية، بينما كانت BF42 أشبه بكارثة هزّت ثقة الجماهير وكادت تضع نهاية مؤلمة للسلسلة. لكن الرياح تغيّرت مع عودة الروح إلى الجذور — إلى مجد Battlefield 3 و 4 — تحت إشراف المخضرم فينس زامبيلا، أحد ألمع المبدعين في عالم ألعاب التصويب.

تسعى Battlefield 6 اليوم لتكون ذروة التجربة التي انتظرها الجميع، حيث تندلع معارك طاحنة بمشاركة وحدات كاملة من القوات، وسط انفجارات لا تهدأ ودمار متسلسل يلتهم الميدان، بينما تتكامل الفئات القتالية بانسجامٍ مذهل أشبه بسيمفونية حرب تتقن أداءها حتى آخر رصاصة.

تتخلى Battlefield 6 هذه المرة عن الحروب المستقبلية المبالغ فيها وعن العودة إلى ماضٍ تآكلت أحداثه، لتأخذنا في رحلة أكثر واقعية نحو عام 2027، حيث ينهار حلف الناتو وتعمّ الفوضى السياسية العالم، تاركًا الساحة لشركة عسكرية خاصة تُدعى Pax Armata تسعى لفرض سيطرتها المطلقة. ومع توسع نفوذها الجشع، تبدأ شرارة صراع عالمي جديد يهدد بإشعال حرب لا تبقي ولا تذر. في قلب هذا الجحيم، يجسد اللاعب شخصيات متعددة من وحدة النخبة Dagger 1-3 التابعة لمشاة البحرية الأمريكية، المنوط بها إيقاف تمدد Pax Armata عبر سلسلة من العمليات تمتد من شواطئ جبل طارق الهادرة إلى شوارع القاهرة المزدحمة، وصولًا إلى عمق الولايات المتحدة ومرتفعات طاجيكستان، في ملحمة عسكرية تجمع بين الواقعية والدراما السينمائية.

تقدم Battlefield 6 رؤية غير تقليدية للحرب العالمية الثالثة، تتخلى فيها عن سيناريوهات الحرب النووية أو الانقسامات الداخلية داخل الولايات المتحدة، لتقترب أكثر من واقعنا المعاصر. فالأحداث تنطلق من تراجع دور حلف الناتو وضعف قدرته على حماية حلفائه، ما يولد أزمة ثقة عالمية تفتح الباب أمام فوضى سياسية وعسكرية متصاعدة. تميز الحملة يكمن في هذا الارتباط بالواقع، إذ لا تكتفي بعرض صراع واسع النطاق، بل تنقل شعورًا دائمًا باليأس والتوتر، وكأن العالم يقف على حافة الانهيار. تقدم اللعبة سردًا واقعيًا مشحونًا بالمشاهد السينمائية والتفاصيل التكتيكية الدقيقة، لتضع اللاعب في قلب حرب لا تصنع الأبطال، بل تبحث عن منقذين لعالم ينهار بفعل القرارات الطائشة والطموحات المتعطشة للقوة.

قد لا تُحدث Battlefield 6 ثورة في أسلوب السرد أو تصميم الحملات الفردية، لكنها تتألق في ما تتقنه السلسلة منذ بدايتها: أكشن مكثف، وانفجارات هائلة، ومشاهد سينمائية مذهلة تبدو وكأنها خارجة من أضخم أفلام هوليوود. إنها تجربة مشحونة بأزيز الدبابات وصوت الطائرات والمركبات الثقيلة التي تمزق ساحة المعركة في عرضٍ بصري ساحر. وبين ألسنة اللهب والركام المتناثر، تقدم اللعبة واحدة من أكثر لحظات الدمار إثارة في عالم ألعاب التصويب، حيث يصبح كل اشتباك لوحة فوضى نابضة بالحياة لا يمكن مقارنتها بأي تجربة أخرى.

أثناء التنقل بين دول العالم في محاولة لإحباط خطة Pax Armata، يعيش اللاعب تجربة مليئة بالتنوع والإثارة، حيث تتراوح المهام بين 20 و40 دقيقة تتخللها مشاهد سينمائية تفاعلية تضعك في قلب المعركة مباشرة. في إحدى المهمات، تجد نفسك في دور مهندس داخل دبابة ضخمة، مهمتك تأمين نيران التغطية لرفاقك وهم يقتحمون الشاطئ، فيما تمتد أمامك ساحة المعركة المليئة بالتحصينات والخنادق. ومع كل طلقة من مدفع الدبابة، يتحول المشهد إلى جحيم من الانفجارات والدخان، في استعراض مذهل للقوة والتدمير. هذه اللحظات تجسد ذروة الإبداع في السلسلة، مانحة اللاعب حرية غير مسبوقة لإشعال الفوضى بأسلوب بصري وسينمائي يخطف الأنفاس.

على الجانب الآخر، تأخذنا خريطة حصار القاهرة، التي سبق أن خضنا معاركها في مرحلة البيتا، إلى قلب تجربة حرب شوارع مذهلة داخل مدينة نابضة بالحياة. فبين الأزقة الضيقة والمباني التاريخية والازدحام الذي يعكس روح القاهرة، يتحول كل اشتباك بين القوات المصرية وقوات Pax إلى معركة مشوقة يصعب أن ترغب بانتهائها، بفضل تصميم ذكي يسمح بالوصول إلى أي منطقة رئيسية من مختلف الاتجاهات، مما يجعل المواجهات أكثر ديناميكية وتنوعًا.

حملة Battlefield 6 هي تبدو كدرس تدريبي متطور يُعدّ اللاعبين لخوض المنافسات الجماعية، عبر منحهم أدوارًا متعددة في فئات متنوعة. فتارة تكون مهاجمًا يقتحم الصفوف الأمامية ويواجه الأعداء وجهًا لوجه، وتارة مهندسًا يعيد تشغيل المعدات وسط نيران كثيفة لا ترحم. هذا التنوع في الأدوار والمهام يحافظ على إيقاع متوازن يخلو من الملل، ويجعل كل لحظة في التجربة نابضة بالحماس والتفاعل.

يمتلك اللاعب في Battlefield 6 ترسانة ضخمة من الأسلحة الحديثة، تجمع بين الخفيفة والثقيلة، إلى جانب مجموعة واسعة من المعدات التي تضيف بعدًا تكتيكيًا لكل مواجهة. يمكن استخدام السلالم مثلًا للوصول إلى مواقع تمركز الأعداء من الشوارع الخارجية، أو الاعتماد على المطرقة الثقيلة الجديدة، وهي سلاح قريب المدى يقدم بُعدًا مختلفًا لفلسفة التدمير في اللعبة، إذ تتيح تحطيم الجدران والأبواب وحتى الأرضيات في الطور الجماعي. ورغم أن استخدامها في الحملة جاء محدودًا بعض الشيء، إلا أنها تظل أداة مثيرة قادرة على نشر الفوضى في ثوانٍ معدودة.

تعاني اللعبة بشكل واضح من ضعف الذكاء الاصطناعي للأعداء، سواء في تحركاتهم أو في قراراتهم الميدانية التي تبدو في كثير من الأحيان غبية تمامًا، مثل محاولة إسعاف رفيق مصاب وسط ساحة مكشوفة أو تنفيذ هجوم جماعي دون وعي بموقعي. ولا يقتصر هذا الخلل على طور القصة فحسب، بل يمتد أيضًا إلى الطور الجماعي، حيث خضت بعض المباريات التي امتلأت بقوائم من الـBots، وكان القضاء عليهم سهلًا للغاية مقارنة بما شهدناه في BF42 مثلًا.

توفر Battlefield 6 دعمًا كاملًا للغة العربية في القوائم والنصوص، وهو أمر يُحسب للفريق المطور رغم بعض الترجمات الحرفية التي لم تنقل المشاعر أو المواقف بدقة كافية. ورغم أن القائمة الرئيسية جاءت بتصميم محبط من حيث الشكل والتنظيم، خصوصًا لعدم الفصل الواضح بين طور الحملة والطور الجماعي، فإن التجربة العامة ظلت سلسة وواضحة. أما من الناحية التقنية، فتمنح اللعبة خيارين للأداء: الوضع المتوازن الذي يركز على دقة العرض العالية مع الحفاظ على استقرار معدل الإطارات، ووضع الأداء الذي يعطي الأولوية للإطارات لتحقيق سلاسة أكبر أثناء اللعب. وكلا الخيارين يعملان بثبات ملحوظ دون مشكلات تقنية تُذكر، باستثناء بعض الرسوم المتحركة الغريبة – والمألوفة لعشاق السلسلة – التي تظهر أحيانًا خلال المهام.

تميزت Battlefield 6 بحملة غامرة تقدم تصورًا واقعيًا لصراع عالمي جديد في عام 2027، مع تنوع كبير في البيئات من جبل طارق إلى القاهرة وطاجيكستان، وسرد سينمائي مشحون بالإثارة والدمار المذهل، كما أن التنوع في الأدوار القتالية وأسلوب اللعب يجعل التجربة ديناميكية وممتعة، رغم ذلك، تعاني اللعبة من ذكاء اصطناعي ضعيف وسلوك عشوائي للأعداء.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة IGN ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من IGN ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا