في العادة، تكون أكثر اللحظات صدمة في ألعاب الفيديو هي تلك المنعطفات المفاجئة أو الوفيات المأساوية التي لا يتوقعها أحد. فعلى سبيل المثال، نهاية Call of Duty: Modern Warfare 2 (2009) كانت صاعقة بحق، لكنها ما كانت لتترك نفس الأثر لو تم التلميح لهما بشكل واضح مسبقًا. لذلك، من الطبيعي أن تُخفي الألعاب أكبر لحظاتها الدرامية حتى اللحظة المناسبة. ومع ذلك، هناك لحظات أيقونية في تاريخ الألعاب لم تكن مفاجِئة على الإطلاق، ورغم ذلك خلّدها اللاعبون في ذاكرتهم. معرفة أن شخصية محبوبة تعيش أيامها الأخيرة يمكن أن يكون أكثر إيلامًا من الصدمة نفسها، خصوصًا عندما تتحدث تلك الشخصية عن المستقبل بأمل لا تعلم أنه قصير. وبالمثل، حتى لو علم اللاعب مسبقًا أن البطل سيواجه عدوه اللدود في النهاية، فإن ذلك لا يقلل من روعة المعركة، بل قد يزيد من حماسها إذا كانت تمثل تحديًا كبيرًا ومصيرية. وفي بعض الأحيان، عندما تمتلك اللعبة آلية مبتكرة أو سلاحًا فريدًا، يختار المطورون التفاخر به في الإعلانات بدلًا من إخفائه. صحيح أن كشف المفاجأة قد يفسد عنصر الدهشة، لكنه قد يعزز من الحماس، إذ يتشوق اللاعب لتجربة ما يجعل اللعبة مميزة في الأساس. ورغم أن اللحظات في هذه القائمة ليست مليئة بالمفاجآت، فإنها ما زالت من أكثر اللحظات المذهلة والمؤثرة التي تركت جمهور اللاعبين في حالة انبهار تام. استخدام السيف الضوئي – Star Wars: Knights of the Old Republic عند النظر إلى القصة المعقدة والعلاقات المتشابكة بين الشخصيات وآليات الاختيار بين جانب الضوء والظلام في لعبة Knights of the Old Republic، يصبح من السهل فهم سبب استمرار إرث هذه اللعبة باعتبارها أفضل لعبة Star Wars على الإطلاق. إحدى أسباب تميز KOTOR هي أنها لا تتسرع في مكافأة اللاعب. فمع أن البطل يمتلك قوى “القوة” (The Force)، يتوقع معظم اللاعبين أن يبدأ مغامرته بسيف ضوئي، خصوصًا وأن المعارك بالسيوف كانت محورًا في الإعلانات الترويجية. لكنك في الواقع لن تحصل على هذا السلاح الأيقوني إلا بعد عشر ساعات تقريبًا من اللعب. من الناحية النظرية، كان هذا القرار قد يُغضب عشاق Star Wars المتحمسين، الذين يريدون التلويح بالسيف الضوئي منذ اللحظة الأولى. لكن هذا التأخير هو جوهر التجربة. فعندما تحصل أخيرًا على السيف، تشعر بأن جهدك وصبرك أثمرا حقًا. بعد أن قضيت أولى المهمات تعتمد على البنادق والأسلحة اليدوية، يتحول إحساسك تمامًا عند امتلاك السيف، وكأنك أصبحت زعيمًا يمسك بسيف من الضوء. كما أن هذه اللحظة تخدم القصة أيضًا؛ فالبطل لا يُمنح سيفه إلا بعد أن يبدأ رسميًا تدريبه كجيدي (Jedi). لذلك، لا يمثل السيف مجرد سلاح قوي، بل رمزًا للالتزام بطريق أعلى ومعنى أعمق. تضحية Dom – Gears of War 3 منذ بداية Gears of War 3، يتضح أن Dominic “Dom” Santiago يعاني من صدمة عميقة بعد اضطراره لقتل زوجته المصابة خلال أحداث الجزء الثاني. أصبح منطويًا، وبارد المشاعر، وكأنه فقد سبب الاستمرار. لذلك، لم يكن مفاجئًا عندما ضحّى بنفسه لإنقاذ رفاقه عند أول فرصة. ومع ذلك، تظل تضحية Dom واحدة من أكثر اللحظات تأثيرًا في السلسلة؛ فموته أنقذ أصدقاءه. لكن ما يجعل هذه اللحظة أشد وجعًا هو إدراك كم الألم الذي عاشه Dom، ورغم ذلك، واصل القتال من أجل الإنسانية حتى النهاية. وفي لمسة مؤثرة أخرى، يستخدم Marcus سكين Dom القتالية لهزيمة العدو الرئيسي في النهاية، وهي تذكير صامت بأن تضحية Dom وإرثه لا زالا حاضرين، حتى بعد رحيله. وداع لي – The Walking Dead لم تتردد سلسلة The Walking Dead يومًا في قتل شخصياتها المحبوبة بطريقة قاسية ومفاجئة. لذلك، لم يكن من الغريب أن يفشل معظم الشخصيات في لعبة The Walking Dead من تطوير Telltale Games في النجاة من الكارثة. ومع ذلك، فإن وداع البطل “Lee Everett” كان ضربة عاطفية قاسية بكل معنى الكلمة. الجدير بالذكر أن اللعبة لا تُقدّمه كشخص مثالي، بل تبدأ قصته وهو في طريقه إلى السجن بتهمة القتل. ومع ذلك، من الصعب ألا تتعاطف معه، لأنه يحاول التكفير عن أخطائه، خصوصًا بعد لقائه بالطفلة Clementine أثناء انتشار الزومبي. رغم ماضيه المظلم، نراه يسعى لحمايتها، ويتحوّل تدريجيًا إلى أب بديل في عالم فقد كل معنى للإنسانية. لكن عندما يُصاب Lee بخدش من أحد الـWalkers في الفصل قبل الأخير، يدرك اللاعب أن النهاية قادمة لا محالة. ومع أن موت Lee محتوم، إلا أن معرفة ذلك لا تقلل من وطأة اللحظة، بل تجعلها أكثر وجعًا. مشاهدة Lee ينهار ببطء بعد كل ما مرّ به لا تثير الحزن فقط، بل تغرقك في كآبة ثقيلة، خاصة عندما تمنحك اللعبة الخيار الأصعب على الإطلاق: أن تضع حدًا لحياته بنفسك كي لا يتحوّل إلى كائن بلا وعي. صحيح أن قتله يُجنّبه مصيرًا أسوأ، لكنه لا يجعل سحب الزناد أقل إيلامًا. إنها لحظة تبقى محفورة في ذاكرة اللاعبين كواحدة من أكثر النهايات المأساوية في تاريخ الألعاب. عودة الملك – Donkey Kong Bananza في أحدث مغامرات Donkey Kong، يتعاون القرد الشهير ذو ربطة العنق مع Pauline لإيقاف القرد الشرير Void Kong، الذي يسعى للاستحواذ على أداة أسطورية تُعرف باسم Banadium Root، يُقال إنها تحقق الأمنيات. في الفصل الثالث، يواجه DK خصمه Void قبل لحظات من استيلائه على الأداة السحرية. لكن اللاعبين أصحاب الملاحظة الدقيقة سيلاحظون أن Banadium Root تشبه إلى حد غريب بطن العدو القديم King K. Rool (ومتى كانت آخر مرة رأيت فيها جذرًا نباتيًا له سُرّة؟). وبالفعل، يتضح بعد لحظات أن الجذر السحري هو في الحقيقة K. Rool نفسه، الذي يبحث عن الأداة الحقيقية. ورغم أن اللاعبين المتمرسين ربما توقعوا عودته، إلا أن المواجهة بين DK وعدوه التاريخي كانت مذهلة ومليئة بالحنين. لكن المفاجآت لم تتوقف هنا. فبعد هزيمة K. Rool، تُعرض شاشة النهاية بشكل مفاجئ، إلا أن الأسماء التي تظهر في شارة النهاية ليست للمطورين، بل لأفراد طاقم K. Rool’s Kremling! هذا التلميح أعاد إلى أذهان اللاعبين القدامى خدعة مشابهة من Donkey Kong Country الأصلية، مما أنذر بأن المعركة لم تنتهِ بعد. وفعلًا، ما إن ينهض K. Rool مجددًا من الأرض، يبدأ مطاردة جديدة، معلنًا واحدة من أروع المواجهات الختامية في تاريخ Donkey Kong. حتى لو كنت قد خمّنت أن K. Rool هو العدو الحقيقي وأن نهاية اللعبة كانت خدعة، فإن اللحظة تظل مثالية ومشبعة بكل عناصر الإبداع والحنين التي تجعلها خاتمة لا تُنسى. اذا شفت اسمي هنا فمعناتها أن الموضوع اشتغل عليه أكثر من واحد من فريق العمل، أو انه تصريح رسمي باسم الموقع. بس لا تخلي هالشي يمنعك من انك تتابعني في تويتر وانستقرام. عادي لا تستحي.