هناك ألعاب فيديو معينة اشتهرت بآلياتها المبتكرة والفريدة، مثل سلاح الجاذبية في Half-Life 2 ابتكار أداة أو ميكانيكية لعب جديدة ليس بالأمر السهل، ولهذا السبب نادرًا ما نجد ميزات كهذه إلا في الألعاب ذات المستوى الرفيع. ومع ذلك، بين الحين والآخر، قد نجد لعبة فاشلة تمامًا تخفي في طياتها ابتكارًا عبقريًا واحدًا. العناوين المذكورة في هذه القائمة مليئة بالأخطاء التقنية، والإيقاع الممل، والتصميم العشوائي، لكنها تمتلك في المقابل جانبًا واحدًا عبقريًا ومصقولًا لدرجة مذهلة. الأسوأ من ذلك أن هذه الآليات الرائعة تُستخدم أحيانًا كمادة ترويجية رئيسية للعبة. فيندفع الناس لشرائها بأعداد ضخمة، فقط ليكتشفوا أن الأداة أو النظام الذي تم التفاخر به هو الشيء الجيد الوحيد فيها. تجربة هذه الألعاب كانت محبطة بحق، لأن كل واحدة منها كان يمكن أن تصبح ثورية لو أن مطوريها وضعوا نفس مستوى الإبداع والعناية في بقية عناصرها كما فعلوا مع ذلك الابتكار الوحيد اللامع. تغيير التضاريس – Fracture بعض الألعاب مثل Portal تمتاز بآلية فريدة لدرجة أن اللعبة بأكملها تُبنى حولها. وعلى نفس المنوال، حظيت لعبة Fracture بالكثير من الضجة بسبب ميزة تشكيل الأرض (Terrain Deformation)، التي تتيح للاعب رفع أو خفض مستوى الأرض بشكل لحظي أثناء اللعب. هذا الابتكار أضاف بُعدًا جديدًا تمامًا إلى أسلوب التصويب المستقبلي، إذ يتعين عليك إنشاء جدران للحماية وبناء منحدرات للوصول إلى المناطق المرتفعة بينما تطلق النار على الأعداء في الوقت ذاته. ورغم أن هذه الآلية “الثورية” كان من الممكن أن تتحول إلى مجرد حيلة سطحية، إلا أن المطورين استخدموها بذكاء في تصميم المراحل، وحل الألغاز، وحتى أثناء المعارك. (كما أن رفع الأرض في اللحظة المناسبة لقذف الأعداء في الهواء يظل من أكثر اللحظات إرضاءً في اللعبة). لكن للأسف، يبدو أن الفريق ركّز على تطوير هذه الميزة لدرجة أنه نسي بقية عناصر اللعبة بالكامل. البيئات مملة، والشخصيات بلا تفاصيل، والتحريك متيبس، ناهيك عن الأداء الصوتي الباهت والعرض العام الضعيف. رغم أن خاصية تعديل الأرض مذهلة فعلًا، إلا أنك ستملّ منها سريعًا لأن Fracture لا تملك أي شيء آخر يقدَّم. التحكم بأي جندي – Battlefield 2: Modern Combat تُعد Battlefield 2: Modern Combat الجزء الرابع من سلسلة الحرب الشهيرة من EA، رغم أن اسمها يوحي بأنها تتمة مباشرة لـBattlefield 2 (ويبدو أن EA لم تكن بارعة في التسمية آنذاك). ورغم أن اللعبة ليست سيئة تمامًا، إلا أنها خطوة للوراء مقارنةً بـBattlefield 2، إذ لا تحتوي على بيئات قابلة للتدمير، وتدعم عددًا أقل من اللاعبين في طور الأونلاين، كما أن الخرائط أصغر بكثير. ولزيادة الطين بلّة، تم إغلاق خوادمها بعد أقل من عقد من إصدارها، مما جعل لعبها عبر الإنترنت ممكنًا فقط من خلال خوادم المعجبين غير الرسمية ومع ذلك، تحتوي اللعبة على ميزة تستحق كل الثناء: في حين أن الأجزاء الأخرى من السلسلة تتيح لك التحكم بجندي واحد فقط خلال القصة، تقدم Modern Combat نظامًا يُعرف باسم Hot Swap، يتيح لك التبديل الفوري بين الجنود في ساحة المعركة وبهذا يمكنك التفكير استراتيجيًا في أفضل موقع للانتقال إليه لحظةً بلحظة لتحقيق التفوق التكتيكي. الميزة كانت رائعة وسلسة للغاية، لدرجة أنها كانت تستحق أن تصبح جزءًا دائمًا في السلسلة لكن للأسف، لم تظهر مجددًا في أي إصدار من Battlefield طوال العشرين عامًا الماضية. وبالنظر إلى تراجع مستوى السلسلة مؤخرًا (خصوصًا مع Battlefield 2042)، ربما حان الوقت لإعادة هذه الفكرة العبقرية إلى الحياة. كل شيء – Trespasser بطريقة ما، تُعتبر لعبة Trespasser (1998) أكثر الألعاب فشلًا وطموحًا في الوقت ذاته اللعبة المقتبسة من عالم Jurassic Park تضعك في دور آن (Anne) التي تحاول النجاة أثناء تجوالها في جزيرة مليئة بالديناصورات المتوحشة. تم إصدار Trespasser في فترة كانت فيها الألعاب ثلاثية الأبعاد ما زالت في بداياتها، وكان حتى كبار الاستوديوهات يتعاملون مع التقنية بحذر. لكن Trespasser حاولت القفز إلى المستقبل بخطوات عملاقة، إذ قدمت: محرك فيزياء واقعي يسمح بالتفاعل مع كل عنصر في البيئة. عوالم مفتوحة تتيح لك الاستكشاف بحرية بطريقة غير خطّية، وهو أمر نادر في ألعاب التصويب من منظور الشخص الأول آنذاك. ذكاء اصطناعي متطور للديناصورات يجعل كل كائن يتفاعل بطريقة مختلفة مع اللاعب. واجهة HUD مبتكرة حيث استُبدل شريط الصحة بوشم على صدر البطلة يتغير لونه عند الإصابة. لكن للأسف، كل هذا الطموح انهار تمامًا في التنفيذ اللعبة بالكاد قابلة للعب بسبب الانخفاض الحاد في الإطارات، وكثرة الأعطال التقنية، والأخطاء البرمجية التي تجعل التجربة مزعجة أكثر مما هي ممتعة. حتى في الأوقات التي “تعمل” فيها اللعبة بشكل طبيعي، فإن التحكم فيها كارثي، لدرجة أن أبسط الحركات تصبح معاناة حقيقية إضافةً إلى ذلك، اللعبة تفتقر للتنوع في أسلوب اللعب، فتجد نفسك تتجول بلا هدف معظم الوقت. أما من الناحية البصرية، فـالرسومات ضعيفة، والتحريك متخشب، مما يجعل Trespasser قبيحة بصريًا ومخيبة آليًّا في آنٍ واحد ورغم أن أفكارها كانت متقدمة لعصرها من حيث التقنية، إلا أن ذلك لا يغيّر الحقيقة: Trespasser كانت كارثة بكل المقاييس. اذا شفت اسمي هنا فمعناتها أن الموضوع اشتغل عليه أكثر من واحد من فريق العمل، أو انه تصريح رسمي باسم الموقع. بس لا تخلي هالشي يمنعك من انك تتابعني في تويتر وانستقرام. عادي لا تستحي.