هناك سلاسل ألعاب ارتبط اسمها بالكمال والثبات في الجودة. فكلما أُعلن عن جزء جديد من Super Mario، يكون النجاح مضمونًا مسبقًا، سواء من حيث الجوائز أو الأرقام القياسية لكن كما نعلم جميعًا، حتى أعظم العلامات في عالم الألعاب يمكن أن تفقد بريقها يومًا ما.
في الماضي، كانت ألعاب مثل Pac-Man وSpace Invaders تسيطر على أجهزة الأركيد والمنصات المنزلية، أما اليوم فهي تُلعب فقط بدافع الحنين إلى الماضي. وبالرغم من أن العديد من ألعاب التصويب والمنصات وتقمص الأدوار كانت تُعتبر في زمنها روائع مطلقة، فإن معظمها تجاوز أوجه منذ زمن بعيد ومع ذلك، لا يعني هذا أن تلك السلاسل فقدت الأمل إلى الأبد. فبعضها استطاع أن ينهض من جديد ويعود بقوة، رغم ما مرّ به من عثرات.

ومع ذلك، من المحزن أن ترى علامات كانت واعدة في يومٍ ما، تعيد إنتاج نفس الوصفات المكررة بلا روح. فبينما تتوالى الأجزاء الأخيرة وهي تنهار أمام التوقعات، يصعب تصديق أن هذه العناوين كانت في القمة قبل عقدٍ واحد فقط.
لقد كانت هذه السلاسل في يومٍ ما على رأس عالم الألعاب، لكن إصداراتها الحديثة ترسم صورة مختلفة تمامًا.
Metal Gear
طوال عقودٍ طويلة، لم يعرف اسم Metal Gear إخفاقًا واحدًا في السلسلة الرئيسية التي أشرف عليها Hideo Kojima. فعلى الرغم من أن Metal Gear Solid رفعت سقف التوقعات إلى مستوى غير مسبوق، فإن الأجزاء التالية حافظت على الجودة نفسها، بل وتفوّقت عليها في بعض الأحيان.
عندما صدرت Metal Gear: Revengeance، ظنّ البعض أن التغيير الجذري في الأسلوب والآليات والشخصيات سيهدم هوية السلسلة، لكن النتيجة كانت العكس تمامًا. فقد أثبتت اللعبة أن العلامة التجارية قادرة على التجديد والازدهار طالما أن Kojima هو من يقود الدفّة.
لكن كل ذلك تغيّر عام 2015، حين رحل Kojima عن Konami. وبعد صدور Metal Gear Survive عام 2018 ووصفها بالفشل الذريع، بدأ الشعور بأن السلسلة فقدت هالتها التي جعلتها في القمة لسنوات.
ومع ذلك، هناك ما يدعو للتفاؤل، ولهذا السبب لا زالت في مرتبة منخفضة ضمن هذه القائمة. فحتى الآن، لم تتعثر السلسلة سوى بلعبة واحدة فقط.
ومع هذا، يشعر الجمهور أن Konami تلعب في منطقة الأمان بإعادة إصدار الأعمال الكلاسيكية بدل خوض مغامرة جديدة. وحتى إن كان ريميك Snake Eater مذهلًا، يبقى مؤسفًا أن ينتظر اللاعبون أكثر من عشر سنوات للحصول على Metal Gear تستحق الاسم، وأطول من ذلك لتجربة قصة جديدة تمامًا.
Mega Man
كلما تعثّرت سلسلة Mega Man، تلجأ Capcom إلى الخطة نفسها لإحيائها: إعادة إطلاق السلسلة من نقطة الصفر، وابتكار تصنيفٍ فرعي جديد.
فعندما بدأت ألعاب المنصّات الكلاسيكية تفقد بريقها، قدّمت الشركة نسخة أكثر قتامة وواقعية هي Mega Man X. وعندما فقدت تلك شعبيتها، جاء الدور على Mega Man: Battle Network لتعيد المجد. وما إن ضعفت الأخيرة حتى أطلقت Mega Man Zero لتستعيد الزخم من جديد.
كانت تلك الاستراتيجية فعّالة إلى حدٍّ ما، لكنها لم تكن كافية لإبقاء الروبوت الأزرق في القمة. ولهذا عادت Capcom إلى الجذور مع Mega Man 9، التي استعادت روح ألعاب NES الكلاسيكية بأسلوبها ثنائي الأبعاد ورسوماتها البسيطة. لم تكن مجرد تحية للماضي، بل كانت واحدة من أفضل ألعاب المنصات في جيلها. ومع النجاح الذي حققته Mega Man 10 بنفس الأسلوب، بدا أن السلسلة عادت إلى الحياة من جديد.
لكن للأسف، جاءت Mega Man 11 دون المستوى المنتظر، لتصبح الإصدار الوحيد الجديد خلال خمسة عشر عامًا. قد تكون ذروة السلسلة قد مرّت منذ ثلاثة عقود، لكن قاعدة جماهيرها لا زالت وفية كما كانت دائمًا. وإذا قررت Capcom أن تبتكر شيئًا جديدًا بدل الاكتفاء بإعادة حزم الألعاب القديمة للمرة المئة، فقد يعود Mega Man ليحجز مكانه مجددًا بين العمالقة.
Star Fox
رغم أن Star Fox تبدو بدائية بمعايير اليوم، فإن رسوماتها متعددة الأضلاع كانت ثورية في زمنها. فقد قدّمت SNES تجربة سبقت عصرها، لدرجة أن فكرة تفوق أي جزء لاحق بدت مستحيلة.
لكن Star Fox 64 تجاوزت كل التوقعات (باستثناء التمثيل الصوتي الرديء). إذ قدّمت تصميمًا بصريًا مذهلًا، ومهمات متنوعة، وأسلوب لعب محكم، ومعارك زعماء أسطورية. ومع تعدد المسارات الممكنة، امتلكت اللعبة قابلية إعادة لعب ضخمة.
وعندما تم الإعلان عن Star Fox Adventures، بدا أن النجاح مضمون. لكن بما أن المشروع بدأ كلعبة مستقلة تُدعى Dinosaur Planet، فقد بدت التجربة غريبة تمامًا عن هوية السلسلة. ورغم خيبة الأمل، كان من الممكن إصلاح الأمر بجزء تقليدي جديد… نظريًا على الأقل.
لكن ما تلا ذلك لم ينجح. إذ جاء كلٌّ من Star Fox Assault وStar Fox Command باهتًا ومفتقرًا للإبداع، حتى أنك تتساءل لماذا أصدرت نينتندو تلك الألعاب أصلًا.
ومع ذلك، عاد الأمل عندما أُعلن عن Star Fox Zero، إذ بدا وكأنها تستعيد ديناميكية السلسلة القديمة. إلا أن التحكم الكارثي والآليات المملة أطاحا بتلك الفرصة.
ورغم أن جهاز Switch يسيطر على السوق منذ ثماني سنوات، فإن نينتندو لم تُبدِ أي نية حقيقية لإحياء Star Fox حتى الآن.
Need for Speed
من المعجزة أن Need for Speed استمرت كل هذه العقود، خاصة أنها بدأت على جهاز 3DO الفاشل. لكن اللعبة الأولى أبهرت اللاعبين بواقعية غير مسبوقة وتجربة قيادة سلسة، فتمت إعادة إصدارها على أنظمة أخرى لتتحول إلى نجاحٍ عالمي. وبعد ثلاثين عامًا وأكثر من مئة مليون نسخة مباعة، أصبحت واحدة من أكثر سلاسل السباقات شهرة في التاريخ.
على مر السنين، حافظت السلسلة على تنوعها بين سباقات الشوارع، ومطاردات الشرطة، وسباقات المحاكاة، والمضامير المغلقة. وبالرغم من بعض التعثرات، كانت دائمًا تجد طريقها للعودة إلى القمة.
لكن في السنوات الأخيرة، بدأت Need for Speed تفقد بريقها بوضوح. فآخر جزء يُجمع عليه الجميع أنه ممتاز هو على الأرجح Most Wanted (2012).
وبعد الانحدار التدريجي، قررت EA اتخاذ خطوة جذرية عبر إعادة إطلاق السلسلة من الصفر. لكن Need for Speed (2015) كانت مخيبة للآمال تمامًا بسبب الذكاء الاصطناعي الضعيف، واشتراط الاتصال الدائم بالإنترنت، والمهام الرتيبة.
صحيح أن الجزأين الأخيرين Heat وUnbound قدّما تحسنًا ملحوظًا، إلا أن Need for Speed لا زالت بعيدة عن منافسة عمالقة السباقات الحديثة مثل Gran Turismo وForza Motorsport.
Tom Clancy’s Ghost Recon
من المؤسف أن نرى Ghost Recon تنهار تدريجيًا، خصوصًا أن علامة Tom Clancy كانت في الأساس من ركائز ألعاب التصويب التكتيكية خلال العقد الأول من عمرها، حافظت السلسلة على قوتها وسمعتها، قبل أن تبدأ في الانحدار مع إصدار لعبتين كارثيتين على التوالي عام 2010: Ghost Recon Predator ونسخة Ghost Recon الخاصة بجهاز Wii.
كان من الممكن استعادة التوازن بطرح جزء جديد قوي يعيد الثقة، لكن ذلك لم يحدث. فحتى عندما حاولت Ubisoft العودة للجذور مع Ghost Recon Wildlands عام 2017، ورغم عالمها المفتوح الضخم، لم تُقنع أحدًا بمهامها المكررة وافتقارها للتجديد ثم جاء الأسوأ: Ghost Recon Breakpoint، التي بدت وكأن المطورين ألقوا فيها عشرات الأفكار غير المكتملة على أمل أن تنجح إحداها. (ولا ننسى القرار الكارثي بإقحام رموز NFT، التي تم إيقافها لاحقًا بالكامل).
وحين اعتقد الجميع أن Ubisoft وصلت إلى القاع، أعلنت الشركة مشروع Ghost Recon Frontline بنظام اللعب الجماعي المفتوح live-service، والذي بدا نسخة مكررة من Call of Duty: Warzone لحسن الحظ، تم إلغاء المشروع قبل صدوره، لكن الضرر كان قد وقع. سيحتاج الأمر وقتًا طويلًا قبل أن يستعيد اللاعبون ثقتهم في اسم Ghost Recon، أو يتحدثوا عنه بالأمل بدل السخرية.
Medal of Honor
في بداياتها، كانت Medal of Honor هي المرجع الأول لألعاب الحرب. لم يكن أحد قد رأى من قبل لعبة تصويب عن الحرب العالمية الثانية بهذا القدر من الواقعية، وليس غريبًا أن منتج الجزء الأول كان المخرج Steven Spielberg نفسه. ومع نجاح الأجزاء الأولى المتتالية، بدت السلسلة وكأنها على طريق المجد الدائم لكن كل ذلك انهار مع MoH: Rising Sun عام 2003. لم يكن الجزء ضعيفًا فحسب، بل كارثيًا على جميع المستويات، سواء من حيث التقييمات أو المبيعات، لدرجة أن تكملته أُلغيت قبل أن ترى النور الضربة الكبرى جاءت في التوقيت الأسوأ، لأن Rising Sun صدرت مباشرة بعد ظهور Call of Duty، التي تفوقت من أول لحظة وسحبت البساط من تحت أقدام Medal of Honor تمامًا.
منذ ذلك الحين، لم تستعد السلسلة ثقتها بنفسها أبدًا. فعلى مدار العقدين الماضيين، تراوحت الإصدارات بين المتوسط والمريع. (ولا أحد يفهم ما الذي حدث مع Warfighter تحديدًا) ورغم أن Medal of Honor لا زالت تحقق مبيعات لا بأس بها، فإن أيامها الذهبية تبدو جزءًا من الماضي الذي لن يعود.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة سعودي جيمر ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من سعودي جيمر ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.