هناك سحر خاص في ألعاب العالم المفتوح التي تتيح لك امتطاء حصانك والانطلاق على الطرق لتكتشف مغامرات جديدة أو تكافأ باكتشافات مثيرة. لعبة Ghost of Yotei صدرت أخيرًا، وتقدّم رؤيتها الخاصة لليابان القديمة، لتنضم إلى قائمة طويلة من الألعاب التي تزخر بعوالم مليئة بالتفاصيل وقابلة للاستكشاف.

هناك الكثير مما يمكن الإعجاب به في مزيج Sucker Punch الفريد بين قصة الساموراي الملحمية وأجواء الغرب الأمريكي. لكن هل يمكنها التفوق على تجربة الغرب الأمريكي الأصيلة التي قدّمتها Red Dead Redemption 2، والتي يعتبرها الكثيرون ملكة ألعاب العالم المفتوح؟ وماذا عن Horizon Forbidden West، التي قدّمت عالمًا مذهلًا خاصًا بها وكانت من أنجح حصريات PlayStation؟

إنها مواجهة بين أتسو، وآرثر، وآلوي، بينما نستعرض أي من هذه الألعاب الثلاث قدّم أفضل تجربة لعالم مفتوح، من حيث الحرية والتفاصيل والابتكار في أسلوب اللعب. فلنبدأ المقارنة.

تصميم المهام

مرة أخرى، تأتي Forbidden West في المرتبة الثالثة بسبب أسلوبها المباشر جدًا في تصميم المهام. تلتقي “ألوي” بالشخصيات الثانوية (NPCs)، توافق على تنفيذ مهمة لهم، ثم تعود بعد إنجازها لتحصل على المكافأة. رغم وجود بعض التقلبات في هذه المهام وإمكانية توسيع القصة أثناء تنفيذها، إلا أنّها في الغالب تقليدية جدًا ولا تقود إلى تفرعات سردية معقدة قد تستغرق ساعات من تتبع الأهداف أو الضياع في التفاصيل. لا يسعنا سوى الاعتراف بأنّ استوديو Guerilla Games لعب بشكل آمن في هذا الجانب، خاصةً إذا ما قورنت اللعبة بالعنوانين الآخرين اللذين سنتحدث عنهما، واللذين قدّما نهجًا أكثر جرأة في تصميم المهام.

Ghost of Yotei

تأخذ Yotei الأمور إلى مستوى أعلى، إذ تتضمن العديد من المهام نتائج تؤثر لاحقًا في سير الأحداث، وتسمح بعودة بعض الشخصيات في مراحل لاحقة من اللعبة. من الصعب نسيان مهمة مطاردة أحد الخارجين عن القانون التي تنتهي بهجوم على حصن قريب، فقط ليختفي الهدف في لحظة حرجة جدًا بالنسبة إلى “أتسو”. لاحقًا، يظهر نفس الشخص بهوية مختلفة، ليكتشف “أتسو” أنّ خداعه لم يكن بدافع شرير بل من نوايا نبيلة. كانت لحظة مؤثرة أظهرت الجانب الإنساني لكل من “أتسو” وخصمه، كما كانت فرصة ممتازة لإدخال بعض الإشارات الطريفة إلى لعبة أخرى من Sucker Punch. ليست نتيجة سيئة أبدًا لمهمة جانبية!

لكن تبقى Red Dead Redemption 2 هي المتفوقة

من الصعب إيجاد سبب لعدم منح الفوز لتحفة Rockstar الغربية. ليس من المعتاد أن تجد لعبة تدور أحداثها في الغرب الأمريكي تتيح لك اكتشاف عالم مجنون يبني روبوتًا في قبو مختبره، فقط لينقلب عليه اختراعه ويقتله ثم يختفي! أو أن تقابل صاحب سيرك يعتقد الناس أنّه يمتلك وحوشًا مفترسة، بينما هي في الحقيقة حيوانات أليفة لطيفة.

تملك RDR2 ميزة إضافية تجعل عالمها ينبض بالحياة بشكل فريد، إذ يستمر في التطور بغض النظر عن تدخل اللاعب. وهي نقطة تفشل Yotei و Forbidden West في مجاراتها.

فعلى سبيل المثال، إذا خرجت بحثًا عن الروبوت المذكور سابقًا، ستجده جالسًا على قمة منحدر يردد كلمة “بابا” باستمرار. كما أن مشروع بناء سكة الحديد يتقدم تدريجيًا كلما مررت به، سواء شاركت فيه أم لا. أما نظام الجدولة الخاص بالشخصيات فهو مذهل بحق، إذ تراها تمارس حياتها اليومية خارج نطاق تفاعلك معها، وتغيّر أماكنها تبعًا لدورة الليل والنهار في اللعبة.

بالمقارنة، تبدو عوالم “أتسو” و”ألوي” ساكنة إلى حد كبير، حيث يعيش سكانها فقط لمنحك مهام جديدة أو مكافأة على إنجازاتك السابقة. رغم أنّ نظام المعسكرات في Yotei يخفف من هذا العيب بدرجة ملحوظة — إذ يسمح للشخصيات المهمة بزيارتك أو الانتقال إلى مناطق جديدة مع تقديم أسباب منطقية لذلك — إلا أنه لا يمكنه ببساطة مجاراة الحجم والعمق والتفاصيل الغامرة التي تقدمها RDR2.

الفائز الواضح

تستمر Red Dead Redemption 2 في اعتلاء عرش ألعاب العالم المفتوح الأكثر شهرة وتأثيرًا، رغم الجهود الرائعة التي قدمتها كل من Forbidden West وGhost of Yotei. إنها مقارنة مثيرة للاهتمام، وإن كانت تبدو غير متكافئة إلى حدٍ ما، رغم ما تحمله مغامرات كل من “ألوي” و”أتسو” من عناصر جاذبة وفريدة.

لا يزال زمن “آرثر مورغان” مع عصابة “فان دايك” هو البطل الذي لا يُنازع عندما يتعلق الأمر بعالمٍ ينبض بالحياة ويتفاعل مع اللاعب باستمرار. ربما تكون الأجزاء المستقبلية من Forbidden West وYotei قادرة على تقديم منافسة أقوى عندما تصدر لاحقًا وتصل إلى أيدي اللاعبين.

لكن حتى ذلك الحين، تظل Red Dead Redemption 2 اللعبة التي يجب على الجميع التفوق عليها لتنتزع اللقب منها.