العاب / IGN

مراجعة طور اللعب الجماعي في Battlefield 6

  • 1/2
  • 2/2

ملاحظة: تركز هذه المراجعة على طور اللعب الجماعي فقط، يمكنكم الاطلاع على مراجعتنا لحملة Battlefield 6 الفردية هنا.


في ساحة معركة يحيطها الضباب من كل اتجاه، تتساقط القذائف كالمطر لتزلزل الأرض تحت أقدام الجنود، بينما يبتلع الدخان الأفق حتى يصبح اللون الرمادي سيد المشهد. تلمع شظايا الزجاج كنجومٍ مكسورة بين الأنقاض، إذ تشهد على فوضى لا تعرف الرحمة، وعلى مرمى البصر يقترب هجوم الدبابات شيئًا فشيئًا، حيث يعلو هديرها فوق كل الأصوات، بينما تنهار الجدران واحدة تلو الأخرى تحت وطأة القصف المستمر، في وسط كل ذلك، لحظة صمتٍ خاطفة؛ جندي وحيد يمد يده لالتقاط بندقيته وقد غطاها التراب، ينظر إلى الأفق، يعرف أن الجولة لم تنته بعد، فالحرب ليست مجرد معركةٍ على الأرض، بل صراعٌ للبقاء، واختبارٌ للإرادة وسط فوضى لا تُحتمل.

هكذا تبدأ Battlefield 6، حيث لا مكان للهدوء ولا وقت للراحة، فكل طلقة وكل صرخة تروي قصة جندي يعيش جحيم الحرب في أدق تفاصيله.

تتجلى تجربة اللعب الجماعي في Battlefield 6 في جوهر ما أحبّه اللاعبون في السلسلة على مدار سنوات، بدءًا من المعارك الضخمة التي تضم عشرات اللاعبين على خريطة واحدة، مرورًا بالبيئات القابلة للتدمير، ووصولًا إلى الحرية التامة في اختيار أسلوب القتال. تم رفع أفضل عناصر الإصدارات السابقة إلى مستوى جديد تمامًا، مما أسفر عن تجربة لعب مذهلة بصريًا ومثيرة للغاية من ناحية أسلوب اللعب. سواء كنت تميل إلى القتال التكتيكي للمشاة، أو حروب الدبابات، أو المعارك الجوية بين الجبال وناطحات السحاب، توفر Battlefield 6 كل ذلك ضمن عرض حربي سينمائي متكامل.

تقدم Battlefield 6 تجربة اللعب الجماعي بمزيج مثالي من العناصر التي أحبها اللاعبون في السلسلة عبر السنوات، بدءًا من المعارك الضخمة التي يشارك فيها عشرات اللاعبين على خريطة واحدة، مرورًا بالبيئات القابلة للتدمير، وصولًا إلى الحرية الكاملة في اختيار أسلوب القتال. وقد تم تطوير أفضل عناصر الإصدارات السابقة لتصل إلى مستوى جديد تمامًا، ما منح تجربة لعب مذهلة بصريًا وممتعة للغاية من ناحية أسلوب اللعب. سواء كنت تفضل القتال التكتيكي للمشاة، أو معارك الدبابات، أو المعارك الجوية بين الجبال وناطحات السحاب، تقدم Battlefield 6 كل ذلك ضمن عرض حربي سينمائي متكامل.

في خريطتي Siege of Cairo و New Sobek City، شهد القتال الحضري تحسينًا مذهلًا، إذ تعج الشوارع بالحركة، ويمكن تدمير المباني لإسقاط الركام على الأعداء، ويحتمل أن يتحول كل زقاق إلى فخ قاتل. كما توفر اللعبة خرائط أصغر مخصصة للمواجهات المكثفة للمشاة، مثل Saints Quarter في جبل طارق و Empire State في قلب بروكلين. كل خريطة تتميز بتصميم بصري فريد، مع التركيز على التعاون والتخطيط الاستراتيجي، بما يتناسب مع أسلوب لعب كل لاعب.

يضم الطور الجماعي أنماطًا متنوعة بأشكال وأحجام مختلفة، منها الأنماط الكلاسيكية التي اعتاد عليها عشّاق السلسلة ويظل وضع Conquest الكلاسيكي هو أساس السلسلة، حيث تتقاتل فرق ضخمة للسيطرة على نقاط الخريطة، مع تحرك خطوط الجبهة كما في حرب حقيقية. أما وضع Breakthrough فيتطلب ًا هجوميًا ودفاعيًا متتابعًا على القطاعات، بينما يعود وضع Rush بأبهى صورة، مقدمًا حصارات مذهلة لنقاط M-COM. الإضافة الجديدة، Escalation، تركز على السيطرة على النقاط الاستراتيجية الأخيرة وصولًا إلى معركة نهائية ملحمية. لمحبي المعارك الأصغر، هناك Team Deathmatch و Domination Deathmatch و King of the Hill، وهي مثالية للجلسات القصيرة واللعب التنافسي بين الفرق، كذلك يمكن للاعبين اختيار الأوضاع الموصى بها أو التحكم الكامل بجلساتهم، ما يضمن تجربة تلبي جميع الأذواق.
يشبه نمط Escalation إلى حد كبير نمط Conquest، إلا أن التركيز هنا على السيطرة المستمرة على الأراضي، في الجولة الأولى يفوز الفريق الذي يسيطر على أكبر عدد من النقاط، فيكسب نقطة وتُحذف إحدى المناطق من الخريطة ليحصل على أرض جديدة، تستمر المنافسة في الجولة التالية على المناطق المتبقية، مع حذف مناطق أخرى مع كل فوز، حتى يتمكن فريق من جمع ثلاث نقاط ليُعلن فوزه، ورغم أن العديد من ألعاب التصويب تحاول تقديم أنماط جديدة، إلا أن القليل منها يترك أثرًا ملموسًا، بينما يبدو نمط Escalation وكأنه جزء جوهري من هوية Battlefield الجديدة.

من بين العناصر المميزة أيضًا عودة نظام Portal الذي ظهر أول مرة في Battlefield 2042، والذي يتيح للاعبين ابتكار تجاربهم الخاصة داخل اللعبة، سواء بإنشاء أنماط جديدة أو سيناريوهات مخصصة للتدريب والطيران وغير ذلك، يذكّر Portal بمشهد التعديلات في لعبة DayZ، حيث يمكن للمجتمع أن يطيل عمر اللعبة عبر تصميم محتوى مبتكر يضخ فيها حياة جديدة، فحين يملّ اللاعبون من أنماط مثل Conquest و Rush، يظهر دائمًا من يقدّم تجربة مختلفة تُعيد الحماس للمجتمع وتمنحهم شيئًا جديدًا للعبه.

تقدّم Battlefield 6 قدرًا كبيرًا من التخصيص والتحكم للاعبين في الفئة التي يختارونها وتجهيزاتهم القتالية، فقد عادت الفئات الأربع الكلاسيكية، وكل فئة لا تزال تحتفظ بجوهر ما يميزها، غير أن اللعبة هذه المرة تتيح استخدام أي سلاح مع أي فئة، مع منح مكافآت إضافية عند استخدام السلاح الذي يتوافق مع تخصص الفئة، ومع خوض المباريات يحصل اللاعب على نقاط خبرة لكل ما يفعله، ما يرفع مستوى الأسلحة والمركبات ويزيد رتبته العامة، مما يفتح له المزيد من العناصر الجديدة، كما تتوفر تحديات يومية وأسبوعية وتحديات خاصة بالفئات، بل وحتى تحديات متعددة الاتجاهات، وجميعها تساهم في التقدم أو تفتح مكافآت معينة، رغم أن عرضها في الواجهة ليس دائمًا واضحًا أو منظمًا جيدًا.

عودة نظام الفئات الكلاسيكي تُعد من أفضل القرارات التي اتخذتها استوديوهات DICE، حيث يمتلك كل فئة قدرات وأدوات ومزايا فريدة، تتفوق فئة الهجوم في القتال القريب، مستخدمة البنادق الهجومية مع قدرة مؤقتة لتعزيز قوة الفريق بأكمله، بينما يمكن للمهندس إصلاح المركبات ودعم الحلفاء، وقد تنقذ مهاراته دبابة من الانهيار.

تعد فئة الدعم قلب أي هجوم، فهي توفر الذخيرة، الشفاء، وتسريع العودة إلى القتال، أما فئة الاستطلاع فتحصل على ميزة بفضل مهارات القنص وطائرات الاستطلاع للكشف عن الأعداء، الأهم أن لكل فئة مسارات تدريبية يمكن تطويرها حسب أسلوب اللعب، لتصبح مقاتلًا هجوميًا في الخط الأمامي، أو مخربًا صامتًا، أو مسعفًا يركز على إنقاذ الحلفاء، هناك العديد من التحديات داخل اللعبة، مع التركيز غالبًا على القضاء على الأعداء أو إكمال الأهداف، والتي تمنح نقاط خبرة لفتح ترقيات وجلود جديدة، كلها ضمن حدود المعقول، دون أسلحة أو دروع ملونة.

أكثر ما قد يثير الإدمان في اللعبة هو نظام تخصيص الأسلحة، إذ يمنح شعورًا رائعًا عند فتح ملحقات جديدة للسلاح المفضل وتجربتها لتحسين أدائه، ويأتي ذلك مدعومًا بوجود ميدان تدريب يمكن فيه اختبار التعديلات قبل الدخول إلى المعارك، رغم ذلك يظل التقدم في تطوير الأسلحة بطيئًا جدًا، إلى حد قد يُحبط اللاعبين العاديين الذين سيجدون صعوبة في الوصول إلى المستويات العليا وفتح أفضل التحسينات.

في المقابل، تُعد عملية ترقية المركبات أسرع وأكثر سلاسة، حيث يمكن رفع مستواها بشكل ملحوظ حتى أثناء التواجد في مقعد الرامي، وتُظهر المركبات قوتها الكبيرة في أيدي اللاعبين المتمرسين، إلا أن أدوات المشاة المضادة للمركبات تجعل السيطرة عليها أكثر تحديًا، خاصة مع وفرة الألغام التي تقلل من فعاليتها.

ولا يقتصر التخصيص على الجوانب القتالية فحسب، بل يمتد أيضًا إلى المظهر الخارجي، مثل زي الجندي، وسِمات المركبات، وبطاقات تعريف اللاعبين، ورغم أن هذا الجانب ليس جوهريًا في التجربة، إلا أنه يضيف لمسة شخصية محببة، وتتم إدارة جميع هذه الخيارات من خلال نظام التقدم والتحديات، إلا أن القوائم المخصصة لذلك ما زالت تعاني من ضعف في التصميم وتجربة الاستخدام.

ما يجعل Battlefield 6 مميزة هو ما يمكن وصفه بـ"اللعبة داخل اللعبة"، إذ تتألف كل جولة، خاصة في الأطوار واسعة النطاق، من عشرات اللاعبين والمركبات والطائرات والمواجهات المتعددة في البرّ والجوّ، وبينما يندفع أغلب اللاعبين مباشرة نحو الأهداف وسط وابل من الرصاص، تتيح اللعبة حرية اختيار الأسلوب المفضل لكل لاعب، بما يتناسب مع قدراته وتفضيلاته الشخصية.

يمكن لكل لاعب أن يتبع أسلوبه المفضل في Battlefield 6، فالمتقنون للطيران يركزون على المعارك الجوية دون الالتفات لما يحدث على الأرض، وعشاق القنص يركزون على تصويب الأهداف البعيدة دون القلق بشأن الجولة، بينما يختار آخرون البقاء داخل المدرعات طوال المباراة، أو يتولون دور المسعف الذي يكرّس جهده لإنعاش زملائه دون إطلاق رصاصة، وهكذا تمنح اللعبة حرية كاملة لكل لاعب ليجد طريقته الخاصة في الاستمتاع والمساهمة في القتال بأسلوبه الفردي.بالنسبة للاعبين الذين يريدون البقاء فاعلين ومؤثرين رغم بطء ردود أفعالهم قليلًا، يمكنهم اعتماد أساليب مبتكرة، مثل استخدام التمويه والدخان لتأمين التقدم، أو مراقبة تحركات الأعداء من النقاط المرتفعة وإبلاغ زملائهم بمواقعهم أثناء الطيران، فالتجربة في Battlefield 6 لا تُقاس فقط بعدد القتلى، بل بمدى تأثير اللاعب في مجريات المعركة، فهي تمنح الجميع فرصة المشاركة الفعّالة في الفوضى المنظمة، مهما اختلف مستوى المهارة، طالما توفرت الرغبة في التعلم والتكيف.

تُعد Battlefield 6 استعادة رائعة لعظمة السلسلة، إذ يقدم وضع اللعب الجماعي مزيجًا متقنًا من التعاون والفوضى والتكتيك العميق، وتدفع كل خريطة ووضع وفئة اللاعبين لتجربة أساليب جديدة، ولحظات مثل اقتحام عدة لاعبين لنقطة وسط وابل من نيران الدبابات والمروحيات، أو إصابة طلقة قناص للأرض بجانب جندي، أو إلقاء مقاتل هجومي قنبلتين عند أقدام خصمه، كلها تُبرز لماذا اللعبة تتجاوز كونها مجرد لعبة لتصبح تجربة واقعية مشوقة، وبعد سنوات من البحث عن التوازن، نجحت استوديوهات BF في إيجاد المزيج الأمثل بين التشويق والتكتيك، مع أدوات تمنح كل لاعب، بغض النظر عن مهارته أو أسلوبه، القدرة على خلق لحظاته الخاصة داخل المعركة، تلك اللحظات التي تبقى محفورة في الذاكرة، سواء كانت مواجهة بطولية ضد طائرة، أو إنقاذًا حاسمًا لزميل سقط تحت النيران.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة IGN ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من IGN ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا