خلال عمرها المذهل الذي استمر ثلاثة عشر عامًا، كانت منصة PlayStation 2 من شركة Sony موطنًا لأكثر من أربعة آلاف لعبة. لم تكن هذه واحدة من أكبر المكتبات في تاريخ أجهزة الألعاب فحسب، بل احتوت أيضًا على العديد من العناوين التي تُعد من أفضل ألعاب الفيديو التي أُنتجت على الإطلاق. من بين الإصدارات البارزة كانت Midnight Club، وغيرها. لم تكن هذه الألعاب مجرد تجارب ممتعة للغاية، بل كانت أيضًا ذات دور محوري في ريادة وتشكيل الأنواع التي تنتمي إليها. ومع ازدياد شعبية النسخ المُعاد تطويرها في السنوات الأخيرة، أصبح بإمكان اللاعبين المعاصرين تجربة العديد من هذه العناوين بجودة بصرية مذهلة بدقة 4K وأسلوب لعب محسّن، مما أتاح في الوقت نفسه لعشاق الماضي فرصة استعادة ذكريات الطفولة الثمينة. وعلى الرغم من روعة النسخ الحديثة التي أُعيد تطويرها، فإن هناك العديد من ألعاب PS2 الأخرى التي تستحق بنفس القدر أن تُعاد إليها الحياة من خلال إعادة إنتاج حديثة. ومع تزايد صعوبة الحصول على الألعاب والأجهزة القديمة، فمن المحتمل أن تختفي بعض هذه الألعاب تمامًا في يومٍ ما ما لم تحصل على إحياءٍ عصري يعيدها إلى الواجهة. Dark Cloud (2001) كانت منصة PlayStation 2 موطنًا لعدد لا يُحصى من ألعاب تقمص الأدوار اليابانية التي شكّلت هوية هذا النوع. ومع ذلك، كان هناك العديد من العناوين التي لم تحظَ بالاهتمام الكافي من الجماهير، ومن بين هذه الإصدارات التي تم تجاهلها لعبة Dark Cloud. كانت Dark Cloud أول لعبة من تطوير استوديو Level-5. في هذه اللعبة يتولى اللاعب دور البطل الشاب Toan، الذي ينطلق في مهمة لإنقاذ العالم من شرّ الـDark Genie بعد أن دُمّرت قريته بالكامل. بمساعدة قطعة أثرية سحرية، يتعين عليه إنقاذ الناجين والمساعدة في إعادة بناء ما تهدم. ما نتج عن ذلك كان مزيجًا فريدًا من لعبة تقمص أدوار وأسلوب بقاء وبناء مدن في آن واحد، وهو مزيج بدا للوهلة الأولى وكأنه لن ينجح، لكن Level-5 تمكنت من ابتكار تجربة غير مسبوقة في عالم الألعاب. إلى جانب استكشاف الأبراج المحصنة التي تُنشأ عشوائيًا وقتال الزعماء، كان على اللاعبين الانتباه إلى متانة أسلحتهم والتأكد من جمع كميات كافية من الماء للبقاء على قيد الحياة. وبعد الخروج من الأبراج، يمكنهم استخدام نظام البناء المتقدم في اللعبة لإعادة إعمار القرى المدمرة بالشكل الذي يرغبون فيه. وبعد أكثر من عقدين على صدورها، ما زالت Dark Cloud واحدة من أكثر ألعاب تقمص الأدوار اليابانية تفرّدًا في التاريخ. ومن خلال توسيع أنظمتها وتحسين أسلوبها، يمكن لإعادة إنتاج حديثة أن تجعل هذه اللعبة المذهلة أفضل مما كانت عليه بكثير. Black (2006) قبل عامٍ واحد فقط من أن تغيّر لعبة Call Of Duty 4: Modern Warfare مفهوم ألعاب التصويب من منظور الشخص الأول إلى الأبد، أطلقت شركة Criterion Games (المعروفة بسلسلة Burnout) محاولتها الطموحة الخاصة في هذا النوع من الألعاب، تحت اسم Black. جاءت اللعبة في نهاية دورة حياة منصة PS2، ووضعت اللاعبين في دور الجندي الأمريكي Jack Kellar من وحدة العمليات الخاصة. بفضل النماذج المفصلة للأسلحة والتصميم الصوتي الغامر، سعت Black لتقديم تجربة سينمائية أقرب إلى أفلام الأكشن. لكن ما كان أكثر إثارة للإعجاب من جودة الرسومات هو البيئات القابلة للتدمير، إذ كانت الجدران تتآكل تدريجيًا تحت وابل الرصاص، ويملأ الغبار والدخان الممرات ليحجب الرؤية. لقد كانت Black إنجازًا تقنيًا مذهلًا في زمنها، ونالت إشادة واسعة من النقاد عند إصدارها. وعلى الرغم من نجاحها التجاري، إلا أن ازدحام السوق بألعاب التصويب وانشغال المطورين بالعمل على Burnout: Paradise حال دون إنتاج جزءٍ ثانٍ. أما اليوم، فإن إعادة إنتاج حديثة قد تُعيد إحياء الإمكانات غير المستغلة لهذه السلسلة. فبجانب مظهر بصري مبهر على الأجهزة الحديثة، ستكون هناك فرصة لتوسيع القصة البسيطة الأصلية وإضافة نمط اللعب الجماعي المفقود، مما يمنح اللاعبين النسخة الكاملة المثالية من لعبة تصويب لم تنل التقدير الذي تستحقه. Headhunter (2002) صدرت لعبة Headhunter لأول مرة على منصة Dreamcast عام 2001، قبل أن تصل إلى PlayStation 2 في العام التالي. وقد جمعت بين أسلوب الأكشن العميق في لعبة Metal Gear والسخرية اللاذعة، لتنتج مزيجًا فريدًا أصبح مع مرور الزمن من الكلاسيكيات المنسية التي لم تحظَ بالاهتمام الكافي من معظم اللاعبين. يتقمص اللاعب دور صائد الجوائز Jack Wade، وتبدأ القصة باستيقاظه في المستشفى مصابًا بفقدان الذاكرة بعد هروبه من منشأة سرية تحت الأرض. وللكشف عن حقيقة ما حدث له، يعاود الانضمام إلى جهة عمله السابقة، لكنه يُجبر على البدء من الصفر وإثبات نفسه من جديد. كل مستوى في اللعبة يمزج بين أسلوب التسلل الدقيق وأكشن المنظور الثالث، حيث يتعين على اللاعبين التسلل إلى مواقع مختلفة بحثًا عن أهداف أو أدلة تساعد في تحقيق Jack. أما التنقل بين المهمات فيتم بواسطة دراجة نارية، فيما تشكل مدينة Los Angeles المستقبلية ذات الطابع الديستوبي خلفية جوية مذهلة للأحداث المتصاعدة. تُجسَّد أجواء المستقبل القريب، حيث تنتشر تجارة الأعضاء والفساد على نطاق واسع، من خلال تقارير إخبارية ساخرة مصوّرة بتقنية FMV وملصقات دعائية تظهر أثناء شاشات التحميل. وبفضل أسلوب اللعب الطموح والحبكة المثيرة، فإن Headhunter تستحق بجدارة إعادة إنتاج حديثة تعيدها إلى دائرة الضوء. اذا شفت اسمي هنا فمعناتها أن الموضوع اشتغل عليه أكثر من واحد من فريق العمل، أو انه تصريح رسمي باسم الموقع. بس لا تخلي هالشي يمنعك من انك تتابعني في تويتر وانستقرام. عادي لا تستحي.