لم يكن من الصعب أن يبدو جهاز Game Boy وكأنه آلة مخصّصة لــPokemon أو لـTetris، وبالنسبة لكثير من أطفال التسعينيات، فقد كان كذلك بالفعل. لكن خلف عالم المكعّبات المتساقطة ومطاردة Pikachu، كانت هناك عناوين تجرأت على أن تكون مختلفة، أو ذكية، أو متقدمة على زمنها بشكل لافت. ألعاب لم تحصل على الضوء الذي تستحقه وقتها، لكنها اليوم تبدو ككنوز مدفونة تستحق الاكتشاف. سواء كانت تعبث بتقاليد الأنواع، أو تستخرج التميُّز من عتاد محدود للغاية، أو تقدّم شيئًا لا يمكن لأي جهاز محمول آخر أن يوفره، فقد أثبتت هذه الجواهر المخفية أن بعض الألعاب استطاعت أن تقدّم الكثير، رغم عالم محدود من درجات الرمادي وزرين فقط. Daedalian Opus Tetris لعشاق الدموع قد تبدو هذه اللعبة للوهلة الأولى كنسخة من Tetris. تسقط الكتل، ويقوم اللاعبون بترتيبها لتناسب شكلًا معينًا. لكن Daedalian Opus هي في الواقع أقرب إلى التعذيب الذهني الخالص في عالم الألغاز. في كل مستوى، يحصل اللاعبون على شكل محدد ومجموعة من الكتل بأسلوب tetromino. مهمتك؟ أن تُلائم جميع الكتل في ذلك الشكل بدقة متناهية. لا يُسمح بتدوير الكتل أثناء الوضع، ولا يوجد مجال للخطأ. فقط قوة العقل والكثير من التذمر الصامت. ما يثير الدهشة في Daedalian Opus هو كيفية تصاعد التحديات فيها. تبدأ الألغاز الأولى بهدوء، بل قد تكون مريحة. ولكن بحلول منتصف اللعبة، تشعر وكأنك تحاول حزم حقيبة باستخدام الطوب والغضب فقط. وهذا بالضبط ما يجعلها تبقى في الذاكرة. فهي تحول Tetris إلى شيء منهجي، ومتعمد، ومرضٍ بشكل جنوني عندما تتوافق القطع أخيرًا. اللعبة تخلو تمامًا من الزخارف، ولا تحتوي على قصة، لكنها لا تحتاج إلى ذلك. إنها واحدة من أكثر التجارب التي تعاقب وتكافئ بصمت على النظام بأكمله. Catrap قبل أزرار الإعادة، كانت تقف هذه اللعبة شامخة في عام 1990، قدمت لعبة Catrap آلية كانت متقدمة على عصرها لدرجة أن الناس لم يدركوا مدى عبقريتها إلا بعد عقود: التراجع عن الحركات. يتحكم اللاعبون في شخصيتين لطيفتين محاصرتين في ألغاز تتضمن دفع الكتل، مملوءة بالسلالم والأعداء وقاعدة واحدة مهمة: إذا علقت، عليك البدء من جديد. إلا إذا استخدمت ميزة “الرجوع”، التي تتيح للاعبين العودة إلى الوراء عبر كل حركة قاموا بها في المستوى كما لو كانوا يشاهدون شريط فيديو قديمًا. إلى جانب جاذبيتها الفائقة، تُعد Catrap لعبة تتحدّى العقل بجدية. تزداد تعقيد المراحل تدريجيًا، ومع تبديل اللاعبين بين شخصيتين للعمل معًا لتجاوز المرحلة، تتحول اللعبة سريعًا إلى نوع من الجمباز الذهني. أما القدرة على إعادة الزمن للخلف، فلم تكن مجرد حيلة؛ بل منحت Catrap الحرية لطرح ألغاز معقدة دون أن تبدو غير عادلة. ليس من المستغرب أن تجد اللعبة حياة ثانية بعد عقود على منصة 3DS Virtual Console، حيث حصلت أخيرًا على الاهتمام الذي تستحقه دائمًا. Mole Mania لا يوجد سبب منطقي لنسيان Mole Mania. فقد حملت بصمات Shigeru Miyamoto الواضحة، ورغم ذلك، انتهى بها المطاف مدفونة تحت كومة الألعاب المرخصة على جهاز Game Boy. يتحكم اللاعبون في Muddy Mole، الذي تعرضت عائلته للاختطاف على يد بارون الخضروات. ما يلي ذلك هو مغامرة ألغاز ذكية بشكل مدهش، تتطلب من اللاعبين دفع، وسحب، وحفر طريقهم عبر مراحل تشبه المتاهات دون أن يجدوا أنفسهم في طريق مسدود. آلية الحفر في اللعبة أعمق مما تبدو عليه. يستطيع Muddy الحفر تحت الأرض لتجاوز العقبات، لكن ذلك يغيّر من ترتيب الألغاز الموجودة فوق الأرض، مما يجبر اللاعبين على التفكير مرتين في الوقت نفسه. وعلى عكس العديد من ألعاب الألغاز المبكرة، لا تعتمد Mole Mania على أسلوب المحاولة والخطأ؛ بل تثق في قدرة اللاعب على الانتباه وتعلّم منطقها. تشعر وكأنها أقرب إلى ألعاب مثل Zelda، ولكن مع عدد أقل من السيوف والمزيد من الكرنب. Trip World قبل أن تصبح Trip World قطعة نادرة تُباع بأسعار خيالية في مواقع المزادات، أُصدرت بهدوء في أوروبا واليابان دون ضجة تُذكر. وهذا مؤسف، لأن Sunsoft أضفت على هذه اللعبة سحرًا يفوق ما كانت تقدمه معظم ألعاب المنصات في ذلك الوقت. يتحكم اللاعبون في Yakopoo، وهو كائن غريب يشبه الأرنب، يمتلك القدرة على تغيير شكله أثناء القفز، والسباحة، والطيران، وحتى ركل الأعداء بذيله. ورغم تعدد هذه القدرات، إلا أن اللعبة لا تُشعر اللاعب بالإرهاق أو التعقيد. ما يميز Trip World هو منح شعور مَن يلعبها بالسلام والهدوء. على عكس معظم ألعاب المنصات في تلك الحقبة، لا يهاجم الأعداء دائمًا عند رؤيتك. الكثير منهم يتجول فقط، مما يضيف إلى الإحساس الغريب بالسكينة. البيئات في اللعبة خصبة وحالمة، وتصميم الشخصيات يبدو وكأنه يتجاوز حدود الممكن لأجهزة محمولة في عام 1993. ورغم قصرها، إلا أنها مصممة بعناية كبيرة تجعلها تدعو اللاعب لإعادة التجربة، ليس فقط من أجل آلياتها، بل للاستمتاع بأجوائها الفريدة مرة أخرى. اذا شفت اسمي هنا فمعناتها أن الموضوع اشتغل عليه أكثر من واحد من فريق العمل، أو انه تصريح رسمي باسم الموقع. بس لا تخلي هالشي يمنعك من انك تتابعني في تويتر وانستقرام. عادي لا تستحي.