عرب وعالم / السعودية / صحيفة سبق الإلكترونية

"رقصة التكتون".. يروي قصة تشكل اليابسة على كوكب الأرض في آخر 1.8 مليار سنة

تم النشر في: 

07 سبتمبر 2024, 1:49 مساءً

في تجربة هي الأولى من نوعها، قدمت جامعة صينية رسوم متحركة، يروي كيف تشكلت اليابسة على سطح كوكب الأرض على مدى 1.8 مليار سنة مضت، وذلك باستخدام المعلومات الجيولوجية من داخل الصخور على سطح الأرض، وإعادة بناء الصفائح التكتونية للكوكب.

هذه هي المرة الأولى

وحسب موقع "ذا كونفيرزيشن – The Conversation" الإخباري الأسترالي، هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها استخدام السجل الجيولوجي للأرض بهذه الطريقة، والنظر إلى الوراء عبر الزمن. وقد تمكنا هذا من محاولة رسم خريطة للكوكب على مدار آخر 40٪ من تاريخه، والذي يمكنك رؤيته في فيديو الرسوم المتحركة.

دراسة صينية

وحسب الموقع، فقد تمت هذه الدراسة في جامعة "أوشن يونيفرستي" الصينية، بإشراف البروفيسور شيانجي ساو، ونشرت نتائج الدراسة في مجلة "جيوساينس فرنتيز – Geoscience Frontiers" لعلوم الجيولوجيا.

رقصة جميلة.. الصفائح التكتونية وتشكل القارات

ويقول الموقع، إن رسم خريطة لكوكبنا عبر تاريخه الطويل يقدم رقصة قارية جميلة ساحرة في حد ذاتها وعمل فني طبيعي.

ويبدأ الفيديو الذي تبلغ مدته 1.12 دقيقة، بخريطة العالم المألوفة للجميع. ثم تتحرك الهند بسرعة نحو الجنوب، تليها أجزاء من جنوب شرق آسيا مع تشكل قارة جندوانا السابقة في نصف الكرة الجنوبي، قبل حوالي 200 مليون سنة (في عملية إعادة البناء)، عندما كانت الديناصورات تسير على الأرض، ارتبطت جندوانا بأمريكا الشمالية وأوروبا وشمال آسيا لتشكل قارة عظمى كبيرة تسمى بانجيا.

بعد ذلك، تستمر عملية إعادة البناء عبر الزمن، حين تشكلت بانجيا وجندوانا من اصطدامات صفائح أقدم. ومع مرور الوقت، تظهر قارة عظمى سابقة تسمى رودينيا. ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد. تشكلت رودينيا بدورها من تفكك قارة عظمى أقدم تسمى نونا منذ حوالي 1.35 مليار سنة.

لماذا نرسم خريطة لماضي الأرض؟

من بين الكواكب في النظام الشمسي، تعد الأرض فريدة من نوعها لوجود الصفائح التكتونية، فينقسم سطحها الصخري إلى شظايا (صفائح) تتحرك نحو بعضها البعض لتشكل الجبال، أو تنقسم وتتباعد وتشكل هوة مليئة بالمحيطات.

وبالإضافة إلى التسبب في الزلازل والبراكين، تعمل الصفائح التكتونية أيضًا على دفع الصخور من أعماق الأرض إلى مرتفعات السلاسل الجبلية. وبهذه الطريقة، يمكن للعناصر التي كانت بعيدة في باطن الأرض أن تتآكل من الصخور وتنتهي بها الحال إلى الانجراف إلى الأنهار والمحيطات. ومن هناك، يمكن للكائنات الحية الاستفادة من هذه العناصر.

ومن بين هذه العناصر الأساسية الفوسفور، الذي يشكل إطار جزيئات الحمض النووي، والموليبدينوم، الذي تستخدمه الكائنات الحية لنزع النيتروجين من الغلاف الجوي وصنع البروتينات والأحماض الأمينية، وهي لبنات بناء الحياة.

كما تكشف الصفائح التكتونية عن الصخور التي تتفاعل مع ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي. والصخور التي تحبس ثاني أكسيد الكربون هي المتحكم الرئيسي في مناخ الأرض على مدى فترات زمنية طويلة، أطول بكثير من تغير المناخ المضطرب الذي نتحمل مسؤوليته اليوم.

رسم الخريطة لفهم الزمن العميق

إن رسم خريطة الصفائح التكتونية الماضية للكوكب هي المرحلة الأولى في القدرة على بناء نموذج رقمي كامل للأرض عبر تاريخها.

إن هذا النموذج سوف يسمح لنا باختبار الفرضيات حول ماضي الأرض. على سبيل المثال، لماذا مر مناخ الأرض بتقلبات شديدة مثل "كرة الثلج الأرضية"، أو لماذا تراكم الأكسجين في الغلاف الجوي عندما حدث ذلك.

والواقع أن هذا النموذج سوف يسمح لنا بفهم أفضل كثيرًا للعلاقة بين الكوكب العميق وأنظمة سطح الأرض التي تدعم الحياة كما نعرفها.

كيف وأين تتشكل المعادن؟

تتشكل العديد من المعادن في جذور البراكين التي تحدث على طول هوامش الصفائح. ومن خلال إعادة بناء حدود الصفائح القديمة عبر الزمن، يمكننا أن نفهم بشكل أفضل الجغرافيا التكتونية للعالم ومساعدة مستكشفي المعادن في العثور على صخور قديمة غنية بالمعادن مدفونة الآن تحت جبال أصغر سناً كثيراً.

هناك الكثير لنتعلمه

في هذا الوقت من استكشاف العوالم الأخرى في النظام الشمسي وخارجه، يجدر بنا أن نتذكر أن هناك الكثير عن كوكبنا الذي بدأنا للتو في إلقاء نظرة عليه.

هناك 4.6 مليار سنة من تاريخ الأرض للتحقيق فيها، والصخور التي نسير فوقها تحتوي على أدلة على كيفية تغير الأرض خلال هذا الوقت.

هذه المحاولة الأولى لرسم خريطة لآخر 1.8 مليار سنة من تاريخ الأرض تشكل قفزة إلى الأمام في التحدي العلمي الكبير المتمثل في رسم خريطة لعالمنا. ولكن هذه مجرد محاولة أولى. وسوف تشهد الأعوام القادمة تحسناً كبيراً مقارنة بنقطة البداية التي وصلنا إليها الآن.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق الإلكترونية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق الإلكترونية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا