05 نوفمبر 2024, 2:05 مساءً
قال نائب الأمين العام في جمعية "عناية" مشاري محمد بن دليلة إن الحياة جُبلت على التعاون بشتى صوره، فلا يمكن أن تستقيم دون تعاضد البشر، إنه أحد مقوماتها وركائزها الأساسية.
وأضاف: بالتعاون تنمو الأوطان، وتزدهر الدول، وتقوم الحضارات؛ لهذا جاءت الكتب السماوية حاثةً على التعاون بجميع أشكاله، متجسدًا في الأخلاق النبوية والبشرية على اختلاف أصنافهم ومللهم وأديانهم.
وتابع: الطبيعة البشرية في جوهرها تميل إلى التعاون والعطاء منذ الصغر، إذ تنمو هذه القيم في النفوس بحسب ما تتغذى عليه، فتزدهر إذا رُويت بماء العطاء العذب، وتذبل إذا سُقيت بماء الأنانية الآسن.
كما قال نائب الأمين العام في جمعية "عناية": إن الإنسان بفطرته يميل إلى التشاركية أكثر من الفردانية، وهي النزعة إلى تفضيل المصلحة الشخصية على المصلحة العامة، فهو يحب الخدمة ومد يد العون لمن يحتاج، ويشعر بالرضا النفسي عند فعل الخير.
وأوضح أن هذه القيم والأخلاق النبيلة جسدتها الرسالة الربانية في القرآن والسنة في مواضع عدة، يقول الله تعالى في سورة البقرة: "وَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ". وفي الحديث النبوي الشريف: "من نفَّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا، نفَّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة" [رواه مسلم].
وواصل قائلًا: لنتأمل في قصة موسى عليه السلام، حين خرج مطاردًا من فرعون، يقول الله تعالى: "وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ ۖ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا ۖ قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّىٰ يُصْدِرَ الرِّعَاءُ ۖ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ" [القصص: 23]، رغم حالته كمطارد وجائع قام موسى بمساعدة المرأتين، مظهرًا الشهامة والمروءة، يقول الله تعالى: "فَسَقَىٰ لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّىٰ إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ" [القصص: 24].
وبعد هذا العمل التطوعي، جاءت المكافأة الإلهية. تقول الآيات: "فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا ۚ فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لَا تَخَفْ ۖ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ" [القصص: 25].
وقال "بن دليلة": هكذا وجد موسى عليه السلام الأمان والرزق بعد عمله التطوعي، فقد عرض عليه الشيخ الكبير - وهو نبي الله شعيب عليه السلام - أن يعمل عنده مقابل أن يزوجه إحدى ابنتيه، وهكذا تحولت حياة موسى من مطارد خائف إلى آمن مطمئن، بفضل الله، ثم بفضل عمله التطوعي الخالص.
وقال: إن أعمال التطوع مجلبة للخير ونور للحياة، فمتى نمت هذه الخصلة الجميلة في وطن، أشع معها الخير ونزلت البركة، وهي متنوعة لا تعد ولا تحصى، من أبسطها إماطة الأذى عن الطريق، إلى أعقدها في مجالات الصحة والتعليم والإغاثة.
وأضاف: المملكة العربية السعودية منذ نشأتها جعلت التعاون والأعمال التطوعية من أولوياتها، ولهذا تضمنت رؤية 2030 هدفًا استراتيجيًا للوصول إلى مليون متطوع. وقد فرضت ساعات تطوعية على طلبة المرحلة الثانوية لغرس هذه القيم النبيلة.
وتابع: لكن علينا أن نتذكر أن الأعمال التطوعية يجب أن تكون خالصة لوجه الله، بعيدة عن التشوف للمال أو المنصب أو الشهرة. فمتى ما عمل الإنسان هذه الأعمال الخيرة لأجل رضا ربه، حلت البركة ونفع الله بها.
وختامًا دعا إلى أن نسعى جميعًا إلى المشاركة في الأعمال التطوعية، كلٌ حسب قدرته ومجاله، قائلًا: فلنبدأ اليوم بعمل تطوعي يسير، ولو كان كلمة طيبة أو ابتسامة صادقة، عسى أن نجد ثمرة أعمالنا عند مليك مقتدر.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق الإلكترونية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق الإلكترونية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.