05 نوفمبر 2024, 5:39 مساءً
على مدار الأعوام الخمسة والعشرين الماضية اعتاد الأمريكيون السهرَ حتى ساعات الفجر الأولى في انتظار إعلان المؤسسات الإخبارية النتائج الحاسمة للولاية الأخيرة، التي تحسم وصول المرشح الرئاسي إلى البيت الأبيض، ومعرفة من يسيطر على الكونغرس. وفي ليلة انتخابات عام 2000 ظهر مصطلح "الولايات الحمراء" للجمهوريين و"الولايات الزرقاء" للديمقراطيين، عندما تابع الأمريكيون مقدم برنامج "ميت ذا برس" تيم روسرت على قناة "إن بي سي"، وهو يتحدث طوال الليل عمّا يجري في فلوريدا.
توقعات النتائج
ومن المستبعد للغاية معرفة الفائز في السباق الرئاسي ليلة الانتخابات؛ حيث تتعادل "كامالا هاريس" و"دونالد ترامب" تقريبًا في استطلاعات الرأي، كما أنّ احتمالية حسم السباق في عدد قليل من الولايات المتأرجحة مرتفعة.
وتوقيت معرفة الفائز في الانتخابات الأمريكية يعتمد على مدى التقارب في النتائج؛ فهناك أربع ولايات متأرجحة، أريزونا ونيفادا وبنسلفانيا وويسكونسن، لديها إجراءات خاصة بالاقتراع الغيابي قد تستغرق أيامًا لإتمامها، لكن إذا حقّقت "هاريس" فوزًا حاسمًا في الولايات المتأرجحة الأخرى، فسيكون ذلك كافيًا لإعلانها الفائزة.
وتقوم المؤسسات الإخبارية بإعلان الفائز، لكنها لا تحدد الفائز؛ فالمسؤولون في مكاتب الانتخابات الذين يقومون بعد الأصوات والمصادقة على نتائج الانتخابات هم من يحددون الفائز. وتتم هذه المصادقة بعد أيام أو حتى أسابيع من الانتخابات.
منهجية الإعلان
وتعتمد المؤسسات الإخبارية على "مكتب القرار" ونموذج خاص للتنبؤ بكيفية تطور عد الأصوات في كل ولاية. وبعضها يعتمد الآن على منظمة "دي سيجن ديسك إتش كيو"، وهي منظمة مستقلة أنشئت خصيصًا لهذه المهمة.
ويقول "مايك واغنر" أستاذ دراسات الانتخابات في جامعة ويسكونسن: "أصبحت المؤسسات الإخبارية أكثر حذرًا بشأن الإعلانات المبكرة؛ لأنها لا تريد التراجع عن إعلان كما حدث في عام 2000".
وتجدر الإشارة إلى أن القرارات حول موعد إعلان النتائج يتخذها إحصائيون، وليس مقدمو البرامج الإخبارية. ويؤكد "ديفيد سكوت" رئيس استراتيجية الأخبار والعمليات في وكالة "أسوشيتد برس" أن "المعيار هو اليقين المطلق. لا نعلن عن فائز حتى نكون متأكدين 100% من أن المرشحين المتأخرين لا يمكنهم اللحاق بالركب".
ويختلف توقيت إعلان النتائج بين الشبكات المختلفة؛ لأن كلًّا منها تستخدم نموذجًا مستقلًّا عن الآخر، وقد يتوصل المحللون المختلفون إلى استنتاجات في أوقات مختلفة.
خصوصية 2024
وتكتسب انتخابات 2024 أهمية استثنائية نظرًا للتنافس غير المسبوق بين نائبة الرئيس الحالية "كامالا هاريس"، والرئيس السابق "دونالد ترامب". ويشير محللون سياسيون إلى أن التقارب الشديد في استطلاعات الرأي، مع هامش خطأ ضئيل، يجعل من المستحيل تقريبًا التنبؤ بهوية الفائز قبل الفرز النهائي للأصوات.
ويُعد نظام فرز الأصوات في الولايات المتحدة معقدًا بطبيعته، خاصة مع تزايد الاقتراع عبر البريد في السنوات الأخيرة؛ فكل ولاية لديها قوانينها وإجراءاتها الخاصة لعدّ الأصوات وجدولتها. وتُعتبر الولايات المتأرجحة الأربع "أريزونا، نيفادا، بنسلفانيا، وويسكونسن" محورية في تحديد النتيجة النهائية.
وأدخلت المؤسسات الإعلامية تحسينات كبيرة على أنظمتها التحليلية منذ أحداث انتخابات 2000. وتستخدم حاليًّا خوارزميات متطورة وأنظمة تحليل بيانات متقدمة لتوقع النتائج بدقّة أعلى، لكن المبدأ الأساسي ما زال هو التأكد التام قبل إعلان أي نتيجة.
الشفافية والمصداقية
وتؤكد المؤسسات الإعلامية الكبرى التزامها بالشفافية المطلقة في عملية إعلان النتائج، وتحرص على توضيح أن دورها يقتصر على نقل النتائج المستندة إلى البيانات الرسمية من مكاتب الانتخابات في كل ولاية، كما تشدد على أن القرارات النهائية تُتخذ من قبل خبراء إحصاء وليس شخصيات إعلامية.
مع اقتراب موعد الانتخابات يتوقّع الخبراء أن تستغرق معرفة النتيجة النهائية عدة أيام على الأقل، خاصة إذا كانت النتائج متقاربة في الولايات الحاسمة. وقد يمتدّ الأمر لأسابيع في حال وجود طعون قانونية أو طلبات لإعادة الفرز.
وتمثل انتخابات 2024 اختبارًا حقيقيًّا لمتانة النظام الديمقراطي الأمريكي وقدرته على التعامل مع التحديات. وبينما يترقّب العالم النتائج، تبقى الأولوية للدقة والشفافية على حساب السرعة في إعلان النتائج النهائية.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق الإلكترونية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق الإلكترونية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.