07 نوفمبر 2024, 11:17 صباحاً
في انتصار تاريخي يعيد تعريف المشهد السياسي الأمريكي، نجح دونالد ترامب في تحقيق عودة مدوية للسباق الرئاسي، مُطيحًا بالافتراضات السائدة حول مستقبل السياسة الأمريكية، فما اعتبره كثيرون حالة شاذة عابرة، أثبت أنه تحوّل عميق في النسيج السياسي والاجتماعي للولايات المتحدة.
ولم يعد ممكنًا للمؤسسة السياسية تجاهل ترامب كمجرد انقطاع مؤقت في مسيرة التقدم الأمريكي، فقد كشفت نتائج الانتخابات عن استياء شعبي عميق تجاه النخبة الحاكمة واتجاه البلاد، متجاوزًا التوقعات في الولايات المتأرجحة، هذا الاستياء، المقترن بالمخاوف الاقتصادية والثقافية والديموغرافية، شكّل قوة دافعة خلف نجاح ترامب.
سابقة تاريخية
للمرة الأولى في التاريخ الأمريكي، ينتخب الشعب رئيسًا مدانًا جنائيًا، ورغم محاولاته السابقة لقلب نتائج الانتخابات وتصريحاته المثيرة للجدل حول الدستور، فإن ملايين الأمريكيين رأوا فيه قائدًا قادرًا على تمثيل تطلعاتهم ومخاوفهم.
واستطاع ترامب تحويل خطابه المثير للجدل إلى نقطة قوة، فبدلًا من نفور الناخبين من نداءاته العنيفة ونظريات المؤامرة التي يطرحها، وجد كثيرون في خطابه أصالة وتعبيرًا عن مشاعرهم، حتى اتهاماته القانونية المتعددة لم تؤثر سلبًا في شعبيته، بل عززت صورته كضحية للمؤسسة، وفقًا لصحيفة "نيويورك تايمز".
ولم تنجح إدارة بايدن-هاريس في معالجة الانقسامات العميقة التي ميزت عهد ترامب، فرغم الإنجازات التشريعية في مجالات الإغاثة والإنفاق الاجتماعي والمناخ، إلا أن التضخم المرتفع والهجرة غير الشرعية قوّضا ثقة الناخبين، كما فشلت محاولات هاريس في توحيد الديمقراطيين وجذب الناخبين المترددين.
مرحلة تحوّل
وهذا الانتصار يؤكد أن أمريكا تمر بمرحلة تحوّل عميق، حيث تتصارع رؤيتان متناقضتان للهوية الوطنية والمستقبل السياسي، وبينما يرى البعض في ذلك تهديدًا للديمقراطية، يراه آخرون إعادة تعريف ضرورية للسياسة الأمريكية.
وتجدد ظهور دونالد ترامب على الساحة السياسية يعيد تسليط الضوء على جانب غالبًا ما يُهمل من الديمقراطية الأمريكية الممتدة لأكثر من قرنين، فعلى الرغم من التزام الولايات المتحدة بمبادئها الدستورية، إلا أن تاريخها شهد فترات عندما كان الشعب مستعدًا لدعم قادة يتمتعون بسلطة واسعة، خاصة في أوقات الأزمات الوطنية، وقد نجح ترامب في تصوير الصراع السياسي الحالي كنوع من "الحرب من أجل أمريكا"، مما يجذب مؤيديه الذين يشعرون بأن بلادهم تواجه تهديدات داخلية وخارجية.
وتقول المؤرخة روث بن غيات مؤلفة كتاب "الرجال الأقوياء: من موسوليني إلى الوقت الحاضر": إن ترامب يقدم الديمقراطية الأمريكية باعتبارها تجربة فاشلة، مستعرضًا إعجابه بقادة استبداديين مثل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الصيني شي جين بينغ، وترى روث بن غيات أن هذه الرسائل تعد "تهيئة للأمريكيين لقبول الاستبداد"، حيث يستخدم ترامب لغة مستوحاة من الأنظمة الشمولية، مثل وصف خصومه بأنهم "حشرات" و"العدو من الداخل"، إلى جانب تحذيره من "تسمم دماء" الأمة بالمهاجرين.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق الإلكترونية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق الإلكترونية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.