عرب وعالم / السعودية / صحيفة سبق الإلكترونية

إجازة نهاية الفصل الدراسي الأول تمنح طرق "راحة نفسية" وتؤكد على: "تنظيم الدوام التعليمي" أهم الحلول لفكّ اختناقاتها المرورية

تم النشر في: 

14 نوفمبر 2024, 1:30 مساءً

تُعَدّ مدينة واحدة من أسرع المدن نموًّا في العالم، ومع تزايد عدد السكان فيها تزداد معها تحديات الحركة المرورية. يُعتبر الازدحام اليومي مشهدًا مألوفًا، ويزداد في فترات معينة من اليوم. ومع إجازة المدارس والجامعات خلال هذا الأسبوع، شهدت شوارع الرياض تحسنًا كبيرًا في انسيابية الحركة؛ مما أثار تساؤلات حول دور دوام المدارس والجامعات في تفاقم الازدحام، وضرورة البحث عن حلول مبتكرة لإدارته.

دور المدارس والجامعات في الازدحام المروري

يظهر هذا الأسبوع كدليل واضح على أن المدارس والجامعات تُعتبر عنصرًا رئيسيًّا في الازدحام المروري؛ فعند بدء الدوامات الصباحية يشهد الطريق ذروة ازدحام شديد، يتفاقم في المناطق المحيطة بالمدارس والجامعات؛ حيث يتزامن دوام الطلبة مع دوام العاملين في القطاعات الحكومية والخاصة.

وقبل الاتهام بالمبالغة يمكن الاستشهاد ببعض الممارسات العالمية في هذه المشكلة. في عدة مدن كبرى حول العالم لجأت الحكومات إلى حلول متنوعة للتخفيف من الازدحام المرتبط بالدوام المدرسي والجامعي؛ ومن أبرزها:

* تنظيم ساعات الدوام: في طوكيو وبرلين تم تنظيم أوقات الدوام لتبدأ المؤسسات التعليمية في ساعات مختلفة عن أوقات دوام الشركات والمصالح الحكومية؛ مما أدى إلى تقليل الضغط على الطرقات. هذه السياسة أثبتت فعاليتها في توزيع حركة المرور على فترات متعددة من اليوم.

* استخدام الحافلات المدرسية بفعالية: في نيويورك وسيول تدعم الحكومات استخدام الحافلات المدرسية لتقليل عدد السيارات التي تقلّ الطلبة؛ مما يساهم في تخفيف الازدحام بنسبة ملحوظة. في الرياض يمكن تفعيل الحافلات المدرسية بانتظام لتخفيف الأعداد الكبيرة للسيارات في فترة الذروة.

* تعزيز التعليم عن بُعد جزئيًّا: طبّقت بعضُ المدن حلولَ التعليم عن بُعد ليوم أو يومين في الأسبوع. هذا الأسلوب يمكن أن يساعد في تقليل الضغط المروري؛ حيث يُخصص يوم معين للتعليم عن بُعد يقلل خلاله عدد السيارات؛ مما يؤدي إلى انسيابية أكثر في الشوارع.

حلول تتناسب مع بيئة الرياض:

فيما يخصّ الرياض العاصمة الأسرع نموًّا؛ فهناك حلول عديدة مطروحة، والتي تراعي طبيعة المدينة وتنوع الفئات السكانية واحتياجاتهم، إلى جانب الاستفادة من التكنولوجيا والبنية التحتية الحالية:

1- توسيع استخدام النقل المدرسي والحافلات المخصصة: من خلال دعم وتشجيع استخدام الحافلات المدرسية عبر تقديم مزايا للأسر التي تشترك في هذه الخدمات، مثل رسوم الحافلات أو تخصيص مسارات سريعة لحافلات المدارس. سيقلّل ذلك من عدد السيارات الخاصة في الطرق، ويقلل من الازدحام، ويوفر وسائل نقل آمنة للطلبة. "لكن هنا عدة تحديات تتعلق بالتخطيط ومدى تحمل نظام النقل المدرسي والحافلات فيما يخصها في النقل المدرسي، وأيضًا القناعات المجتمعية".

2- مرونة في ساعات الدوام المدرسي وتوزيع جغرافي مناسب؛ حيث تأتي المشكلة الكامنة في التزام الجميع ببدْء الدوام في نفس الوقت صباحًا يؤدي إلى تكدس مروري حادّ. وهنا يأتي الحل المتمثل في ضرورة تقليل ضغط الصباح عبر تقسيم ساعات الدوام المدرسي على فترات مختلفة، بحيث يبدأ بعض الطلبة دوامهم في وقت مبكر، ويبدأ آخرون في وقت متأخّر. كما يمكن توزيع المدارس بشكل مدروس بحيث تكون أقرب إلى مناطق السكن، مع تعزيز التوجه لتعزيز النقل الذكي والتشاركي، من خلال حلول مثل نقل تشاركي مدعومة بتطبيقات ذكية، بحيث يمكن للطلبة التنقل معًا في مشتركة تقلّل من عدد المركبات الخاصة. سيعمل هذا الحلّ على تقليل عدد المركبات الصغيرة، كما أنه يتماشى مع توجهات المدن الذكية في تحقيق انسيابية بيئية ومرورية. كما أن على وزارة التعليم مثلًا في خططها لبناء المرافق التعليمية جعل كل مرفق يشمل المراحل الدراسية الثلاث "ابتدائي - متوسط - ثانوي"؛ لضمان عدم اضطرار التنقل لولي الأمر مثلًا بين عدة مراحل لتوصيل أبنائه.

المجتمع.. شراكة وتحفيز

3- إشراك المجتمع في وسائل النقل العام: وهذا من الحلول المهمة؛ حيث يمكن دعم استخدام الحافلات العامة بشكل أكبر وتوفير حوافز للطلبة وأسرهم لاستخدامها؛ مما يقلّل من الازدحام الصباحي. كما يمكن توفير ذكية لتتبع الحافلات العامة ومعرفة جداولها بشكل يسهل استخدامها في كل وقت، خاصةً مع تطور شبكة المواصلات في الرياض. "السؤال هنا والتحدي: هل البنية التحتية لذلك جاهزة؟".

4- أما الإشكالية، والتي أثبت هذا الأسبوع أنها جزء كبير من المشكلة، فيقترح لها مثلًا: التعليم عن بُعد كخيار جزئي ومستمر؛ وذلك من خلال تطبيق التعليم عن بُعد بشكل دوري ومستمر ليوم واحد أو يومين في الأسبوع، بحيث يتمّ توزيع الطلبة بين الحضور الفعلي والتعليم الإلكتروني. سيسهم هذا الإجراء في تخفيف الضغط على الطرق، ويمنح الطلبةَ مزيدًا من المرونة في التعلم.

كرة الثلج.. تكبر

الرياضُ مقبلةٌ على نموّ تاريخي وزيادة سكانية؛ لذا تعدّ هذه المشكلة مثل كرة الثلج التي تتدحرج وتكبر، ولكن في ضوء التجارب العالمية يمكن لمدينة الرياض أن تستفيد من بعض الحلول المثبتة لتقليل الازدحام المرتبط بالدوام المدرسي والجامعي، وذلك عبر إعادة هيكلة أوقات الدوام لتكون متدرجة بحيث تبدأ المدارس قبل أو بعد دوام الشركات؛ ما سيساهم في تقليل التداخل بين التدفقات المرورية.

ويمكن تفعيل ثقافة النقل التشاركي، مع تحسين برامج الحافلات العامة لتخفيف الأعداد الكبيرة للسيارات في الطرق.

يُثبت هذا الأسبوع، بوضوح، أن تنظيم دوام المدارس والجامعات يمكن أن يسهم بفعالية في حل مشكلة الازدحام المروري. وبتبنّي حلول مستدامة من تجارب عالمية، يمكن للرياض أن تحقق مستقبلًا أكثر انسيابية في حركة المرور؛ ما سيعود بالفائدة على وصحة السكان وسلامة الطرق.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق الإلكترونية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق الإلكترونية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا