أكّد الدكتور نزار باهبري، استشاري طب الأمراض المعدية بمستشفى الدكتور سليمان فقية؛ أنه لا يمكن الاستغناء عن الطبيب البشري والاستعاضة عنه بالذكاء الاصطناعي، لافتًا إلى أنّ عنصر التفاعل البشري بين الطبيب والمريض مهم جدًّا في عملية التشخيص والعلاج، يأتي ذلك تعليقًا على دراسة توصلت إلى أن "ChatGPT" تفوق على الأطباء بالتشخيص.

وحسب قناة "العربية": فإن الدراسة التي نُشرت بدورية الطب الشهيرة "جاما نتوورك أوبن - Jama Network Open"، تقول: إن غرفة الدردشة "شات جي بي تي - ChatGPT" التي تعمل بالذكاء الاصطناعي أفضل من الأطباء بتشخيص الأمراض.

الدراسة أُجريت في مدرسة طب بجامعة ستانفورد في ولاية كاليفورنيا، وشملت 50 طبيبًا، لإجراء تشخيص على ست حالات مرضية، وتمّ تقسيم الأطباء إلى مجموعتين "25 طبيبًا في كل مجموعة"، وقد استعانت مجموعة بمساعدة "شات جي بي تي"، بينما لم تستعن المجموعة الثانية بمساعد الدردشة.

وكشفت النتائج أن مجموعة الأطباء التي استعانت بـ"ChatGPT" نجحت في التشخيص الدقيق بنسبة 76 في المئة، متفوّقة بنسبة بسيطة على المجموعة الأخرى التي حقّقت 74 في المئة.

لكن مفاجأة الدراسة: أنه عندما قام "ChatGPT" بالتشخيص دون تدخل الأطباء، وصلت دقة التشخيص إلى 90 في المئة.

وفي معرض تعليقه على الدراسة قال الدكتور نزار باهبري، استشاري طب الأمراض المعدية بمستشفى الدكتور سليمان فقية، في مقابلة عبر الفيديو مع "العربية": "لا يمكن الاستغناء عن الطبيب البشري والاستعاضة عنه بالذكاء الاصطناعي، لافتًا إلى أنّ عنصر التفاعل البشري بين الطبيب والمريض مهم جدًّا في عملية التشخيص والعلاج.

ويوضح "باهبري" قائلًا: لنفترض أن مريضًا يعاني من ألم في بطنه، فخوارزميات الذكاء الاصطناعي ستتعامل مع فكرة الألم فقط، لكن الطبيب سيتعامل مع شدة الألم ومكانه الدقيق، والتي تختلف من مريض لآخر، وهنا يستطيع الطبيب أن يعطي تشخيصًا أدقّ.

أيضًا، عبر التفاعل المباشر، يمتلك الطبيب البشري ميزة بث روح التفاؤل والطمأنينة في نفوس المرضى، والحالة النفسية تلعب دورًا كبيرًا في الشفاء، وهذا أيضًا لا يتوفر للذكاء الاصطناعي.

ويلفت "باهبري" إلى أنه يجب على الأطباء بالطبع القراءة والاطلاع والاستعانة بكل ما هو جديد، ومن بينه الذكاء الاصطناعي، وألّا يقتصر الأطباء على الاعتماد على ذاكرتهم والدراسة السابقة؛ فالذكاء الاصطناعي يمكن أن يساعد الطبيب في عمله كثيرًا، ويمكن أن يطوّر رؤيته وطرق التشخيص والعلاج، لكن لا يمكن أن يحلّ محلّ الطبيب البشري.