أيضاً تجلّت ريادة الفضاء بشكل واضح في رواية «من الأرض إلى القمر» 1865م، حيث وظف الفرنسي جول فيرن الطيران كرمز للمغامرة وارتياد الكواكب من خلال مجموعة أعضاء نادي المدفع الذي قاموا برحلة إلى القمر في طلقة مدفعية (كبسولة).
روايات الخيال العلمي ساهمت في تغذية أحلام الإنسان للسفر جواً، ففي رواية «آلة الزمن» 1895م، لهيربرت جورج ويلز ظهرت الآلات القادرة على التحليق عبر الزمن، بينما جاءت روايات الكاتب والطيار الفرنسي انطوان دو سانت إكزوبيري بتفاصيل شاعرية حينما روى سيرته من خلال روايته «أرض البشر» متخذاً من زملائه في شركة الطيران أبطالاً للرواية الرائعة التي حكت عظمة الطيران وأخطاره وعزلته، كما تناول إكزوبيري في روايته الأخرى «الأمير الصغير» 1943م وبشكل فانتازي كيف يغادر الإنسان طفولته إلى الأبد مفتقداً الخيال والفضول والدهشة ووظّف الطيران في القصة بصورةٍ جميلة، فلسفياً قدّم الفن الطيران كمفهوم رمزي للانطلاق وتجاوز حدود الأرض والتحرر، وقدم الطيارين كشخصيات أسطورية تمثل الشجاعة والذكاء.
أيضاً للفن أدوار مهمة في التصاميم الجمالية للطائرات وتحقيق الجاذبية البصرية للشركات، ولعل أقرب مثال طائرة الـ dream Liner التي تعكس مفاهيم فنية في استخدام الخطوط الانسيابية وتوظيف الإضاءات الداخلية لتوفير تجربة سفر راقية، كذلك لم تعد المطارات مجرد محطات للنقل بل أصبحت أيقونات فنية معمارية، لذا نجد أن مطارات مثل شانغي السنغافوري وانشيون الكوري تجمع في تصاميمها بين الهندسة المبتكرة والفن الإبداعي لصنع تجربة مميزة من خلال التصاميم الفريدة والإضاءةات الطبيعية والحدائق الصناعية.
الفن والطيران يشتركان في كونهما يسعيان لكسر القيود والتحليق نحو فضاءات جديدة تربط التقدم التكنولوجي بالروح الإنسانية المفتونة دوماً بالحرية والانطلاق.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عكاظ ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عكاظ ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.