15 ديسمبر 2024, 11:18 صباحاً
في تطور مثير للجدل، أكد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أن الولايات المتحدة أجرت اتصالات مباشرة مع جماعة هيئة تحرير الشام المعارضة، التي سيطرت مؤخرًا على سوريا، وهذا الإعلان المفاجئ يثير تساؤلات حول التحول المحتمل في السياسة الأمريكية تجاه الجماعة التي كانت تعتبرها واشنطن إرهابية.
وعلى الرغم من تصنيف الجماعة على أنها منظمة إرهابية في عام 2018، يبدو أن الولايات المتحدة تسعى الآن إلى التواصل معها. قال بلينكن: "لقد كنا على اتصال مع الهيئة وأطراف أخرى"، مشيرًا إلى أن هذه الاتصالات قد تكون خطوة نحو إعادة تقييم العلاقات، وأن اعتراف الولايات المتحدة الضمني بشرعية الجماعة المعارضة يمثل تحولاً كبيرًا في سياستها تجاه سوريا، وفقاً لصحيفة "الجارديان" البريطانية.
دعم دولي
وفي خطوة دبلوماسية مهمة، أعلنت تركيا إعادة فتح سفارتها في دمشق، بعد أكثر من عقد من إغلاقها، وهذه الخطوة تعكس تغيرًا في موقف تركيا تجاه نظام بشار الأسد، حيث كانت تركيا داعمًا رئيسيًا للمعارضة السورية، وإعادة فتح السفارة يسلط الضوء على التحولات الجيوسياسية في المنطقة، ويشير إلى إمكانية حدوث تقارب بين تركيا وسوريا.
واجتمع دبلوماسيون من الولايات المتحدة وتركيا والاتحاد الأوروبي والدول العربية في الأردن للتأكيد على دعمهم للشعب السوري في هذه المرحلة الحرجة، ودعوا إلى انتقال سلمي بقيادة سورية، مع التركيز على تشكيل حكومة شاملة وتمثيلية. هذا البيان المشترك يعكس رغبة المجتمع الدولي في رؤية سوريا موحدة ومستقرة، ويدعو إلى احترام حقوق الإنسان.
وتسعى هيئة تحرير الشام التي تنحدر من فرع تنظيم القاعدة في سوريا، إلى تخفيف خطابها وتقديم نفسها كشريك محتمل في عملية السلام، وقال بلينكن: "نحن نقدر بعض الكلمات الإيجابية التي سمعناها في الأيام الأخيرة، والهيئة قد تكون مفتاحًا لتحقيق الاستقرار في سوريا". ومع ذلك، حذر من أن "ما يهم هو العمل المستمر"، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة ستدرس العقوبات والإجراءات الأخرى إذا تحركت عملية الانتقال إلى الأمام.
فرصة للسلام
ويرى البعض أن سقوط نظام الأسد يمثل فرصة لإنهاء عقود من العزلة والصراع في سوريا. تدعو المجموعة الدولية إلى انتقال سلمي، مع التركيز على الحوار والمصالحة. إن إعادة فتح السفارات وتقديم المساعدات الإنسانية هي خطوات إيجابية نحو بناء مستقبل أفضل للشعب السوري.
وعلى الرغم من الدعم الدولي، لا تزال سوريا تواجه تحديات هائلة في عملية الانتقال. تشمل هذه التحديات إعادة بناء المؤسسات، وضمان احترام حقوق الإنسان، ومعالجة الانقسامات الطائفية. إن ضمان عدم انهيار مؤسسات الدولة هو أمر بالغ الأهمية لنجاح العملية الانتقالية.
وعلى عكس الدول العربية الأخرى، لم تستأنف قطر العلاقات الدبلوماسية مع الأسد بعد انقطاعها في عام 2011. ومع ذلك، من المقرر أن يزور وفد قطري سوريا للاجتماع مع مسؤولي الحكومة الانتقالية، مما يشير إلى إمكانية حدوث تحول في موقف قطر. إن مشاركة قطر في عملية السلام يمكن أن تكون عاملاً مهمًا في تحقيق الاستقرار في المنطقة.
ومع استمرار الوضع في سوريا في التطور، يبقى السؤال: هل يمكن أن تصبح "هيئة تحرير الشام" شريكًا موثوقًا في عملية السلام؟ وهل ستتمكن الولايات المتحدة والمجتمع الدولي من العمل مع الجماعة لتحقيق الاستقرار في البلاد؟ إن الأيام والأسابيع القادمة ستكشف عن المزيد من التطورات المثيرة للاهتمام في هذا الصراع المعقد.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق الإلكترونية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق الإلكترونية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.