عثر صيّادٌ على جثمان الأم المصرية شريهان عثمان صدقي؛ إحدى ضحايا حادث سقوط حافلة ركاب صغيرة في مياه الترعة الإبراهيمية، بمحافظة أسيوط- جنوبي مصر، وذلك بعد مرور 10 أيام على غرقها.

وحسب موقع "مصراوي"، عثر أحد الصيّادين على جثمانها في ترعة الإبراهيمية، وذلك أمام قرية نزلة سرقنا بمركز ديروط.

ووقع الحادث المأساوي يوم الأحد 8 ديسمبر الجاري، في مركز ديروط بمحافظة أسيوط، إثر سقوط حافلة صغيرة على متنها 11 شخصاً في ترعة الإبراهيمية؛ ما أسفر عن غرق سبعة أشخاص ونجاة 4 من الركاب، بينهم طفلتا الأم "شريهان".

وتظل قصة فداء شريهان لطفلتَيْها شاهدة على تضحية أم، حيث سارعت إلى إلقاء ابنتيها إلى خارج السيارة لتنقذهما من الغرق، لكنها لم تتمكن من النجاة بنفسها، فنجت الطفلتان، بينما غرقت الأم مع باقي ركاب الحافلة، لتضرب بذلك أروع الأمثلة في التضحية.

وحسب "مصراوي"، فإن شريهان عثمان صدقي؛ حاصلة على بكالوريوس تربية، كانت تُقيم بقرية ديروط الشريف، وهي أم للطفلتَيْن: الما أحمد أمين (7 سنوات)، وراما أحمد أمين (12 عاماً).

وكانت الأم مع طفلتَيْها في حافلة الموت، في طريقهن إلى مدينة أسيوط حين وقع الحادث، وفضّلت أن تُضحّي بحياتها ليكتب الله النجاة لطفلتَيْها.

لليوم العاشر، ظلّت أسرة وأقارب شريهان المكلومون على ضفاف الترعة الإبراهيمية بمركز ديروط مترقبين ومتابعين أعمال البحث، وسط دموعٍ وألمٍ يعتصر القلوب. ومع تضاؤل الأمل في العثور عليها حيّة، استمرت جهود البحث حتى عُثر على جثمانها، منهيةً أياماً من الانتظار والقلق.

أعرب صدقي عثمان؛ شقيق "شريهان"؛ عن امتنانه لرجال الأمن وقوات الإنقاذ النهري لما بذلوه من جهودٍ مضنية للعثور على شقيقته، مؤكداً أنهم لم يقصروا في أداء مهامهم.

وفي مقابلة سابقة مع "مصراوي" كشف أحد الناجين، ويُدعى رمضان إبراهيم عبد النعيم: إن سيدة تدعى "شريهان" كانت تركب السيارة مع ابنتيها، وعندما شعرت بانزلاق السيارة ألقت بابنتيها من نافذة السيارة إلى الخارج، لكنها لم تتمكّن من النجاة بنفسها، فكتب الله النجاة لابنتَيْها وسقطت الأم مع الركاب في قاع الترعة.

وأكّد "عبد النعيم" أن أحد الأهالي حاول إنقاذ الأم برمي حبل لسحبها من قاع الترعة، لكن محاولته باءت بالفشل.

من جانبها، قرّرت نيابة ديروط حبس سائق الحافلة على ذمة التحقيقات، مع عرضه على المستشفى النفسي والعصبي والإدمان لإجراء تحليل المخدرات.

كما انتقل فريقٌ من النيابة العامة لمعاينة موقع الحادث وفحص كاميرات المراقبة في المنطقة؛ لكشف مُلابسات الواقعة.