عرب وعالم / السعودية / صحيفة سبق الإلكترونية

"جحيم جباليا".. عندما تتحول حياة اللاجئين بغزة إلى ركام

تم النشر في: 

18 ديسمبر 2024, 2:10 مساءً

في صباح التاسع من أكتوبر ، كان مخيم جباليا للاجئين يعجّ بالحياة والنشاط؛ حيث كان سوقه المفتوح مزدحمًا بالباعة والمتسوقين الذين يمارسون حياتهم اليومية بشكل طبيعي، لكن هذا الهدوء لم يدم طويلًا؛ فسرعان ما تحول المخيم إلى ساحة حرب؛ حيث دوت أصوات القصف الجوي الإسرائيلي مُعلنةً بداية فصل جديد من المعاناة والألم.

وأُنشئ مخيم جباليا في عام 1948، شمال مدينة غزة، كملاذ للاجئين الفلسطينيين الذين شُردوا من ديارهم خلال النكبة، وعلى مرّ السنين تحول المخيم إلى مدينة صغيرة مكتظّة بالسكان؛ حيث ضمّ مدارس ومستشفيات ومساجد وأسواقًا حيوية، وأصبح جزءًا لا يتجزّأ من النسيج الاجتماعي والاقتصادي لغزة.

الهجوم الأول

في أكتوبر 2023 بدأ الهجوم الإسرائيلي الأول على مخيم جباليا؛ حيث تعرّض المخيم لقصف جوي مكثف، أطلقته الطائرات الحربية الإسرائيلية. وأسفرت الغارات الجوية عن دمار هائل وخسائر بشرية فادحة؛ حيث سقط العشرات من المدنيين الأبرياء، بينهم أطفال ونساء وشيوخ؛ وفقًا لصحيفة "الجارديان" البريطانية.

وادّعت إسرائيل أن مخيم جباليا كان مركزًا لقيادة حماس، وأنها حددت أنظمة أنفاق تابعة لحماس تحت المخيم. ومع ذلك لم تقدم إسرائيل أدلة دامغة على هذه الادعاءات؛ مما أثار الشكوك حول الأهداف الحقيقية للهجوم، وهل هو مجرد ذريعة لتدمير المخيم أم أن هناك أهدافًا أخرى؟

وخلال الهجوم الأول عاش سكان مخيم جباليا مأساة حقيقية؛ فقد كانوا محاصرين بين نيران القصف، وافتقروا إلى الطعام والماء والمأوى. اضطر العديد من العائلات إلى اللجوء إلى المدارس والمساجد والمباني العامة؛ ًا عن الأمان والحماية، لكن حتى هذه الملاجئ لم تكن آمنة تمامًا؛ حيث تعرضت للقصف في بعض الأحيان.

وقالت "أحلام الطلولي" أحد سكان المخيم: "إن الوضع كان مرعبًا ومؤلمًا؛ حيث عانت هي وعائلتها من الجوع والخوف والرعب، ولم يكن لديهم أي ملاذ آمن". وأضافت: "إن كل دقيقة تمر تشعر وكأنها عام من المعاناة؛ حيث فقدوا الأمل في الحياة الطبيعية".

الهجوم الثاني

وعلى الرغم من ادعاءات إسرائيل بهزيمة حماس في جباليا، استمرت الاشتباكات المتقطعة طوال شهر يناير 2024. وفي مايو من نفس العام بدأت إسرائيل هجومها الثاني على المخيم، مدعية أن حماس أعادت بناء قدراتها العسكرية، وأنها تشكل تهديدًا أمنيًّا يجب القضاء عليه.

وخلال هذا الهجوم تعرض مخيم جباليا لقصف عنيف مرة أخرى؛ حيث استخدمت إسرائيل أسلحة ثقيلة وقنابل شديدة الانفجار. وأفادت التقارير بأن 70% من مباني المخيم قد تعرضت لأضرار بالغة؛ حيث تحولت الأحياء السكنية إلى أنقاض، وانهارت المباني فوق رؤوس السكان.

الهجوم الثالث

في أكتوبر 2024 عادت القوات الإسرائيلية بأعداد كبيرة لشنّ هجومها الثالث على مخيم جباليا، وهذه المرة كان الدمار أكثر شمولًا وتدميرًا؛ حيث تمّ هدم أحياء بأكملها، واستُبدلت بالطرق التي تم تجريفها لتسهيل حركة الدبابات والمركبات العسكرية الإسرائيلية.

ووصف "خالد العيلة" أحد سكان المخيم، الوضع بأنه "جحيم لا يُطاق"؛ حيث قال: إن المنازل تُهدم فوق رؤوس السكان، ولا يبقى سوى الدمار والخراب في كل مكان. وأضاف: أن جباليا لم تعد صالحة للسكن؛ حيث دُمرت المدارس والمستشفيات والمرافق الحيوية، وأصبحت الحياة مستحيلة.

ويرى بعض المراقبين والخبراء أن الهجمات المتكررة على مخيم جباليا هي جزء من سياسة الأرض المحروقة التي تتبعها إسرائيل، والتي تهدف إلى طرد المدنيين الفلسطينيين من مناطقهم، وتدمير البنية التحتية والمباني؛ مما يجعل الحياة مستحيلة. وتعتبر هذه السياسة انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني.

وتثير هذه السياسة تساؤلات حول النوايا الحقيقية لإسرائيل، وهل هي مجرد عمليات عسكرية أم أنها جزء من خطة أوسع لتهجير السكان الفلسطينيين، وتغيير الواقع الديموغرافي في غزة؟ وهل هناك أهداف سياسية أو استراتيجية وراء هذه الهجمات؟

ومع استمرار الهجوم الثالث على مخيم جباليا، يبقى السؤال: متى سيتوقف هذا الدمار؟ وما هو الثمن الذي يدفعه المدنيون الأبرياء؟ هل سيتمكن سكان المخيم من إعادة بناء حياتهم، أم أنهم سيواجهون مستقبلًا مجهولًا مليئًا بالمعاناة والخوف؟

وتحول مخيم جباليا الذي كان يومًا ما ملاذاً للاجئين، إلى رمز للمأساة الإنسانية؛ حيث يعيش سكانه في خوف دائم، ويواجهون مستقبلًا غامضًا ومجهولًا.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق الإلكترونية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق الإلكترونية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا