22 ديسمبر 2024, 9:23 مساءً
عندما نستعيد الماضي نتذكر حياة الناس الصعبة المليئة بالتحديات والمخاطر؛ فلا طرق معبدة، والسيارات لا تشاهدها إلا في الأسبوع أو الشهر مرة واحدة، وكان قائد السيارة كقائد الطائرة اليوم؛ الجميع ينظر إليه نظرة الإعجاب والدهشة، وكيف يستطيع قيادة هذه السيارة الكبيرة في طرق جبلية وعرة مستخدمًا ما يُسمى (الدبل) في صعود المرتفعات، وفي بعض الأماكن شديدة الوعورة كان يُطلب من جميع الركاب النزول من السيارة، والسير على الأقدام، خوفًا عليهم من حادث الانقلاب -لا قدر الله-، وكانت السيارة تتمايل يمينًا وشمالاً من شدة وعورة الطريق، ولا يطمئنون إلا إذا انتهت السلسلة الجبلية، عندها تتهلل وجوههم بالبِشر بعد أن أنقذهم الله من الموت.
لقد كانت بعض الجبال الشاهقة من شدة وعورة منعطفاتها لا يستطيع قائد السيارة أخذ المنعطف في الوهلة الأولى إلا بعد الانحدار للخلف، ثم الصعود إلى الأمام حتى يتمكن من الانعطاف ومواصلة السير. فمسافة الساعتين اليوم تعادل يومًا كاملاً في ذلك الوقت.
أما في الأودية الرملية فكانت الصعوبة في غوص العجلات في الرمال. وللتغلب على المشكلة يقومون بوضع ما يُسمى الصاج الحديدي تحت العجلات للخروج من الرمال، وكان هذا الأمر يأخذ من الجهد والزمن الشيء الكبير؛ ما يجعل المسافرين يأخذون قسطًا من الراحة في المقاهي الشعبية الموجودة على الطرق الطويلة، ويقوم البعض بطبخ الأكل بطريقة بدائية معتمدين على إشعال الحطب، وبعد تناول الطعام يواصلون سيرهم إلى الجهة التي يريدونها.
إن ما نشاهده في وقتنا الحاضر من إنجازات كبيرة في شتى المجالات ليبعث على الفخر والاعتزاز بما وصلت إليه السعودية من تقدم ورُقي وازدهار؛ فالطرق المعبدة والمزدوجة ربطت شرق السعودية بغربها، وشمالها بجنوبها، بمسارات عدة، كما أُنشئت المطارات في كل مدن السعودية، وارتبطت بمعظم مطارات العالم؛ فلم تعد -والحمد لله- هناك مشقة في السفر.
وها نحن نسابق الزمن لننعم بشبكة قطارات متكاملة، نُفِّذ الكثير منها، بينما تم اعتماد الباقي ليتم تنفيذه خلال الأعوام القادمة.
وبفضل هذا التطور الكبير نشطت الحركة السياحية في جميع المناطق السياحة في السعودية، وأصبحنا نشاهد السياح من كل مكان يأتون وينبهرون مما يشاهدونه من تقدم وتطور، بل إن الكثير منهم ينقل صورة حضارية عند عودته لبلده.
زد على ذلك ما يتمتع به الشعب السعودي من أخلاق عالية، وكرم الضيافة التي يتحدث عنها من يزورنا في وسائل الإعلام المختلفة.. وقبل ذلك كله ما تتمتع به السعودية من أمن وأمان واستقرار.
نسأل الله أن يديم علينا أمننا واستقرارنا، وأن يحفظ لنا قيادتنا الرشيدة.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق الإلكترونية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق الإلكترونية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.