الارشيف / عرب وعالم / السعودية / صحيفة عاجل

"الحَضَانا" من سُلالات الإبل العربية النّادرة التي تعيش في أحضان أودية السّروات

تم النشر في: 

31 ديسمبر 2024, 3:59 صباحاً

للإبل في المملكة العربية أصناف كثيرة، ومنها أنواع بقيت رهينة بيئتها التي عاشت فيها، وبعضها أصبح في حكم النادر؛ نظرًا لتهجينها مع سلالات أخرى، أو لأجل عزوف المُلاّك عنها، والاتجاه؛ لاقتناء أنواع أخرى ذات معايير جمالية عالية تناسب "مزاينات الإبل" ومزاداتها التي تقام في المناطق.

وتُعد "الحضانا" أو "الحضنيات" واحدتها "حضنية"، من الإبل العربية القديمة المهددة بالانقراض، وهي نوع من الإبل التي تمتاز بالقصر والمتن والقوة، وتوصف بأنها مَتْعة وصبورة على المشاق، وشجريّات، أي (تأكل الشجر بكثرة).

وتُعد "الحضانا" أو "الحضنيات" واحدتها "حضنية"، من الإبل العربية القديمة المهددة بالانقراض، وهي نوع من الإبل التي تمتاز بالقصر والمتن والقوة، وتوصف بأنها مَتْعة وصبورة على المشاق، وشجريّات، أي (تأكل الشجر بكثرة).

وتعيش "الحضانا" في الصُّدور والطِّيران والمناطق الوعرة، وفي محانب الأودية، وتوصف بقلّة الحليب؛ بيد أنه لذيذ، ويستخدمها العرب الأوائل في القوافل التي تهبط من السّراة إلى أغوار تهامة.

وتتعدد الروايات في سبب مسمى الإبل "الحضانا"، حيث تشير أكثر الروايات إلى أنها منسوبة إلى "حضن"، وهو جبل شامخ في سهل رُكبة بضواحي محافظة تربة، وكانت تنتشر في أوديته وفروعه، ثم عُرفت بعد ذلك في (تُهامة والسّراة)، وقيل إنها سميت بالحضانا؛ لأنها تتحضّن الجبال والأماكن الوعرة، وفي لهجة بعض سكان منطقة جازان مفردة "الحضّاني"، بمعنى "الأرض الصلبة".

ويذكر صاحب معجم (لسان العرب) "أن الحَضون من الإبل والغنم والنِّساء - الشّطور، وهي التي أحد خلفيها أو ثدييها أكبر من الآخر، والحضون من الإبل والمعزى التي قد ذهب أحد طبييها، والاسم: الحِضان والأعنُز والحضنية: ضرب شديد السواد، وضرب شديد الحمرة".

وفي كتاب "معجم الفصيح المختار من شعبي الأشعار ببلاد زهران" لعبدالهادي الزهراني, أوضح أن مسمى "الحَضانا" عند قبيلة زهران يطلق على الإبل الجيِّدة عامة، وسميت نسبة إلى جبل "حَضن" في سهل رُكبة بضواحي محافظة تربة، ثم انتشرت بعد ذلك في تهامة والسّراة وما تفرع منهما من أودية.

وتتنوع ألوان "الإبل الحضانا"، بين الحُمر الفاتحة التي يكسو بعضها سواد في متونها وشعاف أسنمتها، والحُمر المختلط لونها ببياض، والقُمر، والصُفر الضاربة إلى الحُمرة.

ويخلط بعضهم بين الإبل "الحضانا"، وبين "السواحل"، و"العوادي"، و "الأوارك"، والصحيح أن هذه السُّلالات تختلف عن بعضها، وإنْ تشابهت أو اشتركت في بعض الصفات.

وبعضهم يقول: هذه "حَضنيّة"، وهذه "جِرمية"، وتلك "خوّارة" أو "عِربيّة"، وما يدري أن مسمى"الحضنية"، جنس، والخوّارة والجِرمية والعِرب صفة في الإبل تتوزع في الحُمر والمجاهيم والصُّفر والبِيض وفي غيرها.

ومن أشهر من يملك "الحضانا" قديمًا بادية غامد القاطنين جهة العقيق، ولها سلالات نادرة مع بعض سكان تهامة الباحة.

وتعد الإبل "الحضانا" أصغر الإبل حجمًا، كما تتميز بمتانة الجلد واكتناز اللحم، نظرًا لقصرها، لذلك يقولون عن الرجل قصير البنية متين العظام : (كأنّه بعير حضني)، ورؤوسها زقم، وسبالها قاصرة، ولها عيز؛ لأن أسنمتها تتوسط ظهورها ورأس السنام فيه ميل للخلف.

وتنتج الإبل الحضانا الحليب واللحم بوفرة، وحجمها يتراوح بين الصغير والوسط، ووزن الناقة يتراوح ما بين 250 إلى 500 كيلوجرام، وهي كغيرها من الإبل فيها إبل حليبها وافر، وأخرى متوسط أو قليل.

ويبدو أن لحمها المكتنز، جعلها مطمعًا للسِّباع في الجبال، يقول أحدهم:

زمجـر النّمر ما له في شقا الغزلان فاقه

‏يوم ودّه يدسّم شاربه شحـم الحضانا

وتتحمل الإبل "الحضانا" العطش والجفاف والأزمنة المُدهِرة، ولها قدرة على العيش والانسجام في التي تتواجد فيها، وتأكل الأشجار بأنواعها والنباتات الموسمية والمعمرة.

وللإبل "الحضانا" جلد كبير في تحمل الشّد والرّكوب والمشي في المناطق الوعرة، وكان أهل السّروات قديمًا يستخدمونها؛ لنقل البضائع، لذلك يقول الراجز قديمًا:

الحضانا درم الأيدي

تاتي بالبُر من تنومة

وجاء في موسوعة الثقافة التقليدية للمملكة: "الإبل الحضانا اقتنيت منذ القدم للركوب، وخاصة لنقل الأحمال والمسافرين، وإن كثر استعمالها أيام الحج، ولعل من الملاحظ أن من يقتني هذا النوع من "الإبل"، لا توجد لديهم مواصفات كثيرة مطلوب توافرها في إبلهم، مثلما هي لدى من اهتم بالمجاهيم أو المغاتير أو العمانيات،؛ فالمطلوب لديهم في هذا النوع أن تكون نياقه ذات ضرع كبير وفير اللبن؛ لأنها من مصادر التغذية لديهم، وذات عظام ضخمة كبيرة؛ لأنها عادة تستعمل في نقل الأحمال والحجاج، وكلما كبرت عظامها؛ كانت لديها القدرة على نقل حمل أكبر، والسير به لمسافات طويلة، إذ كانت مصدر رزقهم أيام الحج؛ لما لها من مردود اقتصادي، وطبيعة منطقة "جبال السروات" وتربتها لا توفر وقت الأمطار الكثير من الغذاء في السهول، مما يضطرها إلى طلب الغذاء في الأشجار المرتفعة : كالطلح والسيال والضهيان والسمر، وخاصة الضهيان الذي ينمو في التشققات الصخرية للجبال، ولا يمكنها التسلُّق بسهولة؛ إلا إذا كبرت عظامها وقويت عضلاتها؛ لكي تتمكن من حفظ توازنها بين الصخور".

وتنتشر "الإبل الحضانا" في سهل رُكبه شرق الطائف وما حولها قديمًا، وما رفّعت تربة، وما أشملت به الباحة، وما أجنبت به عشيرة، وفي أوديه السّراة الشرقية، وفي بوادي غامد ورجال الحِجْر وشمران وأكلُب وشهران وقحطان أهل تهامة وزهران أهل تهامة، وحول الطايف في قيا وليّه عند قبائل بالحارث وعتيبة أهل الحجاز، كما تنتشر عند قبائل بلحارث أهل ترج التابعين لمحافظة بيشة.

وتزخر بذكر "الجمل الحضني" الأمثال الشعبية في بلادنا فيقال: (فلان كأنه حضني)، ويضرب هذا المثل للرجل المربوع أو القصير الذي في جسمة قوة وصلابة، ويقال: (الحضانا ما تشوف العوج برقابها)، كناية عمن يرى عيوب الآخرين ويترك عيوبه، ويقال عن الرجل الذي يغضبه أي شي (حُضيني) لأن الجمل الحضني شرس في طباعه.

الجدير ذكره أن جنوب، وجنوب غرب المملكة العربية السعودية تنتشر فيها أصناف من الإبل العربية القديمة التي لازال بعضها يحتفظ بنقاء سلالته مثل: "الأوارك"، و " العوادي"، و"الساحليات"، و "الحمر العرابا"، و "الحضانا" .

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة عاجل ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة عاجل ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا