14 يناير 2025, 4:56 مساءً
في جلسة استماع مليئة بالتوتر والجدل، وقف "بيتر هيغزيث"، مرشح الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لقيادة البنتاغون، أمام لجنة مجلس الشيوخ؛ ليُدافع عن أهليته لتولّي منصب وزير الدفاع. لكن الجلسة لم تكن مجرد استعراض روتيني، بل تحوّلت إلى ساحة معركة سياسية؛ حيث تعرّض "هيغزيث" لانتقادات حادّة من الديمقراطيين الذين شكّكوا في شخصيته وخبرته، وقدرته على إدارة واحدة من كبرى المؤسسات العسكرية في العالم.
مثير للجدل
و"بيتي هيغزيث" البالغ من العمر 44 عامًا، ليس اسمًا مألوفًا في الأوساط العسكرية التقليدية؛ فقد بدأ حياته المهنية كمقدم برامج في قناة "فوكس نيوز"؛ حيث اشتهر بآرائه المحافظة والجدلية. قبل ترشيحه أثار "هيغزيث" جدلًا واسعًا بسبب تصريحاته التي انتقدت مبادرات التنوع والإنصاف في الجيش، وتساءل عن مدى استحقاق الجنرالات من الأقليات العرقية لمناصبهم. كما عارض بشدة مشاركة المرأة في الأدوار القتالية؛ مما أثار استياء العديد من الناشطين والسياسيين.
وخلال جلسة الاستماع لم يتردد السناتور "جاك ريد" العضو الديمقراطي البارز في لجنة القوات المسلحة، في توجيه انتقادات لاذعة لهيغزيث. وصف "ريد" المرشح بأنه يفتقر إلى "الشخصية والاتزان" اللازمين لقيادة الجيش الأمريكي. وقال: "لا أعتقد أنك مؤهل لتلبية المتطلبات الهائلة لهذه الوظيفة"، مشيرًا إلى أن تحدي وزير الدفاع الحقيقي هو إبعاد السياسة الحزبية عن المؤسسة العسكرية، وليس تعزيزها.
كما أثار "ريد" مخاوف بشأن ماضي "هيغزيث" الذي شهد اتهامات بالاعتداء الجنسي في عام 2017، بالإضافة إلى مزاعم بالإفراط في الشرب وسوء الإدارة المالية في المنظمات، التي تعنى بشؤون المحاربين القدامى. على الرغم من نفي "هيغزيث" لهذه الاتهامات، إلا أنها ظلت نقطة ضعف كبيرة في ملفه الشخصي؛ وفقًا لـ"رويترز".
غير تقليدي
وحظي "هيغزيث" بدعم قوي من الجمهوريين، الذين أشادوا باختيار ترامب له. السناتور "روجر ويكر" رئيس لجنة القوات المسلحة، وصف المرشح بأنه "غير تقليدي"، معترفًا بأنه قد ارتكب أخطاء في الماضي، لكنه أكد أن هذه الأخطاء لا تعكس بالضرورة عدم أهليته للوظيفة.
وأشار "ويكر" إلى أن "هيغزيث" يتمتّع بخبرة عملية في المجال العسكري؛ حيث خدم في الحرس الوطني للجيش؛ ممّا يمنحه فهمًا عميقًا لاحتياجات الجنود والمحاربين القدامى.
وفي كلمته الافتتاحية أمام اللجنة، تعهّد "هيغزيث" بإعادة "ثقافة المحارب" إلى الجيش الأمريكي، وهو مصطلح يشير إلى تعزيز الروح القتالية والانضباط داخل صفوف القوات المسلحة. وأكد أن الرئيس ترامب كلفه بهذه المهمة، معتبرًا أن الوقت قد حان لتسليم دفة القيادة لشخص "لديه غبار على حذائه". لكن هذه التصريحات لم تمرّ دون اعتراضات؛ فقد قاطع المحتجّون كلمته مرارًا؛ مما يعكس الانقسام الحادّ في الرأي العام حول ترشيحه.
مخاوف داخلية
وإحدى أكثر النقاط إثارة للقلق كانت تقريرًا نشرته "رويترز" في عام 2021، كشف عن وصف زميل لهيغزيث في الحرس الوطني له بأنه "تهديد داخلي" بسبب وشم على جسده اعتُبر مثيرًا للجدل. أدت هذه الحادثة إلى سحبه من واجب الحرس في واشنطن خلال تنصيب الرئيس جو بايدن.
والسناتور الديمقراطية "إليزابيث وارن" أرسلت رسالة إلى هيغزيث قبل الجلسة، معربة عن قلقها من أن يكون وزير الدفاع شخصًا يشعر زملاؤه بالقلق تجاهه لدرجة الإبلاغ عنه كتهديد محتمل.
ومع الأغلبية الضئيلة للجمهوريين في مجلس الشيوخ، يحتاج هيغزيث إلى تأييد جميع أعضاء الحزب تقريبًا لتأمين تعيينه؛ أي فقدان لدعم ثلاثة أعضاء على الأكثر قد يؤدي إلى رفض ترشيحه، خاصة إذا اتحد الديمقراطيون والمستقلون ضده.
تحديات قادمة
ونادرًا ما تفشل تعيينات الوزراء في مجلس الشيوخ؛ حيث يتم عادة سحب المرشحين إذا بدا أنهم يواجهون صعوبات في الحصول على التأييد الكافي. آخر مرشح لمنصب وزير الدفاع فشل في الحصول على التأييد كان "جون تاور" في عام 1989، بسبب اتهامات تتعلق بإساءة استخدام الكحول وسلوك غير لائق مع النساء.
وإذا تم تأكيد تعيينه سيواجه هيغزيث تحديات جسيمة، بدءًا من إدارة ميزانية تبلغ حوالي تريليون دولار، وقيادة 1.3 مليون فرد عسكري و900 ألف موظف مدني، كما سيكون مسؤولًا عن مواجهة قضايا خارجية معقدة، بما في ذلك الصراعات في أوكرانيا وغزة، والتوسع العسكري الصيني.
لكن السؤال الأكبر يظلّ: هل يمتلك بيتي هيغزيث القدرة على قيادة البنتاغون في هذه المرحلة الحرجة، أم أن ترشيحه سيظل نقطة خلاف تزيد من الانقسامات السياسية في أمريكا؟
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق الإلكترونية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق الإلكترونية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.