عرب وعالم / السعودية / عكاظ

دور المرأة في قطاع التعدين بالمملكة.. الواقع والطموح

يشهد قطاع التعدين في المملكة العربية تحولاً نوعياً ينسجم مع أهداف رؤية المملكة 2030؛ التي تسعى إلى تنويع الاقتصاد الوطني وتعزيز دور المرأة في التنمية الاقتصادية. كان القطاع تقليدياً أحد المجالات التي هيمنت عليها القوى العاملة الذكورية، إلا أن السنوات الأخيرة حملت تغيرات جذرية أعادت رسم معالم القطاع لتشمل المرأة لاعباً رئيسيّاً في تطوره.

لطالما كانت مشاركة المرأة في قطاع التعدين محدودة؛ بسبب مجموعة من التحديات الاجتماعية والبيئية. ومع ذلك، عملت المملكة على إطلاق إصلاحية ومبادرات حكومية تهدف إلى تمكين المرأة وإزالة العقبات التي تواجهها.

من بين هذه الجهود، أطلقت وزارة الصناعة والثروة المعدنية برامج تدريب وتأهيل مكثفة تستهدف المرأة، ما أتاح لها العمل في مجالات تقنية متخصصة مثل الهندسة الجيولوجية، وإدارة العمليات، وحماية . في خطوة لافتة، تم تدريب أكثر من 60 امرأة للعمل في قطاع التعدين لأول مرة، مما يعكس تقدماً ملموساً نحو تنمية الكفاءات النسائية في هذا المجال.

كما ساهمت المشاريع الكبرى مثل «نيوم» و«معادن» في تعزيز دور المرأة من خلال تبني سياسات شاملة تعزز التنوع والابتكار. وبفضل أكثر من 38 مبادرة لتطوير قطاع التعدين، شملت مسحاً جيولوجياً يُعد الأضخم عالمياً وأُنجز منه 90%، باتت المملكة في موقع قوي يؤهلها لريادة الاستثمار في هذا القطاع الحيوي.

عالمياً، أحرزت الدول المتقدمة تقدماً ملحوظاً في دمج المرأة في قطاع التعدين. ففي كندا وأستراليا، تشكل النساء حوالى 15-20% من القوى العاملة في هذا القطاع، مدعومات ببرامج مخصصة؛ لتعزيز مشاركة المرأة في الأعمال الميدانية وتطوير القيادات النسائية.

مقارنة بذلك، لا تزال المملكة تواجه تحديات مرتبطة بالقبول المجتمعي الكامل لعمل المرأة في المواقع الميدانية. ورغم ذلك، تُعد المملكة من بين الدول القليلة في المنطقة التي تعمل على تحقيق نقلة نوعية في هذا القطاع من خلال سياسات تشجع مشاركة المرأة وتضمن تحقيق المساواة.

على الرغم من الإنجازات المحققة، تواجه المرأة في قطاع التعدين مجموعة من التحديات، أبرزها:

1- العمل في البيئات الصعبة: يتطلب قطاع التعدين العمل في مواقع نائية ذات ظروف قاسية، ما قد يُشكل عائقاً أمام العديد من النساء.

2- الفجوة في الأجور: لا تزال النساء في بعض الدول يعانين من فجوة في الأجور مقارنة بالرجال في المناصب نفسها.

3- التوازن بين العمل والحياة: تتسم طبيعة العمل في التعدين بساعات طويلة وغير منتظمة، مما يُصعب التوفيق بين الالتزامات المهنية والأسرية.

لتجاوز هذه التحديات، يمكن تنفيذ حلول عملية تدعم مشاركة المرأة في قطاع التعدين، منها:

• اعتماد سياسات عمل مرنة تراعي احتياجات المرأة.

• تحسين بيئة العمل لجعلها أكثر شمولية وأماناً.

• زيادة الاستثمار في برامج التدريب والتطوير المهني.

• تعزيز دور المرأة في القيادة والإدارة داخل القطاع.

مع الدعم الحكومي المستمر والإصلاحات التنظيمية، يتوقع أن يشهد قطاع التعدين نمواً ملحوظاً في مشاركة المرأة خلال السنوات المقبلة. ويأتي هذا التوجه مدعوماً بالتطورات العالمية نحو الحياد الكربوني، الذي سيتطلب زيادة كبيرة في إنتاج المعادن اللازمة لتقنيات النظيفة.

المملكة العربية السعودية، التي نجحت في إكمال معظم أعمال المسح الجيولوجي ضمن رؤية استشرافية، أصبحت في موقع يؤهلها؛ لتكون ضمن أفضل عشر دول عالمياً في تطوير استثمارات التعدين.

مشاركة المرأة في هذا القطاع ليست مجرد إضافة اقتصادية، بل هي عنصر رئيسي لتحقيق الاستدامة والابتكار كجزء أساسي من رؤية المملكة لبناء اقتصاد مستدام وشامل، وبفضل الإصلاحات الشاملة والسياسات الطموحة تسير المملكة نحو مستقبل يُبرز المرأة لاعباً رئيسيّاً في صناعة التعدين، ما يعزز مكانتها نموذجاً يُحتذى به في تمكين المرأة إقليمياً وعالمياً.


ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عكاظ ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عكاظ ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا