27 يناير 2025, 6:29 صباحاً
إنّ القدرة على اتخاذ القرار تُعد من أهم مقومات القيادة الناجحة؛ فالقائد الحكيم هو مَن يستطيع اتخاذ قراراته بوعي وسرعة، ليكون جاهزاً لحسم الأمور في الوقت المناسب؛ فالفريق بحاجة إلى قائد قادر على اتخاذ قرارات حاسمة؛ قائد يعرف متى يتحمّل المخاطر ويدرك متى يجب التراجع لمصلحة الفريق، فإتقان فن اتخاذ القرار يمكّن القائد من توجيه مسار الفريق وضمان سير الأمور بسلاسة حتى في أصعب الظروف.
اتخاذ القرارات ليس عملية عشوائية؛ بل عملية دقيقة تتطلب الكثير من التفكير والتحليل، حيث يجب على القائد المتمكن أن يوازن بين الحسم والتأني، فبعض القرارات قد تكون بحاجة إلى تدخُّل سريع لإحراز تقدُّم، بينما تحتاج قرارات أخرى إلى التمهل ودراسة أبعادها لتجنٌّب العواقب السلبية، هذه القدرة على تحديد الوقت المناسب للمخاطرة، ومعرفة كيفية قراءة المواقف وتقييمها، هي ما يجعل من القائد مصدر ثقة وإلهام لأفراد فريقه.
علاوةً على ذلك، فإن قدرة القائد على اتخاذ القرار تظهر جلياً عند إدارة الأزمات، إذ يجد القائد نفسه أمام مسؤولية اتخاذ قرارات قد تكون مؤثرة على مسار الفريق أو المنظمة ككل، وهنا يأتي دور القائد في تحديد الخيارات المتاحة وتقييمها بموضوعية، والاستعداد لتحمُّل المسؤولية حتى لو كانت العواقب غير مضمونة، مما يُكسبه احترام الفريق وثقته.
من وجهة نظري، تُعد القدرة على اتخاذ القرار إحدى أهم المهارات التي تميز القائد الناجح، إذ تمنحه ليس فقط المقدرة على التعامل مع التحديات، بل تعزّز من مكانته كقدوة يلجأ إليها أعضاء الفريق في الأوقات الحرجة؛ فالقائد الذي يتمتع بهذه المهارة يواجه المواقف الصعبة بثباتٍ ووعي، مما يساعده على تحويل التحديات إلى فرص للتعلُّم والنمو، ويعزّز ثقافة التقدُّم والتفاؤل داخل الفريق.
علاوة على ذلك، يُكسب اتخاذ القرارات السليمة القائد احترام الفريق وتقديره، حيث يشعر الأعضاء بالثقة والاطمئنان عندما يكون قائدهم قادراً على اتخاذ قرارات مدروسة تعتمد على تحليلٍ دقيق للبيانات والمعطيات، كما أن القرارات القوية والمتزنة تسهم في بناء بيئة عمل مستقرة وتحفز الفريق على العطاء، حيث يثق الأعضاء بقدرة قائدهم على توجيههم نحو تحقيق الأهداف، ويؤمنون بأنهم جزءٌ من منظومة قيادية حكيمة تُقدّر جهدهم وتدفعهم إلى التطوير.
من الأمثلة البارزة على القادة الذين يجيدون اتخاذ القرارات الصائبة، يأتي صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف، وزير الداخلية -حفظه الله-، الذي أثبت قدراته القيادية من خلال إدارته الناجحة لموسم الحج. تعامل سموه ببصيرةٍ وحزمٍ مع التحديات الأمنية والخدمية كافة التي واجهتها فرق العمل؛ لضمان سلامة ضيوف الرحمن وأمنهم، معزّزاً الاستعدادات التنظيمية والأمنية في وقتٍ حساسٍ يتطلب قرارات دقيقة.
كما أظهر سموه عزماً كبيراً في محاربة آفة المخدرات عبر قيادته جهوداً متكاملة تهدف للحد من انتشار المخدرات، حيث اتخذ قرارات حازمة أسهمت في مكافحة هذه الآفة والحد من مخاطرها على المجتمع، وذلك بفضل رؤيته الشاملة وإدارته الدقيقة، استطاعت هذه الجهود أن تؤتي ثمارها؛ ما يعكس إدراكه العميق أهمية التصدّي لهذا التحدّي المعقّد ودوره الكبير في حماية المجتمع.
إلى جانب نجاحاته في إدارة الحج ومكافحة المخدرات، عمل سمو الأمير عبدالعزيز، على تعزيز الأمن والاستقرار داخل المملكة العربية السعودية عبر تنفيذ تدابير وقائية وتطوير الأجهزة الأمنية، بالتعاون مع الجهات المختصة؛ ما رفع مستوى الأمان للمواطنين والمقيمين. قراراته الإستراتيجية استندت إلى رؤية مستقبلية تعزّز الاستقرار الداخلي؛ ما يجعله نموذجاً للقائد الذي يجمع بين الرؤية العميقة والقرارات المدروسة.
في الختام، يمكن القول إن القدرة على اتخاذ القرار هي حجر الأساس الذي يرتكز عليه نجاح القائد، إذ تمكّنه من قيادة الفريق بحكمة، وتوجيهه نحو تحقيق أهدافٍ مشتركة. تابعوني في المقال المُقبل لاستعراض جانبٍ آخر من جوانب القيادة الفعّالة.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق الإلكترونية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق الإلكترونية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.