شهدت العاصمة الرياض في إطار مشاركة "السعودية الرقمية"، ضمن مؤتمر LEAP 2025، الذي يُعدّ من أكبر الأحداث التقنية العالمية، إطلاق مجموعة من الخدمات الرقمية الحكومية التي تعكس التزام المملكة بمواصلة التحول الرقمي وتعزيز الابتكار في القطاع الحكومي.

وتأتي المشاركة السعودية في هذا المعرض الذي يستمر من 9 إلى 12 فبراير 2025، بمشاركة أكثر من 45 جهة حكومية، لتسهم في استعراض النجاحات التي حققتها المملكة في مجال التحول الرقمي على مستوى عالمي. وقد تم استعراض أبرز المشاريع الرقمية التي تم تطويرها في المملكة لتوفير خدمات مبتكرة تسهم في تحسين تجربة المستفيدين ورفع جودة الحياة.

تميز المعرض بحضور عدد من أصحاب السمو والمعالي، بالإضافة إلى الوزراء والرؤساء التنفيذيين من كبار الشركات التقنية وصناع القرار، حيث يبرز هذا الحضور البارز أهمية المعرض على الساحة العالمية، ويعكس مستوى الاهتمام الذي تحظى به التقنية الحديثة في السعودية. خلال الفعالية، أبدى الحضور إعجابهم بأحدث التقنيات والابتكارات الوطنية التي تضع المملكة في صدارة الدول الرائدة في مجال التحول الرقمي.

شهد المعرض إطلاق مجموعة من المنتجات والخدمات الرقمية الحكومية الجديدة، التي تهدف إلى تسهيل الوصول إلى الخدمات العامة وتوفير حلول مبتكرة تتماشى مع التوجهات المستقبلية للمملكة. هذه الخدمات تشمل تحسين خدمات المواطنين والمقيمين، وتسهيل العمليات الحكومية عبر منصات رقمية متطورة، بما يعزز من تجربة المستخدم ويزيد من فعالية الأداء الحكومي.

ومن أبرز الإطلاقات، إطلاق وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية لخدمة الفرع الافتراضي؛ لتسهيل الوصول إلى الخدمات الحكومية وتقليل الوقت والجهد, بالإضافة إلى إطلاق منتج ضيافة الأطفال التي تعد مبادرة تهدف إلى تقديم حلول مرنة وآمنة لرعاية الأطفال.

وفي السياق ذاته أطلقت وزارة البيئة والمياه والزراعة منصة الذكاء الاصطناعي للصحة الحيوانية، والتي تعد منصة مبتكرة تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات البيطرية.

من جهة أخرى أعلن برنامج جودة الحياة عن إطلاق مبادرة منصة مكانك كمنصة حكومية موحدة تهدف إلى تسهيل وصول المواطنين والمقيمين وكافة الفئات المستفيدة إلى المرافق المرتبطة بممارسات جودة الحياة، كما يسعى مركز برنامج جودة الحياة بالشراكة مع هيئة الحكومة الرقمية إلى توسيع نطاق مبادرة السفير الرقمي من خلال إضافة سفراء جودة الحياة لتعزيز الأثر الإيجابي.

على الجانب الآخر أطلقت هيئة الهلال الأحمر السعودي سيارة الإسعاف الرقمية ضمن استراتيجيتها للتحول الرقمي لضمان سرعة الاستجابة للحالات الطارئة، كما أطلقت وزارة الحرس الوطني "مبتعث" نظامًا رقميًا متكاملًا مصممًا لتقديم خدمات شاملة للمبتعثين العسكريين، بالإضافة إلى ذلك أطلقت بوابة النقل للأفراد لإدارة وتنظيم عمليات النقل للعسكريين داخل الوحدات.

وعلى صعيد التعليم أطلقت وزارة الحرس الوطني بالتعاون مع جامعة الملك سعود بن عبدالعزيز للعلوم الصحية "نظام تحضير الطلاب الذكي"، والذي يهدف إلى تحسين إدارة الحضور الأكاديمي عبر استخدام تكنولوجيا البيكون.

تم من خلال مسرح السعودية الرقمية توقيع عدد من مذكرات التفاهم والاتفاقيات بين الجهات الحكومية والقطاع الخاص. تهدف هذه الاتفاقيات إلى تعزيز التعاون بين القطاعين لدعم التحول الرقمي في المملكة وتحفيز الابتكار في الحلول التكنولوجية، مع التركيز على تطوير الأنظمة والخدمات التي تحسن من الأداء الحكومي وتعزز من تجربة المستخدم.

ضمن الفعاليات، تم تنظيم عدد من الجلسات الحوارية التي تهدف إلى توحيد الجهود بين الجهات الحكومية لمواصلة تسليط الضوء على قصص النجاح في مسيرة التحول الرقمي. تم استعراض التقدم الذي تم إحرازه في تقديم الخدمات الحكومية الرقمية في المملكة وفقاً لأعلى المعايير والممارسات الدولية، إضافة إلى مناقشة التحديات والفرص المستقبلية التي تواجه هذا القطاع الحيوي.

تأتي هذه المبادرات لتؤكد على عزم المملكة في تسريع التحول الرقمي ورفع مستوى الخدمات الحكومية المقدمة للمواطنين والمقيمين. ومع استمرار المملكة في تحقيق النجاحات في هذا المجال، من المتوقع أن تساهم هذه الخدمات في تحسين جودة الحياة وتعزيز التجربة الرقمية للمستفيدين في جميع أنحاء المملكة.