عرب وعالم / السعودية / صحيفة سبق الإلكترونية

بعد قمة زعماء أوروبا في باريس.. كاتب أمريكي: أوروبا منقسمة وعاجزة وبلا خطة بشأن أوكرانيا

تم النشر في: 

18 فبراير 2025, 10:21 مساءً

أكد الكاتب أناتول ليفين أنه في قمة الزعماء الأوروبيين التي عقدها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمس الثلاثاء كان الحذر الأوروبي واضحًا للغاية، كما كانت الانقسامات العميقة المعتادة بين الأطراف المختلفة، وكانت أوروبا بلا خطة بشأن أوكرانيا.

روسيا أنقذت أوروبا من وعودها المتهورة

وفي مقاله "لا يزال القادة الأوروبيون بلا خطة بشأن أوكرانيا" على موقع "UnHerd" الإخباري البريطاني، يقول الكاتب الأمريكي أناتول ليفين، المراسل الحربي السابق ومدير برنامج أوراسيا في معهد كوينسي للحكم الرشيد في واشنطن العاصمة: يجب على البريطانيين والأوروبيين أن يكونوا ممتنين للغاية لرفض روسيا قبول فكرة قوة "حفظ السلام" الأوروبية لأوكرانيا. سيوفر لهم ذلك خيارًا بين إذلال جديد أو الاضطرار إلى الوفاء بوعودهم المتهورة.

وأضاف "ليفين": الواقع أنه في قمة الزعماء الأوروبيين التي جمعها الرئيس ماكرون يوم الثلاثاء كان الحذر الأوروبي الكامن واضحًا للغاية، كما كانت الانقسامات العميقة المعتادة بين الأطراف المختلفة.

ستارمر سحب عرض إرسال قوات بريطانية إلى أوكرانيا

فبعد أن عرض رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إرسال قوات بريطانية إلى أوكرانيا سارع إلى التراجع عن هذا الرأي قائلاً إن الولايات المتحدة ستكون ضرورية كـ"دعم".

وبما أن الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث استبعد صراحة مثل هذا الضمان فإن تعليق ستارمر كان بمنزلة اعتراف بأن الدور العسكري البريطاني من غير المرجح أن يحدث.

شولتز رفض مناقشة إرسال قوات أوروبية إلى أوكرانيا

ولدى مغادرته اجتماع باريس قال المستشار الألماني أولاف شولتز إن مناقشة إرسال قوات أوروبية إلى أوكرانيا "أمر سابق لأوانه تمامًا" و"غير مناسب للغاية"، بينما تستمر الحرب.

وحتى دونالد توسك من بولندا (أحد أقوى داعمي أوكرانيا) استبعد إرسال قوات بولندية على الأرض.

والواقع أنه وسط كل الأحاديث عن الحاجة "العاجلة" إلى الاتحاد الأوروبي وراء استراتيجية، لا يبدو أن اجتماع باريس قد أنتج أي شيء ملموس على الإطلاق. وحتى إذا اتفقوا على التزام جديد فهل كان بوسعهم ضمان الوفاء به حتى في الأمد المتوسط؟

إن التحول التكتوني الجاري الآن في السياسة الأوروبية من المرجح أن يُنتج حكومات -خاصة في فرنسا بعد الانتخابات الرئاسية لعام 2027- ليس لديها أي نية للالتزام بمثل هذا الالتزام.

الرفض الروسي قاطع وله أسبابه

لقد رفضت الحكومة الروسية بالفعل بشكل قاطع فكرة قوة حفظ سلام أوروبية كجزء من اتفاقية سلام؛ وذلك لسبب واضح، هو أنه -من وجهة نظر روسيا- ستكون قوة تابعة لحلف شمال الأطلسي في كل شيء باستثناء الاسم.

وسيتعين على قوة حفظ السلام الوحيدة الممكنة أن تكون قوة محايدة حقيقية تابعة للأمم المتحدة، ومستمدة من "الجنوب العالمي".

الدوافع الأوروبية متفائلة ومتشائمة

ويُعلِّق "ليفين" قائلاً: "هناك طريقتان: متفائلة ومتشائمة للنظر إلى المقترحات الخاصة بدور أمني أوروبي في أوكرانيا. الطريقة المتفائلة هي النظر إلى هذا باعتباره وسيلة لتعزيز الموقف الأوكراني في محادثات السلام، من خلال تحديد موقف يمكن بعد ذلك المساومة عليه في مقابل التنازلات الروسية. والطريقة المتشائمة هي النظر إليه باعتباره محاولة لتدمير محادثات السلام تمامًا من خلال وضع شرط لن تقبله موسكو أبدًا".

دول أوروبا تريد الظهور كقوى عظمى على المسرح العالمي

ولكن هل من الممكن أن يكون هذان الدافعان حاضرَيْن؛ إذ تمثل بعض حكومات أوروبا الغربية الأولى "متفائلة"، بينما تمثل بولندا ودول البلطيق الثانية "متشائمة"، ولكن ربما يكون الأمر الأكثر أهمية هو الاعتقاد بأن الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي وبريطانيا لابد أن تفعل، أو بالأحرى تقول شيئًا ــ أي شيء ــ لإظهار أنها تلعب دورًا مهمًّا في عملية السلام.

هذا هو نتاج الرغبة البريطانية والفرنسية المتواصلة في الظهور كقوى عظمى على المسرح العالمي، ورغبة المفوضية الأوروبية ــ خاصة تحت قيادتها الحالية ــ في محاولة التصرف مثل حكومة دولة عظمى أوروبية.

ولكن هذا يعكس أيضًا قلقًا عميقًا من اختفاء التزام الولايات المتحدة بأوروبا، ولا بد أن تفعل أوروبا شيئًا عاجلاً لتحل محله.

ماذا فعل ترامب بحلف الأطلسي؟

هذا الخوف مبالَغ فيه؛ فإدارة ترامب لا تقترح الانسحاب من حلف شمال الأطلسي. وفي أبسط صوره، يضمن حلف شمال الأطلسي سيطرة الولايات المتحدة على قاعدة رامشتاين الجوية في ألمانيا، وقاعدة نابولي البحرية في إيطاليا. ولنقتبس من رواية جورج أورويل "1984"، فإن حلف شمال الأطلسي سوف يظل "مهبط الطائرات رقم واحد"؛ لذا فإن الولايات المتحدة سوف تستمر في ضمان دفاع حلف شمال الأطلسي داخل حدوده الحالية.

إن ما قتله ترامب هو فكرة المزيد من توسع حلف شمال الأطلسي، بما في ذلك الالتزامات الأمنية الجديدة الضخمة والمخاطر.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق الإلكترونية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق الإلكترونية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا