عرب وعالم / السعودية / عكاظ

الحاجة إلى تصفيد بعض الإنس

يهل علينا شهر الكريم ويرافقه طوفان من البرامج والمسلسلات التي يتم تحضيرها خصيصاً لهذا الشهر وتفيض بها القنوات التلفزيونية بشكل يصعب معه حصرها أو متابعتها. هذا التوجه ارتبط برمضان منذ أيام الإذاعات، ثم زادت وتيرته مع التلفزيونات، وبعد دخول البث الفضائي دخلت القنوات التي لا حصر لها في سباق محموم اختلط فيه الغث الكثير مع الجيد القليل، وبعضها يتمادى ويبالغ في تقديم ما ليس له معنى ولا فائدة، لا في شهر رمضان ولا غيره من باقي الشهور.

تحتاج الناس إلى البرامج الهادفة جنباً إلى جنب مع البرامج المسلية، لكن ما يحدث فعلاً يمكن وصفه بالتناقض والمفارقات الحادة في بعض القنوات، لأنها تكون هادئةً نهاراً، تبث البرامج الدينية والصحية والثقافية في إطار من الوقار والسكينة والروحانية، لكن ما إن ينتهي وقت صلاة حتى يختلط الحابل بالنابل وتبدأ فصيلة أخرى من البرامج والمسلسلات التي لا يتناسب بعضها مع رمضان أبداً. وهنا لا نقصد الحجر والتضييق على ذائقة الناس ورغباتهم، فكلنا نستمتع بالترفيه والكوميديا والدراما في إطارها المعقول والمقبول، لكن بعض ما يُعرض فيه مبالغة لتجسيد مشاهد لا ضرورة فنية لها ولا يليق عرضها خصوصاً في رمضان، إذ لا نفهم لماذا تبالغ بعض الأعمال في إقحام مشاهد تعاطي الكحول والمخدرات والإيحاءات المتجاوزة أخلاقياً ومناظر من علب الليل والتصرفات الماجنة والإيحاءات الخادشة. أعمال مخصصة لرمضان وفيها كل ذلك الحشو السلبي المتعمد، تتدفق على الشاشات كانفجار بركاني مباشرة بعد صلاة المغرب حتى أذان . فترة إيمانية خلال النهار ثم نقلة حادة وسريعة بعد المغرب إلى كل ما يمكن تخيله من مفارقات، وكأن الشخصيات التي تظهر فيها شياطين مصفدة يُطلق سراحها فجأة مع غروب الشمس.

أخبار ذات صلة

 

هذا الحال لم يتغير منذ فترة طويلة، وبقدر ما نحن نستمتع بالبرامج والمسلسلات الهادفة، فإننا بحاجة إلى تصفيد بعض الإنس الذين يتمادون في الفجاجة والسماجة والابتذال في بعض الأعمال التلفزيونية.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عكاظ ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عكاظ ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا