بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية سنة 1945م،؛ ظهرت ألمانيا مقسمة إلى ألمانيا الغربية، وعاصمتها بون، وألمانيا الشرقية، وعاصمتها برلين. وصدر دستور سنة 1949 ليقيم نظاما تمثيلياً - برلمانياً، ومن حيث شكل الدولة، فإنها فيدرالية، كما أشرنا. وبعد توحيد ألمانيا، سنة 1999م، أصبحت عاصمة ألمانيا الموحدة مدينة برلين، وتم تعديل بعض الأنظمة، لتتلاءم مع الوضع الجديد.
****
وبموجب الدستور الألماني، فإن من يحكم ألمانيا هو برلمانها، وبالتحديد الحزب، أو الائتلاف صاحب الأغلبية في البرلمان، مع وجود رئيس جمهورية رمزي (ليس له أي صلاحيات تذكر). إنها الآن مثال نموذجي حي للنظام الديمقراطي - البرلماني... وهو أكثر أنواع الحكومات (الأنظمة) انتشاراً في عالم اليوم، إذ إن هناك 108 دول في عالم اليوم -من 199 دولة- لها حكم تمثيلي - برلماني مشابه، مع اختلاف التفاصيل. ومن حيث رئاسة الدولة، هناك الجمهوريات (رئيس) وهناك الملكيات.
****
يسمى البرلمان الألماني «بوند ستاغ»؛ أي مجلس النواب الألماني. ويتم انتخابه مرة كل أربع سنوات. وعدد مقاعده 588 مقعداً. غير أن هذا العدد قابل للزيادة، إن لزم الأمر..! إن 588 مقعداً هو الحد الأدنى، ويمكن زيادته، حسب المستجدات. ويبلغ عدد مقاعده الآن 736 مقعداً. وبذلك، يعتبر -من حيث العدد- أكبر برلمان منتخب في العالم. وعادة ما يكون عدد الأعضاء في كل برلمانات العالم 50 إلى 500 مقعد (عضو). وألمانيا هي الدولة الوحيدة في العالم التي ينص دستورها على إمكانية زيادة عدد مقاعد البرلمان، عند الحاجة. والصين هي الدولة الوحيدة صاحبة أكبر برلمان في العالم الآن، إذ يبلغ عدد مقاعد برلمانها الأعلى 2987 مقعداً، يتم انتخاب معظمهم من الحزب الشيوعي الصيني.
****
وبتاريخ 15/2/2025م، قرر البرلمان الألماني سحب الثقة من الحكومة الائتلافية، التي يرأسها المستشار (رئيس الوزراء) «أولاف شولتس»، رئيس الحزب الاشتراكي الألماني. الأمر الذي مهّد لإجراء انتخابات جديدة (مبكرة). وبالفعل، عقدت هذه الانتخابات يوم 23 فبراير 2025م، وأسفرت عن صعود أحزاب اليمين، لحكم ألمانيا في الفترة القادمة. وقد صوت -في مسألة حل البرلمان- 208 لصالح حزب «أولاف شولتس» الاشتراكي، بينما صوت ضده 394 نائبا، وامتنع 116 عن التصويت، من أصل 714 نائباً كانوا حاضرين الجلسة. وتم بذلك حل البرلمان.
وأجريت الانتخابات المبكرة، وكان من لهم حق التصويت 59 مليوناً من مجموع السكان، وصوت من هؤلاء في هذه الانتخابات 84%. حصل تحالف الاتحاد الديمقراطي المسيحي/ الاتحاد الاجتماعي المسيحي على 360 مقعداً (208 للأول، و152 للثاني)، بينما حصل الحزب الاشتراكي الديمقراطي على 120 مقعداً، وتحالف الخضر على 85 مقعداً. وتوزعت 191 مقعداً بين أحزاب صغيرة. وبذلك، لم يحصل أي حزب على الأغلبية المطلوبة، وهي 369 مقعداً. وحصل التحالف المسيحي اليميني على المركز الأول بـ360 مقعداً. وغالباً ما سيضم إلى هذا الائتلاف حزب صغير، أو أكثر، حتى تكون الأغلبية المطلوبة (369 صوتاً/مقعدا) متحققة. وسيكون مستشار ألمانيا القادم (رئيس وزرائها) هو «فريدريش ميرتس»، زعيم الاتحاد الديمقراطي.
****
ذاك مثال لبعض ما يدور سياسياً في أوروبا، في الوقت الحاضر. فما حصل في ألمانيا سبق أن حصل في إسبانيا وبريطانيا، وغيرهما. كما تعتبر الحكومة الأمريكية الحالية يمينية محافظة؛ فاليمين يملك السلطة التنفيذية، ويحظى بالأغلبية في الكونجرس الأمريكي بمجلسيه.
ماذا يهمنا من كل هذا؟! وماذا يهم العالم...؟! في الواقع، إن أمريكا هي الدولة العظمى الأولى. وأوروبا، متجسدة في الاتحاد الأوروبي، تكتل دولي له وزنه، في النظام العالمي القائم الآن، وإن كان تابعاً سياسياً وأمنياً للولايات المتحدة الأمريكية. كل حزب له -بالطبع- توجه سياسي معين، وتتفاوت الأحزاب السياسية المختلفة، في العالم الديمقراطي، في توجهها السياسي، من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار. ومعظم الأحزاب السياسية التي فازت في الانتخابات التشريعية الأوروبية مؤخراً ذات توجه يميني محافظ. لذلك، يجب تفهم توجهها السياسي، وتوقع قرارات محافظة، أثناء توليها السلطة.
أخبار ذات صلة
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عكاظ ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عكاظ ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.