في أجواء يملؤها التفاني والعطاء، تواصل فتيات الكشافة السعودية جهودهن المتميزة في خدمة المعتمرين داخل المسجد الحرام خلال شهر رمضان المبارك.

ويأتي ذلك ضمن المعسكر الرمضاني الذي تنظمه جمعية الكشافة العربية السعودية بالتعاون مع الإدارة العامة للتعليم بمنطقة مكة المكرمة، حيث يلتقي شرف المكان والزمان مع روح العمل التطوعي، ليقدمن صورة مُلهمة للعمل الإنساني في أقدس بقاع الأرض.

تؤدي فتيات الكشافة العديد من المهام داخل الحرم المكي، تشمل إرشاد التائهين، ومساعدة كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، والمساهمة في تنظيم الحشود، إلى جانب التوعية بالإجراءات الاحترازية، والمساعدة في تنظيم المراجعين بالمراكز الصحية. بقلوب مفعمة بالحماس، يتنقلن بين أروقة الحرم، يقدمن العون للمحتاجين، ويؤكدن بصوت واحد: “شعور العطاء لا يُضاهى، ونحن هنا لخدمة المعتمرين بكل حب وفخر”.

وسط الزحام الروحاني، تروي “شهد طرابلسي” تجربتها قائلة : “عندما أرى نظرات الامتنان في أعين المعتمرين والمصلين، أدرك أن كل جهد نبذله هنا يحمل معنى عظيمًا. إنه ليس مجرد تطوع، بل رسالة إنسانية تشعرني بدور سامٍ في خدمة ضيوف الرحمن”.

أما “أسيل القصيمي”، فترى في هذه التجربة محطة فارقة في حياتها، حيث تعلمت أن العطاء ليس بالكلمات فقط، بل بالأفعال التي تترك أثرًا طيبًا في القلوب.

من جانب آخر، تؤكد “هند غازي” أن العمل بروح الفريق هو سر النجاح، حيث يتم تقسيم المهام وفق خطط تنظيمية مدروسة أعدها قادة وقائدات الكشافة، مما يضمن تقديم أفضل الخدمات للمعتمرين. وتضيف : “كل لحظة هنا تعلمني معنى الالتزام والانضباط. نحن لا نعمل بشكل فردي، بل كفريق واحد، هدفنا أن يؤدي المعتمرون عباداتهم براحة وسكينة”.

يعكس هذا العمل التطوعي القيم التي تعززها رؤية المملكة 2030، والتي تسعى إلى تمكين المرأة وتعزيز ثقافة العمل التطوعي. ففتيات الكشافة في المسجد الحرام لا يقدمن فقط المساعدة، بل يجسدن نموذجًا مشرفًا للمرأة السعودية القادرة على خدمة المجتمع بروح المبادرة والإخلاص.

ومع حلول كل ليلة رمضانية، تواصل شهد، أسيل، وهند، ومعهن العشرات من زميلاتهن، جهودهن بعزيمة لا تلين، مؤمنات بأن خدمة ضيوف الرحمن ليست مجرد عمل تطوعي، بل رسالة إنسانية تتجدد عامًا بعد عام، تحمل في طياتها أسمى معاني العطاء.