عرب وعالم / السعودية / صحيفة سبق الإلكترونية

أغرب القبائل: "الطوارق" مسلمون أفارقة بطقوس غريبة.. والمرأة تُزوِّج نفسها.. والطعام وجبة واحدة

تم النشر في: 

09 مارس 2025, 8:40 مساءً

هم مجموعة قبائل تستوطن الصحراء الكبرى في جنوب ، وأزواد شمال مالي، وشمال النيجر، وجنوب غرب ، وشمال بوركينا فاسو.

والطوارق مسلمون، ويتحدثون اللغة الطارقية بلهجاتها الثلاث (تماجق، وتماشق، وتماهق).

ويطلق على الطوارق اسم الرجال الزرق. والتسمية تعود لملابسهم الزرقاء كلون السماء دلالة على الحرية؛ لأن الرجل الطرقي يعشق الحرية، وأيضًا للطلاء الذي يدهنون به بشرتهم؛ لإبعاد الحشرات والناموس.

وفي حين يلتزم الرجال بتغطية وجوههم بلثام، يبلغ طوله اثني عشر مترًا من القماش الأبيض الرقيق، تكشف المرأة عن وجهها دون مشاكل.

أما النساء فيتمتعن بمكانة مرموقة في المجتمع الطرقي؛ إذ يعود لهن الرأي الأول والأخير في تقرير شؤون العائلة، كما لا تُرغم على الزواج، بل تأتي موافقتها على الزوج قبل أية موافقة أخرى من العائلة؛ فهي صاحبة قرار اختيار شريك حياتها دون أي ضغوط.

والطوارق (أو التوارك) شعب من الرُّحل، ذوو أصول أمازيغية (بربرية)، يتخذون من الصحراء الإفريقية الكبرى الممتدة بين ليبيا والجزائر والنيجر ومالي وبوركينا فاسو موطنًا لهم.

ويسمى الطوارق أيضًا بـ"الشعب الأزرق" نظرًا لتعودهم على ارتداء لباس تقليدي بلون أزرق نيلي.

وكما اختلف المؤرخون في أصول الطوارق اختلفوا أيضًا في تسميتهم؛ فبعضهم قال إن اسم أو كلمة "الطوارق" تعود إلى انتسابهم للقائد الإسلامي طارق بن زياد. وفي رواية أخرى ذكر بعضهم أن اسمهم الحقيقي هو "التوارك" نسبة إلى منطقة وادي تاركة في ليبيا، التي يقطنها الآلاف من الطوارق.

ويُشكِّل الطوارق مجتمعًا كبيرًا على امتداد الصحراء الإفريقية الكبرى، لكنهم تعرضوا للشتات والتقسيم على مَر العصور بفعل الموجات الاستعمارية التي ضربت المنطقة، خاصة موجة الاستعمار الفرنسي، التي وضعت حدودًا جغرافية، قسَّمت المنطقة، ولم تراعِ حقوقها التاريخية.

وساعدت شجاعة الطوارق الكبيرة التي عُرفوا بها تاريخيًّا في إدارة طرق القوافل؛ إذ يعدون شعبًا مقاتلاً، يجيد التسلح بالسكاكين والسيوف والخناجر والرماح، خاصة أثناء رحلاتهم التجارية، إضافة إلى قوة صبرهم على مناخ الصحراء الصعب، فضلاً عن معرفتهم بموارد الماء، وإتقانهم عملية الاهتداء بالنجوم ليلاً.

وعلى مستوى التقسيم القبلي ينقسم الطوارق إلى قبائل عدة موزعة على منطقة وجودهم بالصحراء الكبرى، منها "كل تماشق" الذين يتحدثون الأمازيغية ("كل" بلغة تماشق تعني "آل")، ويتشكلون من قبيلتَيْن أساسيتَيْن، هما "كل أهغار" و"كل أجر"، ويعيشون في الجزائر وليبيا.

وهناك أيضًا قبائل "كل أيير"، "كل غريس" و"أولمدن كل دنيك"، الذين يقطنون النيجر. و"أولمدن كل أتاريم"، و"كل تادمكت" أو "كل السوق"، و"كل آدغاغ"، إضافة إلى "كل أنتصر". وكلهم في دولة مالي.

ويعيش جزء من الطوارق داخل خيام تُنسج من الجلد وشعر الماعز، في حين الجزء الآخر منهم يقطنون بيوتًا طينية، توفر لهم مأوى آمنًا، يقيهم حر أشعة الشمس القوية، والمناخ الصحراوي القاسي.

ويُشتهر مجتمع الطوارق ببعض العادات والتقاليد الضاربة جذورها في أعماق التاريخ، التي تميزه عن المجتمعات الأخرى، من بينها ارتداء رجالهم لثامًا دون النساء.

ويعد ارتداء اللثام في عرف الطوارق واجبًا على كل رجل بلغ سن الرشد (تحدثت مصادر عن ارتدائه في سن الـ15، وأخرى تتحدث عن ارتدائه في سن الـ18). ويظل هذا اللثام، الذي يبلغ طوله أحيانًا 4 أو 5 أمتار، يلازم الرجل الطوارقي طيلة حياته أينما حل وارتحل، ولا يظهر من وجهه سوى العينَين، وفي بعض الأحيان الأنف والفم.

وعلى عكس الرجال فإن نساء الطوارق لا يضعن اللثام على وجوههن، بل يغطين شعر رؤوسهن بقماش صحراوي، غالبًا ما يكون لونه أسود.

وتختلف الروايات حول أصل عادة ارتداء رجال الطوارق اللثام؛ فتقول مصادر إنه يوضع درءًا لأشعة شمس الصحراء الحارقة وعواصفها الرملية الهائجة بين الفينة والأخرى، وتقول مصادر أخرى إن وضعه علامة على الحشمة والوقار والحياء أيضًا من الأهل والأصهار.

والمرأة الطوارقية هي التي تختار زوجها، وليس العكس، ويذهب للعيش معها حيثما تريد هي، وغالبًا ما يقيم معها بين أهلها، وإليها تعود ملكية البيت وما يحتويه من مواشٍ ومتاع.

وللمرأة الحق كذلك في تزويج وتطليق نفسها، بل تفتخر بطلاقها، وحينما تحصل على الطلاق تقيم حفلاً كبيرًا، يحضره أفراد القبيلة، ويكون فرصة للخُطاب حتى يتقدموا لها من أجل الزواج من جديد.

ويطلق على المرأة المطلقة كلمة "أحسيس"، وتعني باللغة المحلية المتحررة أو الحرة، أي التي تحررت من مسؤولياتها والتزاماتها تجاه الأسرة والمجتمع. وكلما تعدد زواج المرأة الطوارقية وإنجابها وطلاقها أيضًا كان ذلك مدعاة للفخر والاعتزاز لها ولأهلها؛ كون ذلك يسهم في إنجابها رجالاً محاربين أقوياء قادرين على الدفاع عن القبيلة والمجتمع كله.

وبعد استقلال الدول الإفريقية من الاستعمار الفرنسي منتصف القرن العشرين دخل جزء من الطوارق في علاقة متوترة مع الدول التي يعيشون فيها مطالبين بما يعتبرونها حقوقهم السياسية والمدنية.

لمشاهدة الفيديو:

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق الإلكترونية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق الإلكترونية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا