تُعد زيارة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى المملكة خطوة مهمة في تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، وتأكيداً على التزام المملكة بدورها الفاعل في القضايا الإقليمية والدولية، حيث إن المملكة تتبنى سياسات قائمة على الوساطة والدبلوماسية الهادئة.

ولعبت الرياض دوراً محورياً في تقديم المساعدات الإنسانية لأوكرانيا والمساهمة في تخفيف تداعيات النزاع المستمر منذ أكثر من عامين، فإلى جانب دعمها السياسي، قدّمت المملكة مساعدات بقيمة 410 ملايين دولار، شملت مواد إغاثية ومشتقات نفطية، كما نظّمت جسراً جوياً لنقل المساعدات إلى الشعب الأوكراني، ما يعكس التزامها بمسؤوليتها الإنسانية والدولية.

والتقى الرئيس زيلينسكي بولي العهد الأمير محمد بن سلمان؛ لبحث سبل تعزيز التعاون السياسي والاقتصادي، بالإضافة إلى مناقشة جهود الوساطة لحل الأزمة الأوكرانية، حيث تأتي هذه الزيارة قبيل محادثات مرتقبة بين مسؤولين أمريكيين وأوكرانيين تستضيفها المملكة، مما يعكس الثقة الدولية في دور السعودية كوسيط نزيه وفعال في حل النزاعات.

وتُبرز هذه الزيارة الدور المتزايد للسعودية في المشهد الدبلوماسي العالمي، وتؤكد التزامها بنهجها القائم على الحوار والمبادرات الإنسانية، مما يجعلها شريكاً موثوقاً في حل النزاعات وتعزيز الاستقرار العالمي.

وقدّمت المملكة مساعدات إنسانية متنوعة لأوكرانيا، شملت قطاعات الصحة، الإيواء، والأمن الغذائي، فقد بلغ إجمالي المساعدات في قطاع الصحة حوالي 26.5 مليون دولار، وفي قطاع الإيواء والمواد غير الغذائية نحو 19.4 مليون دولار، بينما قُدّمت مساعدات بقيمة 10 ملايين دولار في مجال الأمن الغذائي والزراعي.

ومن الجدير بالذكر أنه في فبراير الماضي، وصلت طائرة سعودية تحمل 80 طناً من المساعدات الإغاثية إلى أوكرانيا، تضمنت مولدات وأجهزة كهربائية، بهدف دعم الشعب الأوكراني في مواجهة التحديات الإنسانية الناتجة عن الصراع.

ولم تكن زيارة الرئيس زيلينسكي إلى المملكة هي الأولى، مما يعكس عمق العلاقات الثنائية بين البلدين والحرص المشترك على تعزيز التعاون في مختلف المجالات، وتُعَوِّل الأوساط الدولية على دور المملكة في إنجاح المحادثات المرتقبة بين المسؤولين الأمريكيين والأوكرانيين، والتي تهدف إلى دفع جهود السلام وإنهاء الصراع المستمر.

تُبرز هذه الزيارة أيضاً التزام المملكة بدعم الجهود الدولية الرامية إلى تحقيق الاستقرار والسلام في المنطقة والعالم، وتؤكد على أهمية التعاون الدولي في مواجهة الأزمات الإنسانية والسياسية، كما تعكس حرص القيادة السعودية على دعم الشعوب المتضررة وتقديم المساعدات اللازمة للتخفيف من معاناتهم، وعمق العلاقات الثنائية بين البلدين، وتؤكد على الدور المحوري الذي تلعبه المملكة في الساحة الدولية لتعزيز السلام والاستقرار.