تم النشر في: 12 مارس 2025, 10:04 مساءً 13 مارس هو اليوم الذي اختارته دول مجلس التعاون الخليجي للاحتفاء بمهنة التمريض، تكريمًا لجهود الممرضين والممرضات الذين يشكلون العمود الفقري للنظام الصحي. ويصادف هذا التاريخ 17 رمضان من السنة الثانية للهجرة، يوم غزوة بدر الكبرى، التي أُعطي فيها المسلمون النصر، في دلالة رمزية على التضحية والعطاء، وهي القيم التي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بمهنة التمريض. تم اعتماد هذا اليوم رسميًا عام 2008 من قبل اللجنة الفنية الخليجية للتمريض، ليُحتفل به سنويًا منذ 2010، مع تنظيم فعاليات توعوية تهدف إلى تعزيز مكانة التمريض وتسليط الضوء على دوره المحوري في الرعاية الصحية. دور مهنة التمريض في المملكة العربية السعودية تُعد مهنة التمريض من الركائز الأساسية في نظام الرعاية الصحية السعودي. وفقًا لآخر إحصائيات وزارة الصحة السعودية، بلغ عدد الممرضين والممرضات في المملكة حوالي 108,004 ممارسًا في القطاع الصحي، ويمثلون جزءًا كبيرًا من القوى العاملة الصحية. تمثل هذه الإحصائيات نسبة مهمة في تلبية احتياجات الرعاية الصحية في المملكة، حيث تشير التقارير إلى أن نسبة الممرضين والممرضات السعوديين في وزارة الصحة شهدت زيادة ملحوظة، مع تزايد في أعداد الخريجين في كليات التمريض السعودية. التحول الرقمي في مهنة التمريض تشهد المملكة العربية السعودية تقدمًا كبيرًا في التحول الرقمي في القطاع الصحي، ما يساهم في تحسين الرعاية الصحية المقدمة. وفي إطار رؤية المملكة 2030، تم إدخال العديد من التقنيات الحديثة في مهنة التمريض، مثل السجلات الصحية الإلكترونية، والتطبيقات الرقمية لمتابعة حالات المرضى عن بُعد، واستخدام الذكاء الاصطناعي في التشخيص واتخاذ القرارات الطبية. بفضل هذه التقنيات، أصبح الممرضون والممرضات أكثر قدرة على تقديم رعاية دقيقة، مما يعزز من فعالية العلاج ويُسهم في تحسين تجربة المرضى. كما يُمكن التحول الرقمي من تسريع إجراءات الرعاية الصحية، وتقليل الأخطاء الطبية، ما يعزز من جودة الخدمات المقدمة. رفيدة الأسلمية: رائدة التمريض في التاريخ الإسلامي تستمد مهنة التمريض في المملكة تاريخًا عريقًا من الإرث الإسلامي، حيث كانت رفيدة بنت كعب الأسلمية أول ممرضة في الإسلام، وُكلت إليها مهمة علاج الجرحى أثناء غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم. هذا التقليد يُستمد منه النهج الإنساني الذي يميز مهنة التمريض في السعودية ودول الخليج العربي، ويُعزز من مكانتها في المجتمع. ختامًا إن مهنة التمريض هي رمز للعطاء اللامحدود، وتجسيد حقيقي للمبادئ الإنسانية التي تقوم على التضحية، الإيثار، والرحمة. في كل خطوة يخطوها الممرضون والممرضات، في كل لمسة رقيقة على يد مريض، وفي كل كلمة طمأنينة، يُكتب فصل جديد من فصول الإيثار والتفاني في سبيل الإنسان. إن يوم التمريض الخليجي ليس مجرد احتفالية، بل هو دعوة للتقدير والاعتراف بعظمة هذه المهنة التي تتجاوز حدود العمل اليومي لتكون رسالة إنسانية عميقة. فالممرضون والممرضات في المملكة، هم المحاربون الصامتون الذين يقفون في الخطوط الأمامية، يخففون الألم ويشعلون الأمل. ومع تقدم المملكة نحو رؤية 2030، حيث يُدمج التقنية والابتكار في رعاية المرضى، ستظل مهنة التمريض ركيزة أساسية في بناء مجتمع صحي قوي. إنهم الصوت الهادئ الذي يُنادي بتحقيق الجودة والرعاية المستدامة، وهم الأبطال الحقيقيون في كل لحظة من لحظات الشفاء. في النهاية، يظل التمريض أمانة في عنق كل ممارس، وكل يوم يمر هو فرصة جديدة للتضحية والإنسانية، وتظل المملكة العربية السعودية منارة تضيء دروب الرعاية الصحية في الوطن والعالم. أخصائية التمريض/ نورة بنت أحمد الزومان طالبة دراسات عليا ( العلوم في التمريض: الإدارة والقيادة في التمريض ).. جامعة المجمعة