عرب وعالم / السعودية / صحيفة عاجل

إعلام في

تم النشر في: 

18 مارس 2025, 7:00 مساءً

تنتظر دول العالم المناسبات المختلفة لتعزيز صورتها الذهنية وتطوير قدراتها الاقتصادية والسياسية وتستغل في ذلك المناسبات الدينية والرياضية والثقافية والاجتماعية، فتجدها تحشد الجهود لاستغلال هذه المواسم لتسويق أفكارها وتعزيزحضورها وجلب الفرص المتنوعة، وتطوير التواصل مع الآخر.

وتستقبل المملكة ملايين الحجاج والمعتمرين والزوار لأداء موسم الحج والعمرة وتقدم في ذلك الغالي والنفيس من خلال تطوير البنية التحية والتي وصل الاستثمار فيها إلى حدود 112 مليار ريال سعودي بحسب آخر الأرقام فقط في البنية التحتية المتعلقة بالحج، كما تطور الخدمات اللوجستية من بينها خدمات المشاعر المقدمة ومكة المكرمة والمدينة المنورة والمدن الأخرى، بالإضافة إلى الخدمات المتعلقة بالقادمين عبر الجو والبحر والبر والتي لا يكفي المقال لذكرها.

ويعد موسم موسما مهما لتعزيز الصورة الذهنية للسعودية في العالم الإسلامي، حيث يستقبل أكثر من مليار إنسان القبلة ويصلى إلى مكة المكرمة، ويشاهد عبر قناتي القرآن الكريم والسنة النبوية آخر ما وصلت له العمارة والتنظيم في الحرمين الشريفين، لكن هناك فئات هي بعيدة عن مشاهدة التلفزيون وموجودة في عوالم التطبيقات الرقمية والتي تستلزم صناعة إعلامية متقدمة للوصول لها، بل إن هذه العوالم تتباين في الأعمار والجنسيات والاتجاهات والثقافات والأدلجة التي تنطلق منها.

إن تسليط الضوء على الجهود في رمضان يستلزم خطة إعلامية واسعة لا يتم الاكتفاء بمنصات معينة أو أماكن معينة، بل ينبغي أن ينطلق البث الإعلامي من نقاط استراتيجية حول العالم، وعبر مراكز اتصال مدروسة، لضمان تأثير أعمق وحضور أقوى في الفضاء الرقمي.

فآليات الخوارزميات تُعطي الأولوية للمحتوى بناءً على موقع البث، مما يعني أن نشر المحتوى داخل السعودية قد يمنحه انتشارًا محليًا واسعًا، لكنه يفقد الأفضلية بمجرد تغيّر موقع البث؛ لذا ولضمان وصول المحتوى السعودي لجمهور عالمي، ينبغي توزيع نقاط البث بذكاء، بحيث يتموضع المحتوى في مراكز تؤمن له أولوية في تصنيفات الخوارزميات وتعزز من تأثيره وانتشاره عالميًا.

ولتفسير أفضل، فإن خوارزميات منصات التواصل الاجتماعي ومحركات البحث تعتمد على مجموعة من العوامل لتحديد المحتويات التي تستحق الظهور في الواجهة، ومن أبرزها الموقع الجغرافي للبث والمشاهدة، حيث تمنح الأولوية للمحتوى الذي يُبث من منطقة معينة ليصل إلى مستخدميها بشكل أكبر، مما قد يؤثر على انتشاره عالميًا.

كما يلعب التفاعل والمشاركة دورًا مهمًا، فكلما زادت معدلات الإعجاب والتعليقات والمشاركات والمشاهدات الطويلة، زادت فرصة دفع المحتوى للواجهة. الحداثة أيضًا عامل رئيسي، حيث تحظى المنشورات الأحدث بفرصة أكبر للظهور، خاصة في المنصات الزمنية مثل تويتر، بينما تركز منصات أخرى على الجودة والاهتمامات الشخصية.

معدل البقاء عنصر حاسم، فكلما طالت مدة مشاهدة المحتوى، ارتفعت قيمته لدى الخوارزميات. كما أن سلطة الحساب ومصداقيته تؤثر في مدى انتشاره، حيث تحظى الحسابات ذات التاريخ القوي بفرصة أكبر للترويج مقارنة بالحسابات الجديدة أو غير الموثوقة.

ولضمان وصول المحتوى السعودي إلى جمهور عالمي وتعزيز حضوره الرقمي، يجب تبني استراتيجيات مدروسة تشمل نشر المحتوى من مراكز بث متعددة حول العالم لضمان انتشاره في فضاءات رقمية متنوعة وتعزيز التفاعل المباشر عبر حملات تفاعلية تحفز الجمهور على المشاركة بفعالية كما أن جودة المحتوى تلعب دورًا محوريًا، مما يستدعي التركيز على التصوير الاحترافي والمونتاج المتقن والأفكار الإبداعية التي تجذب الانتباه وتحقق تأثيرًا أوسع.

بالإضافة إلى ذلك، يعد مواكبة الاتجاهات العالمية وربط المحتوى السعودي بالموضوعات الرائجة أمرًا ضروريًا لتعزيز حضوره في خوارزميات المنصات الرقمية ومن خلال الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي في تحليل سلوك المستخدمين، يمكن تصميم محتوى مخصص يتماشى مع اهتمامات الجمهور المستهدف، مما يزيد من فرص التفاعل والانتشار ويضمن وصول الرسائل الإعلامية إلى أوسع نطاق ممكن.

بقي القول، إن الإعلام السعودي إذا أراد التفوق عالميا والتوسع في الوصول إلى الجمهور وتعزيز الصورة الذهنية وجلب الفرص الاقتصادية فإن عليه عدم الاعتماد على صناعة وإنتاج وترويج المحتوى محليا بل عليه أن يصنع مراكز اتصال عالمية، وينوع من المحتوى المنتج وكتابته باللغات الحية وأن يطور أدواته للوصول إلى جمهور أوسع.

باحث دكتوراه في الإعلام الرقمي بجامعة كمبلوتنسي مدريد، إسبانيا

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة عاجل ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة عاجل ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا