يؤكد البروفيسور عبد الرحمن الشيخ استشاري الغدد الصماء والسكر ورئيس الجمعية العلمية السعودية للسكر أن السمنة من أكبر التحديات الصحية التي تواجه العالم اليوم، حيث تؤثر على ملايين الأشخاص وتزيد من مخاطر الإصابة بالأمراض المزمنة.

و وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، فإن نسبة السمنة في تزايد مستمر، حيث يعاني أكثر من 650 مليون شخص حول العالم من السمنة، وتشير التوقعات إلى أن هذه الأرقام ستواصل الارتفاع في السنوات القادمة بسبب تغير أنماط الحياة وزيادة استهلاك الأطعمة غير الصحية.

ويتابع الشيخ: في المملكة العربية السعودية، تُظهر الإحصائيات أن نسبة السمنة تتجاوز 30% من السكان، مما يجعلها واحدة من أكثر الدول تأثراً بهذه المشكلة الصحية. ولا تقتصر مشكلة السمنة على البالغين فقط، بل تؤثر أيضاً على الأطفال والمراهقين، حيث سجلت المملكة ارتفاعاً ملحوظاً في معدلات السمنة بين الفئات العمرية الصغيرة نتيجة تغير العادات الغذائية وقلة ممارسة النشاط البدني.

وحول أسباب انتشار السمنة يضيف "الشيخ": تعود إلى أنماط الحياة غير الصحية، مثل قلة النشاط البدني والاستهلاك المفرط للأطعمة الغنية بالسعرات الحرارية والدهون المشبعة. كما تلعب العوامل الوراثية والبيئية دوراً في زيادة احتمالية الإصابة بالسمنة. ومن العوامل المؤثرة أيضاً في انتشار السمنة التطورات التكنولوجية الحديثة التي أدت إلى تقليل النشاط البدني وزيادة الاعتماد على وسائل الراحة.

ويختتم استشاري الغدد الصماء والسكر بقوله: للحد من هذه الظاهرة، تسعى الحكومات والمؤسسات الصحية إلى تعزيز الوعي بأهمية الغذاء الصحي وممارسة الرياضة، من خلال إطلاق حملات توعوية وتنفيذ برامج وقائية تستهدف مختلف الفئات العمرية. كما أن هناك جهوداً بحثية مكثفة تُبذل لفهم العوامل الوراثية والبيئية التي تساهم في انتشار السمنة بهدف تطوير إستراتيجيات علاجية ووقائية أكثر فاعلية.