الارشيف / عرب وعالم / السعودية / صحيفة سبق الإلكترونية

الإعلام.. الوضوح في مواجهة التحديات

تم النشر في: 

20 مارس 2025, 5:43 مساءً

في حوار صريح وشفاف، استضاف برنامج الليوان مع الزميل عبدالله المديفر الإعلام سلمان الدوسري، حيث تناول الحوار العديد من القضايا المهمة المتعلقة بالإعلام ، وفي مقدمتها حرية الإعلام، والمحتوى الهابط، وتطوير القطاع الإعلامي، وتوفير بيئة إعلامية مسؤولة تخدم المجتمع.

وكانت رؤيته عن حرية الإعلام واضحة جلية، حيث أكد الوزير الدوسري على وجود حرية “إعلامية منضبطة” في المملكة، وأن سقف الحرية مناسب للظروف المحلية والإقليمية. وكان تحليله لماهية الوقت المناسب لمزيد من الحرية أن التوقيت يلعب دورًا مهمًا في تحديد نوعية الحريات المسموح بها.

هذا الحوار الجاد والأسئلة الصعبة التي نجح المحاور المحترف في توجيهها، أو ما يُطلق عليها توجيه السؤال الصعب وتوقيته، كانت مناورة رائعة، وكان الطرفان على قدر كبير من المسؤولية، بلغة راقية وهدوء وثقة، مع ترقّب من المشاهد لما سينطق به وزير الإعلام، خاصة في إجاباته ورسائله التي أراد أن يبثها للرأي العام.

وأكثر ما لفت نظري لغة الجسد المتوافقة تمامًا مع كل إجابة للوزير الدوسري، التي أظهرت ثقته في آرائه وكلماته المحسوبة بدقة، خاصة معجمه اللغوي الثري الذي استخدمه بحرفية عندما تحدث عن مسؤولية المجتمع ودوره في نبذ ومحاربة المحتوى الهابط. هذا يعكس ثقته الكبيرة في ثقافة الشعب السعودي وقدرته على التمييز بين الغث والسمين، وهو ما يعد أفضل وأسرع عقاب لأصحاب المحتوى الهابط. وفي الوقت ذاته، شدد على دور الدولة التي قامت بسن الأنظمة والقوانين التي تحفظ للذوق العام حقه، ومن ثم الدفاع عن المتلقي الواعي، خاصة شريحة الشباب، التي تعد المستهدف الأول من هذا المحتوى، مع المحاسبة الفورية لأصحاب المحتوى المتجاوز لقيم المجتمع السعودي.

وكان الحوار واضحًا ومبشرًا فيما يتعلق بتطوير القطاع الإعلامي وتوفير فرص العمل فيه، حيث يعد هذا القطاع أحد المستهدفات الرئيسية للوزارة. فمنذ عام ، شهد القطاع وصول عدد الوظائف فيه إلى أكثر من 60 ألف وظيفة، وتستهدف الوزارة رفع هذا العدد إلى 150 ألف وظيفة بحلول عام 2030.

ومن أهم ما تضمنه الحوار، تصريح الوزير بأن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء – يحفظه الله – لا يقبل المدح ولا يرضى بالمدح الزائف. لم يكن هذا التصريح مفاجئًا لي، فأنا على يقين أن سمو ولي العهد، برؤيته القيادية الرشيدة والواثقة، يضع التواضع منهجًا عامًا في حياته الشخصية والعملية، مما يعكس إيمانه العميق بأهمية العمل الجاد والإنجازات الحقيقية، ورفض المبالغة وتزييف الحقائق.

اليوم، تدرك القيادة الرشيدة تمامًا أن التنمية والتقدم لا يتحققان بالشعارات والمديح، بل بالعمل الجاد والتخطيط السليم والتنفيذ الفعّال. كما أن نبذ المدح الزائف يعزز من ثقافة الشفافية والمساءلة، ويشجع على النقد البنّاء وتقييم الأداء بموضوعية. فالقيادة الحكيمة تؤمن بأن النقد البنّاء هو أداة ضرورية لتصحيح الأخطاء وتحسين الأداء، وأن المساءلة هي ضمانة لتحقيق العدالة والنزاهة.

في تقديري، إن هذه الرؤية القيادية تلهم جميع العاملين في القطاع الإعلامي وغيره، وتدفعهم إلى تقديم أفضل ما لديهم، والتركيز على الإنجازات الحقيقية بدلاً من المبالغة والتزييف. فالإعلام الحقيقي هو الذي يسلط الضوء على الإنجازات بصدق وأمانة، وينتقد الأخطاء بموضوعية ومسؤولية، ويسعى إلى خدمة المجتمع والوطن.

وأرى أن هذه المكاشفة تعد دعوة للجميع إلى العمل بجد وإخلاص، وتقديم أفضل ما لديهم، والمساهمة في بناء مستقبل مشرق للوطن. وكما قال الوزير: “إن التوقيت يلعب دورًا مهمًا في تحديد نوعية الحريات المسموح بها، خاصة في ظل الأوضاع الإقليمية”، حيث تعد مساحة حرية الإعلام في الوقت الراهن هي المناسبة لتلك المرحلة.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق الإلكترونية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق الإلكترونية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.