تم النشر في: 07 أبريل 2025, 8:52 مساءً الطب الشعبي موجودٌ وحاضر بقوة في حياة الكثير من الأمم والشعوب، وهو نتيجة تجارب وخبرات طويلة، ربما تمتد لمئات السنين؛ إذ أثبتت تلك الوصفات فاعليتها طوال عقود من الزمن لعلاج الكثير من الأمراض والمشاكل الصحية التي يعانيها الناس. توجد مئات المصنفات التي ألَّفها الكثير من المتخصصين في الطب الشعبي، وتزخر بها مكتبتنا العربية، وجميعها تعتمد على الأعشاب وخلطها، وكيفية استخدامها بطريقة سليمة. وهذه الوصفات هي التي اعتمد عليها البشر -بعد توفيق الله- في التداوي والعلاج خلال القرون الماضية. بعد ظهور الطب الحديث تقلص الاعتماد على الطب الشعبي كثيرًا؛ ما أدى إلى ابتعاده عن الساحة الطبية بشكل كبير، وبخاصة خلال الستين والخمسين عامًا الماضية، ولكن قبل سنوات عدة بدأ الاهتمام يعود بذلك النوع من الطب، سواء من ناحية اهتمام الناس وطلبهم لذلك النوع من العلاج، أو من الناحية الأكاديمية؛ إذ توجد جامعات في الكثير من دول العالم تمنح درجة البكالوريوس والماجستير في ذلك النوع من الطب تحت مسمى (الطب البديل). اهتمام الناس لم ينقطع، بل يوجد مَن يتداولون تلك الوصفات كابرًا عن كابر، ويأخذونها من آبائهم وأمهاتهم أو جداتهم وأجدادهم، الذين توارثوها من آبائهم حتى وصلت إلينا، ولكن الذي لا شك فيه أن تلك الوصفات يوجد منها الجيد، وبخاصة فيما يتعلق بالأمراض (البسيطة)، أما المعقدة -وقانا الله وإياكم الشرور- فإنها بالتأكيد تحتاج لأشعة وأجهزة متطورة، لم يصل إليها الطب الشعبي. وصفاتنا الشعبية التي نتداولها مختلفة ومتنوعة، وبحكم أننا هجرنا الكثير منها فإنها اندثرت، ولم يتبقَّ منها إلا القليل.. ولذلك، وبحكم ارتباطها بثقافتنا وتاريخنا، فإننا نحتاج إلى توثيقها، وإعادة ما اندثر منها؛ لأنها تراث طبي نفتخر به؛ إذ يؤكد ما حققه أجدادنا من علم وتطور في المجال الطبي. بعض المتخصصين في هذا المجال حققوا انتشارًا شعبيًّا، يشير إلى أن الوصفات الشعبية ناجحة ومطلوبة.. ويبقى توثيق تلك الوصفات وحفظها من الاندثار.