في الأخبار أن أكثر من 80 فتاة أفغانية كن يتلقين التعليم الجامعي في عُمان بواسطة منح دراسية كانت تمولها الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في إطار برنامج يسمى منحة المرأة قد تم إنهاء بعثتهن بسبب إجراءات خفض التكاليف التي أجرتها إدارة ترامب لبرامج المساعدات الخارجية التابعة للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، وبالطبع هذا يعني إنهاء مستقبلهن؛ لأن «طالبان» تمنع تعليم البنات. وهذا الخبر يلفت الانتباه إلى أن هناك ما يمكن فعله لإبقاء شعلة أمل ونور العلم حية لدى نصف المجتمع الأفغاني بتبني دول إسلامية منح الأفغانيات منحاً دراسية، والسعودية الرائدة في تمكين المرأة ستكون مشاركتها في تقديم المنح الدراسية للأفغانيات أعمق أثراً بسبب مكانتها الدينية، فهذا سيضفي مشروعية إضافية على تعليم الأفغانيات ويشكل ضغطاً معنوياً على حكومة طالبان لتعيد النظر في قرار منع تعليم البنات، ومن سيتلقين التعليم خارج أفغانستان سيصبحن أيضاً قوة ضاغطة على حكومة طالبان لتحسين وضع النساء وتمكينهن من الحقوق الإنسانية الأساسية التي تم حرمانهن منها، وتعليمهن حرفياً ينقذ حياة النساء في أفغانستان؛ فحكومة طالبان تمنع علاج الأطباء الرجال للنساء، وفي نفس الوقت تمنع تعليم وتخريج طبيبات يعالجن النساء؛ أي أن النساء سيحرمن العلاج ويمتن بسبب ذلك كما ولو أنهن في العصور المظلمة، بينما الرجال يتوفر لهم العلاج الطبي الحديث، ولذا من المهم إعطاء الأفغانيات منحاً دراسية لدراسة الطب بشكل خاص، وطالما هناك فئة متعلمة في النساء فسيبقى هناك أمل بأن يكن نواة لحركة تعليم الفتيات، ويمكن أن تتبنى رابطة العالم الإسلامي برنامجاً لتقديم المنح الدراسة للأفغانيات، وقد عقد في العاصمة الباكستانية إسلام آباد مؤخراً مؤتمر بعنوان «تعليم الفتيات في المجتمعات المسلمة: التحديات والفرص» بمبادرة ورعاية من رابطة العالم الإسلامي، وتم الإعلان عن مبادرة «إعلان إسلام آباد لتعليم الفتيات» لتوفير الفرص التعليمية للفتيات المسلمات في أنحاء العالم، ويبقى أن تترجم تلك المبادرة لإجراءات عملية على أرض الواقع مثل تقديم المنح الدراسية للفتيات في المجتمعات التي تحرمهن من التعليم مثل أفغانستان، وهناك أهمية خاصة لتقديم رابطة العالم الإسلامي تلك المنح الدراسية للفتيات لأنها تجرد معارضي تعليم البنات من حجة أن تعليمهن تغريب ومخطط غربي له أهداف سلبية خبيثة خفية حسب نظريات المؤامرة التقليدية بسبب دعم المنظمات والدول الغربية لتعليم الفتيات، وستكون سمعة عالمية إيجابية للدول الإسلامية ولرابطة العالم الإسلامي إن تبنت تقديم المنح الدراسية للأفغانيات وغيرهن من الفتيات المسلمات المحرومات من التعليم، وهذا سيدفع السمعة السيئة عن الإسلام بأنه يعادي حقوق المرأة الإنسانية الأساسية بما أن دولاً إسلامية تبنت تقديم المنح الدراسية للمسلمات المحرومات من التعليم، ولا يوجد شيء شوه صورة الإسلام في العالم مثل جعله عدواً لتعليم وحقوق الإناث، وسيساعد بتسهيل إجراءات تقديم تلك المنح أن تكون من قبل دول يتوفر فيها تعليم منفصل للبنات عن الأولاد لتحييد أي حجج لدى حكومة طالبان في منع قبول تلك المنح الدراسية، مع العلم أن الطالبات الأفغانيات اللاتي كن يتعلمن في عمان بمنح دراسية أمريكية يخشين التعرض لإجراءات انتقامية من «طالبان» عند عودتهن إلى بلدهن؛ بسبب أن منحتهن الدراسية كانت ممولة من قبل أمريكا. وهذا يبين أهمية أن تبادر رابطة العالم الإسلامي بتقديم المنح الدراسية للأفغانيات، حيث لن تكون هناك حجة لحكومة طالبان ضد الفتيات اللاتي يحصلن على المنح الدراسية في الخارج بما أنها جاءت من طرف إسلامي، وكثافة حصول الأفغانيات على منح دراسية خارجية ستشكل ضغطاً معنوياً على حكومة طالبان لتسمح بتعليم الفتيات. أخبار ذات صلة