أقيمت مبادرة تنمية القدرات البشرية في مدينة الرياض خلال الفترة من 13 إلى 14 أبريل 2025، برعاية كريمة من الأمير محمد بن سلمان. تنظَّم المبادرة من قِبل برنامج تنمية القدرات البشرية، أحد برامج رؤية السعودية 2030. تأتي هذه المبادرة كمنصة وطنية تسلط الضوء على أهمية تنمية رأس المال البشري الوطني كإحدى الركائز الأساسية لتحقيق مستهدفات رؤية 2030. ومن هذا المنطلق، يبرز تطوير رأس المال البشري بمفهومه الشامل كعامل محوري وحيوي في تعزيز التنافسية الاقتصادية وتحقيق التنمية المستدامة.يُعدّ تطوير رأس المال البشري الوطني، بمفهومه الواسع الذي يشمل المهارات والمعارف والصحة والقدرات التي يمتلكها أفراد المجتمع، ركيزة أساسية لتحقيق التقدّم الاقتصادي والاجتماعي، فهذه المقومات تسهم بشكل مباشر في تعزيز الإنتاجية ودفع عجلة الابتكار. ويُعدّ الاستثمار في رأس المال البشري من خلال التعليم والتدريب والرعاية الصحية عاملاً رئيسياً في تمكين الدول من تحقيق النمو المستدام وتعزيز قدرتها التنافسية على المستويين الإقليمي والدولي. بالإضافة إلى ذلك، بات الاقتصاد العالمي يعتمد بشكل متزايد على المعرفة، حيث تتمتع الدول ذات رأس المال البشري القوي بقدرة أكبر على قيادة مسيرة الابتكار في مجالات العلوم والتكنولوجيا، مما يسهم في خلق دورة مستدامة من التقدم، والتنمية، والازدهار.مما لا شك فيه أن التعليم النوعي هو حجر الأساس في تنمية رأس المال البشري الوطني، حيث يساهم في إعداد قوى عاملة عالية التأهيل قادرة على دفع عجلة الابتكار، ورفع كفاءة الإنتاج، وتعزيز جذب الاستثمارات الأجنبية. وتبين التجارب الدولية أن الدول التي تولي جودة التعليم أولوية، تحقق مستويات أعلى من التوظيف والإنتاجية والدخل، ما ينعكس إيجاباً على الاستقرار الاقتصادي والنمو المستدام. إضافة إلى ذلك، يسهم التعليم في تنمية مهارات التفكير النقدي، وتعزيز روح الابتكار وريادة الأعمال، ويشجع على المبادرة والمشاركة المجتمعية الفاعلة، الأمر الذي ينعكس على تحسين جودة الحياة، وتحقيق التكافل والرفاه الاجتماعي، وتعزيز التضامن بين فئات المجتمع المختلفة.يُعد التدريب الجيد عنصراً أساسياً في مواءمة مهارات القوى العاملة مع متطلبات سوق العمل المتجددة، ومع تسارع وتيرة التقدم التكنولوجي وتطور الاقتصادات، تبرز الحاجة المتزايدة إلى قوى عاملة ماهرة وقابلة للتكيف، قادرة على تلبية احتياجات الصناعات الناشئة، مما يساهم في خفض معدلات البطالة وتعزيز فرص التوظيف.وفي هذا الإطار، تمتلك المملكة العربية السعودية تجربة رائدة وملهمة في مجال الاستثمار في الإنسان وتمكينه، حيث انطلقت هذه التجربة من رؤية المؤسس -طيب الله ثراه- الذي آمن بأن نهضة الوطن تُبنى بسواعد أبنائه، وأدرك مبكراً أهمية الاستثمار في الإنسان وبناء الكفاءات الوطنية. وتجسدت هذه الرؤية في تجربة أرامكو السعودية التي تعد مثالاً بارزاً على هذا التوجّه وأصبحت نموذجاً يُحتذى به، وألهمت العديد من الجهات الحكومية والشركات الكبرى مثل سابك، والصندوق الصناعي، ومؤسسة النقد، والبنوك، وصندوق الاستثمارات العامة لتبنّي برامج طموحة تهدف إلى تطوير وتمكين القدرات الوطنية، بما يسهم في تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة.ختاماً، تعكس مبادرة تنمية القدرات البشرية التزام المملكة ببناء مستقبل قائم على الاستثمار في الإنسان، كركيزة أساسية لتحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030، وتعزيز موقع السعودية في الاقتصاد المعرفي إقليمياً ودولياً. أخبار ذات صلة