في تطور سريع ورداً على استغاثة شركة «بلبن» بالدولة المصرية، أعلنت الهيئة القومية لسلامة الغذاء المصرية نتائج الحملة الرقابية الشاملة التي نفذتها خلال النصف الأول من شهر أبريل الجاري، التي استهدفت سلاسل غذائية شهيرة، من بينها شركة «بلبن» لمنتجات الألبان الغذائية بمحافظات الجمهورية، التي كانت محل شكاوى متعددة من المواطنين. وكشفت التحاليل وجود بكتيريا ممرضة في منتجات الشركة تُسبب التسمم الغذائي، إلى جانب استخدام ألوان محظورة دولياً وتخزين غير صحيح للمنتجات، ونتيجة لذلك تم إغلاق فروع بلبن مؤقتاً ومصادرة كميات كبيرة من المنتجات غير الصالحة للاستهلاك. وأكدت الهيئة، في بيان صحفي، اليوم (الجمعة)، أن الحملة جاءت في إطار سعيها لحماية صحة المستهلكين وضمان سلامة الأغذية المتداولة في الأسواق، من خلال تنفيذ حملات تفتيش مكثفة على المصانع ومحلات بيع وتداول المنتجات الغذائية. ووفقاً لبيان هيئة سلامة الغذاء المصرية، أسفرت الجولات الميدانية عن زيارة أكثر من 47 منشأة غذائية، وتم خلالها التأكد من مدى التزامها باشتراطات سلامة الغذاء، وشروط التخزين والنظافة العامة، كما تم رصد مخالفات خطيرة تتعلق بتخزين الغذاء بشكل غير آمن، واستخدام كميات من المنتجات غير الصالحة للاستهلاك الآدمي، ما استدعى اتخاذ إجراءات قانونية حاسمة. وأوضح البيان أنه تم سحب عينات من المواد الخام والمنتجات النهائية لتحليلها معملياً، إذ أظهرت النتائج وجود مستويات عالية من التلوث الميكروبي في بعض العينات، ما يشكل خطراً مباشراً على صحة المواطنين. كما تبين وجود مخالفات في درجات حرارة التخزين، ما يؤثر على سلامة وجودة المنتجات. واتخذت الهيئة إجراءات فورية تضمنت إغلاق عدد من المنشآت المخالفة بشكل مؤقت لحين تصحيح أوضاعها، ومصادرة الكميات غير الصالحة وإعدامها، إلى جانب توجيه إنذارات رسمية لأصحاب المنشآت المخالفة بضرورة الالتزام بالضوابط والمعايير الصحية المعتمدة. وأكدت الهيئة استمرار حملاتها الرقابية المكثفة خلال الفترة القادمة، لضبط الأسواق وحماية صحة المواطنين من أية ممارسات تضر بسلامة الغذاء. وجاء رد هيئة سلامة الغذاء المصرية بعد ساعات قليلة من استغاثة عاجلة وجهتها شركة «بلبن» إلى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ومجلس الوزراء المصري، مطالبة بتدخل سريع لدعم الشركة ومنع إفلاسها. أخبار ذات صلة وحذرت الشركة من أن الإغلاق قد يؤدي إلى تسريح أكثر من 25 ألف موظف، مهدداً استقرار آلاف الأسر المصرية. وأكدت إدارة «بلبن» في استغاثتها: «نحن لا نطلب إعفاءً من الرقابة أو المحاسبة، بل نلتمس الحماية والعدل، نحن مستعدون للخضوع الكامل لأي فحص أو تدقيق، ونطالب فقط بفرصة عادلة لتصحيح أي ملاحظات والعودة إلى العمل». وأضافت: «توقف «بلبن» في مصر يعني غياب علامة مصرية ناجحة عن المنطقة، وانقطاع رزق 50 ألف أسرة، وخسارة اقتصادية كبيرة. نثق في قيادة الرئيس السيسي والدولة المصرية للوقوف بجانب مشروع وطني في هذه اللحظة الحرجة». ووجهت «بلبن» نداءها إلى الرئيس السيسي، ورئيس مجلس الوزراء، وكافة الجهات المعنية، للتدخل العاجل لوضع حلول فورية تتيح للشركة استئناف عملياتها، مؤكدة أن استمرار الأزمة سيؤدي إلى خسائر كارثية على المستويين المحلي والإقليمي. وأعربت الشركة عن ثقتها الكاملة في حكمة القيادة المصرية لدعم كيان وطني يمثل قصة نجاح تستحق الاستمرار. تجدر الإشارة إلى إغلاق السلطات المصرية 110 فروع لـ«بلبن» في مصر، التي يعمل بها نحو 25 ألف موظف ولديها فروع في 9 دول عربية.