تم النشر في: 21 أبريل 2025, 11:53 صباحاً أكد الفوز الذي حققه فريق ماكلارين في سباق جائزة السعودية الكبرى للفورمولا 1 لعام 2025، الدور المؤثر الذي تقوم به جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست) وفريق ماكلارين لتعزيز الأبحاث والابتكار والتعليم من خلال شراكتهما الديناميكية لتطوير رياضة السيارات عالية الأداء، إلى جانب تقديم حلول عملية تخدم قطاع الصناعة والمجتمع، تماشيًا مع مستهدفات رؤية السعودية 2030 في مجالات الرياضة والعلوم والتقنية. وقبل فوزه الكبير في سباق جدة للفورمولا 1، الذي أُقيم في الفترة من 18 إلى 20 إبريل، زار أوسكار بياستري، سائق فريق ماكلارين، كاوست، في جولة بحثية شهدت استعراض المشروعات المشتركة بين المؤسستين في مجالات الديناميكا الهوائية، وزيوت التشحيم المتقدمة، وأجهزة الاستشعار الحيوية. وعبّر بياستري عن سعادته بهذه الشراكة قائلاً "إنه تعاون رائع ومفيد للطرفين. لدينا كفريق موارد متخصصة، والجامعة تستفيد من هذه الموارد في مجالات تتجاوز الفورمولا 1. إنها شراكة رائعة تقدم قيمة كبيرة لكل جانب". من جانب آخر، أشار البروفيسور ماتيو بارساني، أستاذ الرياضيات التطبيقية والعلوم الحاسوبية، إلى أن فريقه البحثي يعمل على تطوير خوارزميات أكثر كفاءة لتحسين ديناميكا الهواء في سيارات السباق، مضيفًا أن "هذه الأدوات تُستخدم الآن في مشروع آخر مع شركة سِير السعودية لإنتاج السيارات الكهربائية، مما يُسهم في دعم الصناعة الوطنية". وتعكس الشراكة مكانة كاوست كمركز عالمي للابتكار العلمي عالي التأثير، وترسّخ دورها كمحور للتعاون متعدد القطاعات مع مؤسسات رائدة مثل ماكلارين. ويقود هذا التعاون من كاوست البروفيسور بارساني، إلى جانب البروفيسور خالد سلامة في مجال الهندسة الكهربائية والحوسبة، والبروفيسور ماني ساراثي، والبروفيسور سانجاي راستوجي في مجال الهندسة الكيميائية. وأوضح ساراثي أن فريقه يعمل على تصميم تركيبات زيوت تشحيم محسّنة لتقليل الاحتكاك، ما يُسهم في تسريع السيارات وزيادة كفاءتها — سواء في السباقات أو التطبيقات التجارية، وقال "نعزز اقتصاد المملكة بما يتماشى مع رؤية السعودية 2030 عبر تحويل النفط الخام إلى منتجات ذات قيمة مضافة مثل الإضافات وزيوت التشحيم النهائية، مما يفتح مجالات جديدة للصناعة، وفرصًا للعمل، وتطوير التقنية والتصدير من المملكة". وأشار يوسف الأشقر، طالب دكتوراه في الهندسة الكيميائية في كاوست بدوره، إلى أن التعاون يركّز على تحسين أداء الاحتكاك وعمليات التزييت والتشحيم لسيارات السباق، موضحًا أن "المواد المطورة في هذا السياق واعدة للاستخدام في المركبات التجارية كذلك". وفي أسبوع السباق، يعمل فريق البروفيسور سلامة على مراقبة السائقين من خلال تقنيات تتبع النوم، واضطراب السفر، والعادات الغذائية، بهدف تحسين الأداء. ويطمح الفريق إلى تقليص حجم الأجهزة وخفض استهلاك الطاقة مع تطوير أدوات تحليل وخصخصة أكثر كفاءة. وأضاف "ستسمح لنا هذه الأدوات ببناء أنظمة يمكن الاستفادة منها في تطبيقات أخرى داخل المملكة، مثل الرعاية الصحية ومراقبة المرضى أثناء حياتهم اليومية". وأشار نيل جوشوا ليمباغا، طالب برنامج الماجستير والدكتوراه في كاوست، إلى أن أنظمة الأداء البشري المتكاملة التي طُوِرت مع ماكلارين تعتمد على مستشعرات ضوئية تتيح قياس الحالة الصحية والتعافي قبل وأثناء وبعد المنافسة. وقال ليمباغا، الذي قضى ستة أشهر في ماكلارين "من خلال هذه الشراكة، أصبح لدي فهم أعمق للتحديات الصناعية وأنظمة العمل اليومية في فريق فورمولا 1، ما أسهم في تشكيل توجه أبحاثي الحالية". تتضمن الشراكة جانبًا مهمًا يتعلق ببناء القدرات البشرية، مما يؤكد التزام كاوست وماكلارين بتنمية المواهب المستقبلية في مجالي العلوم والهندسة. وضمن هذا الإطار، يشارك طالب الدكتوراه لوكا غاليمبرتي، من فريق البروفيسور بارساني، في زيارة أكاديمية إلى مركز تقنيات ماكلارين في المملكة المتحدة. وقال غاليمبرتي "هذه التجربة ستؤثر بشكل كبير على مساري المهني في علوم الحوسبة. وأنا ممتن لكاوست وماكلارين لإتاحة هذه الفرصة القيمة، التي تُعد تحقيقًا لحلم شخصي وفرصة لاكتساب خبرة عملية في مجال الديناميكا الهوائية ضمن أحد أهم فرق سباق الفورمولا 1 في العالم". وأضاف أن التقنية والخبرة الهندسية لدى ماكلارين خصوصًا في مجالات مثل أنفاق الرياح، وتحليل البيانات الواقعية، والمحاكاة — ستعزز فهمه بشكل عميق لهذا التخصص الدقيق.