تم النشر في: 22 أبريل 2025, 3:10 مساءً تخطو العلاقات السعودية الهندية نحو مرحلة جديدة من التكامل والتنسيق، مع زيارة رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي إلى الرياض، في مشهد دبلوماسي يعكس متانة الروابط بين دولتين تجمعهما المصالح، وتوحد رؤاهما التحولات العالمية، ويقودهما طموح مشترك نحو بناء شراكة استراتيجية شاملة تتجاوز الأطر التقليدية. ومنذ عقود، حافظت المملكة العربية السعودية وجمهورية الهند على علاقات راسخة، تطورت مع الزمن لتصبح اليوم نموذجًا إقليميًا فريدًا في التفاهم والتكامل، فليست العلاقة وليدة المصالح الآنية أو تبادل المنافع المؤقتة، بل هي علاقة تاريخية عززتها روابط الطاقة والتجارة والشعب، ورسّختها الحكمة السياسية التي قادت مسارات البلدين نحو التقارب. وتُعدّ المملكة من أكبر مزوّدي الهند بالطاقة، بينما تحتل الهند مرتبة متقدمة ضمن شركاء المملكة التجاريين، كما يتواجد على أراضيها واحدة من أكبر الجاليات الهندية في الخارج، ما يمنح العلاقة بعدًا إنسانيًا وشعبيًا يزيدها رسوخًا ودفئًا. وتأتي هذه الزيارة استكمالًا لسلسلة من اللقاءات رفيعة المستوى، وترجمة عملية لمضامين “المجلس الاستراتيجي السعودي الهندي” الذي أُسس لتنسيق التعاون في ملفات الاقتصاد والطاقة والتقنية والأمن الغذائي والذكاء الاصطناعي، في ظل رغبة مشتركة في تجاوز النموذج الكلاسيكي للعلاقات إلى نموذج شراكة مستدامة تقوم على المصالح المتوازنة والرؤى المتقاطعة. وتُعدّ هذه الزيارة محطة تعكس حرص البلدين على استثمار الفرص، وتعزيز دورهما في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية، بما يخدم الاستقرار والتنمية. وفي ظل بيئة عالمية متغيرة، تؤكد الرياض ونيودلهي أن العلاقات التي تقوم على الاحترام والتعاون يمكنها أن تشكل أساسًا ثابتًا لشراكات ناجحة في الحاضر والمستقبل.