الارشيف / عرب وعالم / السعودية / صحيفة سبق الإلكترونية

مبادرة "بهجة".. مدن تُبنى للإنسان

تم النشر في: 

30 أبريل 2025, 5:41 مساءً

تحوّل مفهوم التصميم الحضري في السنوات الأخيرة من مجرد وسيلة تنظيمية إلى غاية تنموية تُعنى براحة الإنسان وشعوره بالانتماء. فقد باتت المدن الحديثة تبحث عن نماذج عمرانية أكثر إنسانية، تُبنَ لتراعي الإنسان وتضع احتياجاته اليومية في مقدمة الأولويات.

وهذا هو جوهر مبادرة "بهجة" التي أطلقتها وزارة البلديات والإسكان، كأحد أبرز مشاريعها لتحسين المشهد الحضري من منظور شامل، لذا نرى هذا التحويل الذي سوف يحدث تحولًا ملموس في بيئاتنا الحضرية، من خلال إنشاء الحدائق، وتأهيل الممرات، وتسهيل حركة المشاة، وتصميم أماكن آمنة ومرنة تعكس توجه الوزارة لجعل الإنسان في صميم التنمية.

وبرأيي، لا يمكن لأي مدينة أن ترتقي فعلاً دون أن تضع ساكنيها في قلب التخطيط، وهذا ما أدركته الوزارة حين عملت على هذه المبادرة ضمن جهودها لإعادة تشكيل النسيج العمراني، وتحويل الأحياء إلى أماكن تحتضن الحياة اليومية لا تقيّدها.

وحين نتحدث عن التصميم الحضري بوصفه منظومة متكاملة، فإن "بهجة" تقدم مثالًا واقعيًا عبر تطوير أكثر من 650 حديقة عامة، وتنفيذ أكثر من 660 تدخلاً حضريًا، كما بلغت نسبة وصول السكان إلى الأماكن العامة ضمن نطاق 800م نحو 66.6%، وبلغت اجمالي إضافة الأرصفة والممرات مشاة أكثر من 650 كيلومتر، كل هذه الأرقام تعكس أثرًا مباشرًا على الصحة العامة، وعلى قدرة الإنسان على التفاعل المجتمعي في بيئة مريحة ومحفزة.

من خلال تأملي في هذه المبادرة، أستشعر أن المدينة بدأت تتحول إلى امتداد طبيعي لحياة الإنسان، تُصمم لتفاصيله وتستجيب لاحتياجاته، لا تفرض عليه أنماط عيش جامدة. هذا ما يُميز "بهجة" كتحول حضري يحمل بعدًا إنسانيًا عميقًا في فلسفة الوزارة.

فالناس لا يبحثون عن الكمال الهندسي، بل عن مدن تُشعرهم بالاطمئنان والانتماء والسهولة في ممارسة حياتهم اليومية. وحين تُبنى المدن بهذه الروح، تصبح "بهجة" أكثر من مشروع عمراني، بل رؤية تُترجم مستهدفات رؤية 2030، وتحتاج إلى وعي مجتمعي يعزز أثرها ويضمن استدامتها.

أعتقد أن الإنسان لا يبحث عن الكمال الهندسي، بقدر ما يبحث عن الشعور بالانتماء، والاطمئنان، والقدرة على ممارسة حياته اليومية بسلاسة، وهذا ما يمكن أن يتحقق عندما تُبنى المدن لأجل ساكنيها، وليس بمعزل عنهم.

لذا نستطيع القول: أن "بهجة" تمثل خطة متكاملة تعكس التزام الوزارة بتحسين أسلوب الحياة وتحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030، ومن المهم أن تحظى هذه الجهود بدعم مجتمعي يواكب طموحاتها ويعزز استدامتها.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق الإلكترونية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق الإلكترونية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا