تم النشر في: 01 مايو 2025, 11:41 صباحاً اتسع نطاق الحرائق المندلعة على تخوم مدينة القدس المحتلة، مهدداً بالزحف نحو قلب المدينة، مما اضطر رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إعلان حالة الطوارئ، وتغطي سحب الدخان الكثيف الأفق فوق الطرق السريعة القريبة، بينما يسابق المئات من رجال الإطفاء الزمن في محاولة يائسة للسيطرة على النيران المستعرة التي أسفرت عن إصابات ودعت جيش الاحتلال لنشر قواته للمساعدة في جهود الإخماد والإخلاء، في مشهد يعكس حجم الخطر الداهم الذي يتهدد المنطقة. لهيب متسارع وتسببت هذه الحرائق، التي تعد الأشد منذ سنوات، في تعريض مئات المدنيين للخطر المباشر، وفقًا لما أوردته وكالة الإنقاذ الإسرائيلية التي قدمت العلاج لنحو 23 شخصاً، نقل 13 منهم إلى المستشفى، معظمهم يعانون من مشاكل تنفسية ناجمة عن استنشاق الدخان، بالإضافة إلى بعض حالات الحروق، وتثير تفاصيل المصابين القلق بشكل خاص، حيث شملت امرأتين حاملاً ورضيعين لم يتجاوز عمرهما العام، وفقاً لصحيفة "الجارديان" البريطانية. وفي خضم تصاعد الأزمة، ظهر نتنياهو متحدثاً من بالقرب من مدينة موديعين، حيث كانت النيران تلتهم سفوح التلال المجاورة، ولم يخفِ نتنياهو خشيته من أن الرياح الغربية القوية قد تدفع النار بسهولة نحو ضواحي القدس، بل وحتى إلى داخل المدينة نفسهاـ وشدد على الحاجة الملحة لحشد أكبر عدد ممكن من عربات الإطفاء وإنشاء حواجز نيران فعالة تتجاوز الخطوط الحالية للحريق بكثير، وأكد نتنياهو أن إسرائيل تواجه الآن "حالة طوارئ، وليست مجرد مشكلة محلية". إجلاء وإخلاء ولضمان سلامة السكان، أغلقت الشرطة الطريق السريع الرئيسي الذي يربط بين القدس وتل أبيب، وباشرت بعمليات إجلاء شاملة للمقيمين على طول المسار، خاصة في المناطق التي تجدد فيها اندلاع النيران بعد أن كانت قد اجتاحتها قبل أسبوع، تم إخلاء مجتمعات بأكملها تضم آلاف الأشخاص، في خطوة احترازية لمواجهة تقدم ألسنة اللهب، وعلى الرغم من وصول أعداد كبيرة من رجال الشرطة والإطفاء إلى المواقع المشتعلة، بدا أن النيران كانت أسرع وأقوى، حيث سيطرت بشكل كامل على مساحات شاسعة، تاركة وراءها دماراً واسعاً ومشاهد صادمة من الطرق السريعة. وفي مواجهة هذه الأزمة غير المسبوقة، أعلنت وزارة خارجية الاحتلال عن تواصلها مع عدة دول مجاورة لطلب المساعدة العاجلة في إخماد الحرائق، وشملت قائمة الدول التي تم الاتصال بها كلاً من اليونان، قبرص، كرواتيا، إيطاليا، وبلغاريا، في مسعى لحشد الدعم اللوجستي والتقني اللازم.