على أرض احتضنت المجد الآسيوي، وتزينت بالأسماء اللامعة، يقف اليوم اثنان من أعظم مَن لمس الكرة، كريستيانو رونالدو وكريم بنزيما.

ما كان يُصنف يومًا على أنه "قمة سعودية" بات اليوم موقعة عالمية بنكهة محلية.

المجد الأوروبي يعاد ترجمته بلغة الجماهير السعودية، وسط مدرجات تهتف، وتنتظر من يحسم المشهد.

ويلعب الأربعاء المقبل النصر ثالث جدول الترتيب بدوري روشن السعودي للمحترفين برصيد 60 نقطة مع الاتحاد متصدر اللائحة بـ68 نقطة على ملعب الأول بارك بمدينة الرياض، لحساب منافسات الجولة الـ30 من المسابقة.

ووفقًا لموقع دوري روشن، هذه المواجهة بين زميلَيْن سابقَيْن، تحولت من شراكة في سانتياغو بيرنابيو إلى تنافُس بين نجمَيْن في الأول بارك، أحدهما يرسم الهجمة كأنها لوحة فنية، والآخر ينقض على اللحظة كمن يدرك أن الزمن لا ينتظر.

وتلاقى كريستيانو رونالدو وكريم بنزيما في 7 مناسبات في البطولات كافة، وتفوق بنزيما في الصراع المباشر بتحقيقه 3 انتصارات مقابل انتصارين لرونالدو.

وعلى صعيد الأهداف سجل رونالدو 6 أهداف، بينما تميز بنزيما بإسهامه في 7 أهداف، منها 5 أهداف سجلها بنفسه، و2 قدمها كتمريرات حاسمة.

لكن الصراع لا يقتصر على الأرقام الشخصية، بل يمتد إلى ما يقدمه كل منهما لفريقه في دوري روشن السعودي.

فبنزيما يمثل محور المنظومة الهجومية للاتحاد؛ إذ صُنعت له 22 فرصة عبر تمريرات موسى ديابي وحسام عوار، وهي الحصيلة الأعلى بين أي ثنائي في الدوري.

أما التفاهم بينه وبين عوار وحده فقد نتج منه 35 فرصة، وهو رقم لا يتفوق عليه إلا كينونيس وأوباميانغ لاعبا القادسية.

وفي المقابل، رونالدو لا يراهن على كثرة الفرص، بل على استغلال اللحظة؛ إذ يسجل الهدف من أنصاف الفرص، ويحوله إلى قرار حاسم.

ومع اقتراب القمة تكشف الأرقام كثيرًا من ملامحها.. فالنصر سجل 55 هدفًا في شباك الاتحاد في تاريخ الدوري السعودي للمحترفين، وهي ثالث أعلى حصيلة له بعد الفتح (62)، والرائد (82).

ومن اللافت أن آخر 48 هدفًا بين الفريقين جاءت جميعها من داخل منطقة الجزاء، في ظاهرة نادرة الحدوث.

وتاريخ المواجهات يميل قليلاً للنصر بـ 13 انتصارًا مقابل 11 للاتحاد و9 تعادلات، لكن المفارقة أن الاتحاد أكثر فاعلية على أرض النصر؛ إذ حقق 6 انتصارات مقابل 4 لأصحاب الأرض، مع 5 تعادلات؛ ما يجعله ثاني أكثر فريق يهزم النصر في ملعبه بعد الهلال 9 مرات.

وعند النظر إلى تفاصيل المباراة من زاوية التقدم في النتيجة يتضح الفارق بين الفريقين؛ فالاتحاد لم يخسر في أي مباراة هذا الموسم، وسجل فيها أولاً (16 فوزًا وتعادلين)، بينما فَقَد النصر 14 نقطة بعد التقدم، وهي أعلى حصيلة له في موسم واحد.

ويدخل نادي الاتحاد المواجهة القادمة وهو يحمل بين يديه مفاتيح التأثير المباشر على هوية بطل الدوري؛ إذ يمتلك الفريق قوة هجومية لافتة بوجود لاعب تجاوز حاجز 10 أهداف هذا الموسم، هو كريم بنزيما؛ ما يمنحه تنوعًا كبيرًا في صناعة وتسجيل الأهداف.

وفي حال فاز الاتحاد فإن القادسية سيُستبعد رسميًّا من سباق اللقب، بينما إذا فاز وحقق نقطتين، في سيناريو قد يشير إلى تعادل يتبعه حسم، فإن الأهلي والنصر سيودعان المنافسة أيضًا؛ ما يجعل الاتحاد أحد أهم اللاعبين في تقرير مصير البطولة مستثمرًا موقعه في صدارة الترتيب.

وعلى الجانب الفني والجماهيري، تزداد سخونة المواجهة مع عودة الذكريات؛ إذ يواجه كريستيانو رونالدو كريم بنزيما، وهما الثنائي الذي صنع المجد في ريال مدريد، وكان بنزيما خلال تلك السنوات هو أكثر من صنع أهدافًا لرونالدو بمجموع 47 تمريرة حاسمة، واليوم يلتقيان وجهًا لوجه كخصمين يقودان فريقَيْهما نحو المجد في قمة عنوانها المهارة والتاريخ والندية، بينما الاتحاد يسعى لتأكيد حضوره كلاعب حاسم في سباق اللقب، وربما أكثر من مجرد منافس.

وهكذا نصل إلى ليلة تتقاطع فيها كل العناصر: التاريخ، الأرقام، النجوم والمدرجات العاشقة.. قمة تُكتب بحبر الذهب، ويصنع لحظاتها من لا ينتظر الفرصة، بل ينتزعها.