تم النشر في: 12 مايو 2025, 12:44 مساءً كشفت دراسة جديدة أجراها فريق من الباحثين في مجال الذكاء الاصطناعي والطب، في بريطانيا والولايات المتحدة، أن روبوتات دردشة الذكاء الاصطناعي لا تقدم أفضل النصائح الطبية للمستخدمين ممن يستفسرون عن حالتهم الصحية، خاصة فيما يتعلق بتحديد المرض أو طرق العلاج، ونصح الباحثون بالبحث عن مصدر معلومات أكثر موثوقية من الروبوتات. وبحسب تقرير نشر على موقع "ميديكال إكسبريس"، قام فريق من الباحثين في مجال الذكاء الاصطناعي والطب، التابعين لعدة مؤسسات في بريطانيا والولايات المتحدة، باختبار دقة المعلومات والنصائح الطبية التي تقدمها منصات الذكاء الاصطناعي للمستخدمين. ففي ورقتهم البحثية تصف المجموعة كيف طلبوا من ١٢٩٨ متطوعًا الاستفسار من روبوتات الدردشة للحصول على نصائح طبية. ثم قارنوا النتائج بنصائح من مصادر أخرى عبر الإنترنت، أو عبر المعرفة والتجارب السابقة للمستخدم. لماذا يلجأ بعض المرضى لروبوتات الدردشة؟ ويقول التقرير، قد تكون زيارة الطبيب لعلاج مرضٍ ما مستهلكةً للوقت، ومحرجةً، ومجهدةً، ومكلفةً في بعض الأحيان. ولذلك، بدأ الناس في العديد من الأماكن بالاستعانة ببرامج الدردشة الآلية، مثل "تشات جي بي تي – ChatGPT"، للحصول على المشورة. وفي هذا الجهد الجديد، أراد الباحثون معرفة مدى جودة هذه النصائح. الطبيب والمريض وجهًا لوجه أظهرت أبحاث سابقة أن تطبيقات الذكاء الاصطناعي يُمكنها تحقيق درجاتٍ شبه مثالية في امتحانات الترخيص الطبي، كما تُحقق أداءً ممتازًا في معايير طبية أخرى. ولكن حتى الآن، لم تتطرق سوي القليل من الجهود البحثية لمعرفة مدى نجاح منصات محادثة الذكاء الاصطناعي في تقديم معلومات ونصائح طبية صحيحة للمستخدمين. كما أظهرت أبحاثٌ سابقة أن الأطباء يبذلون جهداً وخبرةً عظيمين لجعل مرضاهم يتَعَوَّدَن على طرح أسئلة أفضل، من أجل الحصول على إجاباتٍ أفضل لاستفساراتهم. اختبار نصائح منصات الذكاء الاصطناعي لاختبار دقة النصائح الطبية التي تقدّمها روبوتات الذكاء الاصطناعي للمستخدمين، قارن الفريق نصائح الروبوتات بمصادر أخرى. وبحسب الدراسة التي نشرت نتائجها على موقع "أركايف - arXiv" التابع لجامعة كورنيل البحثية الخاصة في نيويورك، بالولايات المتحدة، طلب الباحثون من 1298 متطوعًا، تم اختيارهم عشوائيًا، استخدام روبوت محادثة يعمل بالذكاء الاصطناعي (مثل Command R+، أو Llama 3، أو GPT-4o)، أو استخدام أي موارد يستخدمونها عادةً في المنزل - مثل عمليات البحث على الإنترنت أو معرفتهم وخبراتهم الشخصية - عند مواجهة حالة طبية. ثم قارن الباحثون دقة النصائح التي تلقوها من روبوتات المحادثة بتلك التي وجدتها المجموعة الضابطة وتم تسجيل جميع المحادثات بين المتطوعين وروبوتات المحادثة وأُرسلت إلى فريق البحث للتقييم. مشكلة طريقة السؤال وجد الباحثون أن المتطوعين أغفلوا غالبًا معلومات ذات صلة أثناء استفساراتهم، مما صعّب على روبوت المحادثة فهم المرض بشكل كامل. ويشير الفريق إلى أن النتيجة كانت كثرة انقطاعات التواصل بين الطرفين. لا نصائح أفضل عن أسباب المرض والعلاج عند مقارنة الأسباب المحتملة لمرض ما وخيارات العلاج التي اقترحتها روبوتات المحادثة مع مصادر أخرى - مثل مواقع طبية أخرى على الإنترنت - وحتى حدس المتطوع نفسه، وجد الباحثون أن النصائح التي قدمتها روبوتات المحادثة متشابهة في بعض الحالات وأسوأ في حالات أخرى. نادرًا ما وجدوا أي دليل على أن روبوت المحادثة تُقدم نصائح أفضل. استخدموا مصدر معلومات أكثر موثوقية من الروبوتات كما وجدوا العديد من الأمثلة التي قلّل فيها استخدام روبوت المحادثة من قدرة المتطوعين على تحديد مرضهم بدقة، وقلّل من تقدير خطورته. ويخلصون إلى اقتراح استخدام مصدر معلومات أكثر موثوقية عند طلب المشورة الطبية.