20 مايو 2025, 7:44 مساءً
بقلوب نابضة بالفخر، عاد أبطال "آيسف 2025" إلى أرض الوطن، يحملون بين أيديهم جوائز عالمية، وبين ضلوعهم قصصًا لا تُنسى من التحدي والإصرار والانتصار.
وكان المشهد في مطار الملك خالد بالرياض مزيجًا فريدًا من المشاعر؛ إذ امتزجت صيحات الفرح بعناق الأهل ودموع الأمهات، في لحظة لن تمحوها ذاكرة المستقبل.
ففي كل زاوية من المطار حكاية تُروى، وبطل صغير يعود بحُلم تحقق، وعَلَم وطن خفق في محفل عالمي ضخم، نافس فيه أكثر من 1700 شاب وشابة من 70 دولة حول العالم.
ووقفت السعودية شامخة بعد أن انتزع أبناؤها المركز الثاني عالميًّا بعد الولايات المتحدة الأمريكية، الدولة المستضيفة، وحققوا 23 جائزة دولية في أكبر تظاهرة علمية عالمية لطلاب المدارس (معرض آيسف)، الذي أقيم هذا العام في لوس أنجلوس.
وعند بوابة الوصول تسارعت الخطى لتحتضن كل أم حلمها المتجسد في ابن أو ابنة، وكل أب رأى في وجه طفله تاجًا من نور، وكل مسؤول ومُربٍّ ومسؤول تعليمي استشعر أن الاستثمار في العقول هو الاستثمار الأصدق.
فاطمة مطبقاني لم تُخفِ دموعها وهي تتحدث عن الجائزة الكبرى التي حصلت عليها في مجال الهندسة البيئية، وقالت إن الفضل بعد الله يعود لأسرتها، مؤكدة أن دعم أمها وأبيها كان وقود الطريق؛ فقد سهرا معها، ووقفا في كل خطوة، وحملاها بأحلامهما، ورافقاها في ليالي العمل والبحث الطويلة.
وقالت لمياء النفعي من تعليم الطائف، بصوت مليء بالامتنان لأسرتها: أقول لهم شكرًا على كل لحظة، على كل تعب، على كل ريال دفعوه. أنا اليوم هنا بفضلهم، ومن الطائف إلى جامعة الملك فهد للبترول والمعادن كانت رحلتي، رحلة إيمان وتحدٍّ.
أما عبدالرحمن الغنام من تعليم الشرقية فوقف شامخًا، وقال: إن شعور الفخر لا يوصف، وإن لحظة رفع اسم السعودية في منصة التتويج كان لحظة تاريخية، كنا نستحقها، وكان العمل يستحق هذا التتويج.
ريم طيري من تعليم الرياض شاركته الشعور نفسه، وقالت: نحن المركز الثاني على مستوى العالم. كنا نتمنى أن نرفع رأس الوطن، ولقد أثبتنا أن أبناء السعودية لا يقلون كفاءة عن أي شاب في أي مكان في هذا العالم.
وفي الزاوية الأخرى كانت سارة العباد من تعليم الأحساء، التي تحمل سجلاً حافلاً بالمشاركات الدولية، وأكدت أن "آيسف" كان محطة مختلفة، وأنه تجربة استثنائية. وقالت إنها شاركت في كوريا وماليزيا وسنغافورة وبريطانيا، لكنها شعرت هذه المرة بأن السعودية كلها تقف معها. وقالت إن هناك فرصًا وبرامج كثيرة ضمن مؤسسة "موهبة"، يجب على كل طالب وطالبة اغتنامها. وإن على كل شاب أن يبدأ رحلته البحثية، ويستثمر في وقته، ويؤمن بأن أفكاره تستحق أن تُقدم للعالم.
ومن تعليم الجوف تحدثت إيمان ثامر المزيد، وقالت: ما راح ننسى هذه التجربة، حلم وتحقق، وكان شرفًا كبيرًا لنا أن نُمثل وطننا، ونحقق له هذا الحضور المشرف.
وعبرت الطالبة فاطمة فيصل طبقاني عن مفاجأتها بلحظة الاستقبال، وقالت: "ما كنت أتوقع أشوف أمي. سألت بابا وأنا طالعة: ماما جاية؟ قال ما أدري.. لكن لحظة ما شفتها كانت أغلى من كل الجوائز".
جيوان شعبي من تعليم جازان أكدت أن المنافسة لم تكن سهلة، وكل دولة أرسلت نخبتها، والنخبة فقط هم من ينافسون في آيسف، لكنها قالت إن التعب كله اختفى لحظة الوصول، وإن الحماس والاستقبال والدعم جعلتها تنسى كل الإرهاق. وأكدت أن كل فرد في الوفد كان يستحق؛ لأن ما قدموه للعالم لا يقدر بثمن.
"سما بخمسين" من تعليم الشرقية عبّرت عن فخرها بحصولها على جائزة خاصة من مؤسسة قطر، وقالت إن هذا التقدير يعكس صورة السعودية الحقيقية، صورة الشباب الطموح، والمثقف، والمبتكر، الذي يستطيع أن يحلق عاليًا في أي محفل دولي. وإن ما تحقق لم يكن إلا البداية.
وفي لحظة امتنان نادرة تحدثت والدة الطالبة زينب المطوع، وقالت لـ"سبق": "ما في كلمة تصف شعور الأم.. نحن عشناه منذ سنة، لحظة بلحظة، حلمًا وحقيقة، مشوارًا كاملاً، بدأ من الفكرة حتى الوقوف على منصات التتويج".
وأضافت: "دعمتها بكل ما أستطيع، لكن السعودية دعمتها أكثر. المدرسة وقفت معها، والمجتمع احتواها، وهكذا تصنع العظمة".
هكذا عاد أبناء وبنات الوطن من آيسف، وهم يحملون في حقائبهم جوائز، لكن في قلوبهم رسائل، قالوها بصوت واحد: استثمروا في أفكاركم، استثمروا في وقتكم، وابدؤوا الآن، مَثِّلوا وطنكم خير تمثيل، وارفعوا رؤوسكم في المحافل الدولية؛ فأنتم قادرون على أن تصنعوا الفَرق، وأن تكتبوا أسماءكم بين المبدعين على مستوى العالم.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق الإلكترونية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق الإلكترونية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.