المملكة العربية السعودية هي اليوم المحرك الرئيسي والموجه الأساسي لقضايا الشرق الأوسط، ذلك الدور الذي تعزز وتكرّس عبر سلسلة طويلة من التفاهمات الدولية والإقليمية، لترسم المملكة بذلك مكانتها قوةً حقيقيةً ذات نفوذ واضح وحضور مؤثر في كافة الملفات الملتهبة التي تعصف بالمنطقة. إن الأهمية الإستراتيجية لهذا الدور لا تأتي مصادفةً، بل تستند إلى عوامل عدة، أبرزها الموقع الديني والروحي والثقافي الذي تحظى به المملكة في العالمين العربي والإسلامي، فهي قبلة المسلمين وقلب الحضارة العربية والإسلامية النابض، وهذه نعمة من الله وفضل عظيم لا ينكره إلا جاهل أو حاقد. ومن بين هذه الأسباب أيضاً، السياسة الحكيمة التي تنتهجها القيادة السعودية ممثلةً بصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، وهي سياسة تتّسم بالاتزان والرصانة، تنأى بنفسها عن التشنج وردود الأفعال المتسرعة، وتقيس الأمور دوماً بميزان من ذهب، مما يجعلها قادرة على اتخاذ القرارات التي تضمن مصالح المملكة والمنطقة بأكملها. وإلى جانب هذا، يبرز المشروع التنموي الكبير والطموح الذي تقوده المملكة، مشروعٌ يضع شباب السعودية في مقدمته، ويجمع طاقات الأمة وإمكاناتها البشرية والمادية في بوتقة واحدة من أجل نهضة اقتصادية وعلمية وتقنية شاملة، وهو المشروع الذي لا تقتصر آثاره الإيجابية على السعودية فحسب، بل تمتد لتطال المنطقة برمتها والعالم أجمع. وإذا كان التاريخ يذكر اللقاء التاريخي بين المغفور له الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود والرئيس الأمريكي روزفلت على متن السفينة الحربية «يو إس إس كوينسي» بوصفه حدثاً رسم ملامح وتوازنات المنطقة على امتداد العقود التي تلته، فإن اللقاء الأخير بين ولي العهد الأمير محمد بن سلمان والرئيس الأمريكي ترمب كرّس مكانة المملكة بصفتها قطب الرحى في الشرق الأوسط، وأسّس لمنظومة من الأحلام والتطلعات المشتركة نحو بناء مستقبل اقتصادي مزدهر، ونهضة علمية وتقنية غير مسبوقة. وعلى الرغم من هذه النجاحات، تظهر أصواتٌ تعيد إنتاج منطق قديم تجاوزه الزمن، فتعتبر أن نهضة السعودية وحضورها القوي يشكّل خصماً من قوتها وتأثيرها، وهذه رؤية قاصرة لا ترى أبعد من أنوف أصحابها؛ لأن نهضة المملكة تمثل عمليّاً نهضةً للعالم العربي بأسره. وقد قدم التاريخ دليلين واضحين على ذلك؛ الأول موقف المغفور له الملك فيصل خلال حرب أكتوبر حين قطع النفط عن الدول الداعمة لإسرائيل، والثاني هو الموقف الحاسم الأخير للأمير محمد بن سلمان تجاه القضية السورية وجهوده الكبيرة لرفع العقوبات عن سوريا، إضافةً لتحرك المملكة القوي والمؤثر نحو دعم القضية الفلسطينية وتعزيز فرص تحقيق حل الدولتين عبر مؤتمر نيويورك المرتقب. إن قوة المملكة هي قوتكم وحضورها هو حضوركم، ومعها ستسير المنطقة نحو الازدهار والسؤدد بلا ريب. إن المستقبل يحمل المزيد من الإنجازات والتطورات النوعية التي ستثبت للعالم كله عمق الرؤية السعودية وجديتها في إحداث التغيير الإيجابي الذي ينعكس خيراً على الشعوب كافة.
أخبار ذات صلة
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عكاظ ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عكاظ ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.