عرب وعالم / السعودية / عكاظ

سبب حروب الفقراء.. وسلام الأغنياء

أخبار ذات صلة

 

ما هو المشترك بين الهند وباكستان البلدين اللذين شغلا العالم بمواجهاتهما الحربية لكونهما قوتين نوويتين، ولكونه لا مسوغ موضوعياً لهذه المواجهات أو الحرب، لأن الهند التي بدأت بقصف باكستان لم تقبض على الجناة المتورطين في قتل مجموعة سياح في كشمير، وبالتالي لم يثبت تورط باكستان بأي شكل في تلك العملية التي قالت الهند إن قصفها لباكستان هو بسببها؟ المشترك بين البلدين أنهما من أفقر وأتعس بلدان العالم، وهذه تبدو صفة غالب الدول المتورطة في حروب أهلية أو بينية؛ أنها بلدان فقيرة ومعدمة، وبعض بلدان أفريقيا التي خاضت حروباً ضد بعضها كانت تعاني من مجاعة، وتكلفة الذخائر المستعملة في الحرب كانت ستطعم وتحيي من يموتون جوعاً، وحالياً حسب الأمم المتحدة السودان يعاني من أسوأ مجاعة، وهو غارق في الحرب الأهلية التي تسببت بتلك المجاعة، وبالطبع دائماً السلطات السياسية والعسكرية لا تبالي بحال شعوبها وكل همها أن تنتصر بالحرب.. غريزة الكبرياء/‏ الكبر/‏ غرور الأنا/‏ غرور النفس/‏ الإيجو، بينما الصفة السائدة للبلدان الثرية والصناعية أنها تعيش في سلام ولا تتورط في حروب، وحتى في أوروبا؛ البلدان التي تورطت مؤخراً بمواجهات حربية هي بلدان أوروبا الفقيرة، فماذا يعني هذا؟ لماذا الفقراء يتورطون بالحروب بكثافة، بينما الأغنياء ينعمون بالسلام؟ ما يعنيه هذا أن السبب الذي أدى لجعل تلك البلدان فقيرة، هو ذاته الذي يجعلها تتورط في الحروب، وهذا السبب هو؛ الافتقار لنضج الرشد السياسي، وبعض تلك البلدان الفقيرة لديها نفط وثروات معدنية، فما الذي يمنح قيادات البلدان الصناعية نموذج الرشد السياسي، وتفتقر إليه البلدان الفقيرة؟ الجواب هو الثقافة العامة السائدة وكل ما يدعمها من مؤسسات وأنظمة وقوانين فعالة، والثقافة العامة السائدة هي مسؤولية الشعوب، فالشعوب هي التي تصنعها وتنتج القيادات التي تمثل تلك الثقافة، ولذا في البلدان التي تم خلع زعاماتها بحروب أو ثورات أو انقلابات لم يتغير شيء في نموذج القيادة، والسبب أنه لم يتم تغيير الثقافة العامة السائدة، ولذا أعادت إنتاج ذات النموذج، وغالباً يكون أسوأ من الذي تم خلعه، لأنه لديه نزعة انتقامية ضد من لم يدعموه، ومن يصنع الثقافة العامة السائدة في الشعوب هم القيادات الفكرية والعلمية والإعلامية والصحافية والتكنوقراط/‏ المتخصصون/‏ الخبراء، وكل من بيده سلطة مادية أو معنوية من أي نوع، والشعب بتجاوبه مع النموذج الراشد يضمن انتشار وسيادة نموذج الرشد السياسي ومن يمثله، لكن للأسف أن الشعوب يتم التلاعب بها بسهولة التلاعب بوعي طفل عبر خطاب الديماغوجية وهي: الخطاب المهيج للعصبيات، والذي يلعب على وتر آمال الجمهور وإحباطاته ومخاوفه، وإطراء وتضخيم كبرياء الأنا الجماعية/‏ الشوفينية/‏ العنصرية، تحت شعار تحقيق اليوتوبيا الموعودة والعظمة المفقودة الماضية، وأصحاب الخطاب الديماغوجي هم أسوأ نوعية من الزعماء، ويتسببون بالكوارث لأوطانهم تحت شعار جعلها يوتوبيا عظيمة، وغالباً يكون هذا بتضخيم جانب العسكرة والجانب الأمني على حساب مصلحة الشعب الحقيقية والخدمات، ويلقى الخطاب الديماغوجي قبولاً عندما يعاني الشعب من الإحباط واليأس من عدم فاعلية من يمثلون خطاب الاعتدال في حل مشاكل البلد المزمنة، فيصبح الشعب كالغريق المستعد للتمسك بأي قشة تقدم له وعوداً مغرية وغير واقعية بجعل كل شيء عظيماً، بمجرد وصول الزعيم الديماغوجي للسلطة، بينما تنفر الشعوب من الخطاب الديماغوجي عندما تكون في حال رفاه عام، لأنه يبدو كتهديد لذلك الحال الإيجابي، وفي الفترة الأخيرة وصلت إلى السلطة زعامات ديماغوجية في أنحاء العالم بسبب إحباط الشعوب من القيادات التي تمثل الاعتدال، والديماغوجي انتهازي ينتهز فرصة إحباط الشعب ليغريه بدعم ما فيه ضرره.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عكاظ ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عكاظ ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا