وسط هذا المشهد، تبرز فجوة حقيقية بين الرسالة وبين الوصول، بين ما يُقال وبين ما يُفهم ويُستدعى، وهنا يُطرح السؤال الحاسم: هل نُحسن مخاطبة عقول الجمهور بلغة عصرهم؟!
الواقع يقول إن كثيرًا من الجهات الرسمية ما زالت تعتمد النصوص المطوّلة كأداة أولى للاتصال، متجاهلة أن قواعد الفهم والاهتمام تغيّرت جذريًا.
الصورة المصممة، لا النص، باتت المفتاح الأول للدخول إلى وعي المستخدم الرقمي.
وهي تحاكي «المانشيت» في الصحافة التقليدية، فالصورة، حين تُصمم باحتراف، تُغني عن مئات الكلمات، وتصل أسرع، وتُفهم أوضح، وتُشارك أوسع.
كلاهما (التصميم والمانشيت) يُشكلان ضربة البداية في سباق الرسالة.
كلاهما يُراهن على الانطباع الأول، ويخاطب العين قبل أن يستأذن العقل. المانشيت، في جوهره، جملة مُكثفة تُختصر فيها الفكرة وتُشحذ فيها الإثارة.
أخبار ذات صلة
المانشيت يُقرأ، لكن التصميم يُقرأ ويُفهم ويُفسر في آنٍ واحد. فبينما يحتاج المانشيت إلى متابعة لاحقة لفهم تفاصيله، يُغنيك التصميم -إذا أُنجز باحتراف- عن الغوص في التفاصيل، لأنه يحمل في تكوينه البصري رسائل متعددة في طبقة واحدة: الأرقام، الدلالات، الاتجاهات، وحتى العاطفة، ما يُضاعف التحدي هو الجهل بالجمهور المستهدف ودوافعه في التلقي.
فالعامة -وأنا منهم- لا يُطيلون التوقف عند رابط مرفق إن لم يمسّ حاجة شخصية مباشرة، ولن يشاهدوا مقطع فيديو يتجاوز نصف الدقيقة دون دافع داخلي للبحث أو الاستفهام.
هذا الانقطاع السلوكي، في تفاعل الجمهور مع الوسائط الطويلة والمحتوى النصي غير المحفّز، يعيد تشكيل قواعد اللعبة الاتصالية، ويجعل من التصميم البصري الجملة الكاملة التي تصل دفعة واحدة كـ«معلومة وتأثير».
فالرسالة حين تُصاغ داخل تصميم، لا تحتاج تمهيدًا، ولا رابطًا، ولا مشغلًا، فقط تُشاهد وتُفهم، والانطباعات الأولية تُبنى بصريًا.
تبقى الصور والصفحات الإلكترونية و«الانفوجرافيك» المصممة باحتراف اللغة الأكثر وضوحًا، والأسرع وصولًا، والأبقى في الذاكرة.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عكاظ ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عكاظ ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.