01 يونيو 2025, 10:23 صباحاً
مع اقتراب موسم الحج، يتجدّد التركيز على الجانب الصحي لهذا الركن العظيم، خاصة في ظل التحديات الوبائية المستمرة والحشود البشرية الهائلة التي تهيّئ بيئة خصبة لانتقال العدوى، إذ تستقطب هذه الشعيرة ملايين المسلمين سنويًا. وفي ظل هذه المعطيات، يصبح من الضروري تحقيق توازن دقيق بين البُعد الروحي والسلامة الجسدية.
أشار البروفيسور أندرو ماكبَين، عالم الأحياء الدقيقة في جامعة مانشستر، في حديثه لـ"سبق"، إلى أن الدراسات الوبائية تؤكد أن التهابات الجهاز التنفسي الحادة تُعد من أكثر المشكلات الصحية شيوعًا خلال موسم الحج، لا سيما بين كبار السن.
وتتعدد طرق انتقال العدوى في هذا السياق الفريد، وتشمل بشكل رئيسي:
الرذاذ التنفسي الناتج عن العطس أو السعال
الملامسة غير المباشرة للأسطح الملوثة، مثل مقابض الأبواب أو قضبان الحافلات
الجسيمات المحمولة في الهواء داخل الأماكن المغلقة
انتقال الجراثيم عبر الأيدي عند لمس الوجه قبل غسلها جيدًا
من جانبه، أوصى الدكتور نبيل مردد، الباحث في علم الأحياء الدقيقة الطبية بجامعة مانشستر، من خلال حديثه لـ"سبق"، بعدد من الإجراءات الوقائية لتقليل مخاطر العدوى، من أبرزها أخذ لقاح المكورات السحائية الرباعي (MenACWY)، والذي تشترط وزارة الحج تلقيه قبل دخول المملكة. كما شدّد على أهمية مراجعة الطبيب العام للحصول على التوصيات المناسبة بخصوص اللقاحات الأخرى الملائمة لكل حالة صحية على حدة.
وأكد الباحثان أهمية ارتداء الكمامات الطبية في الأماكن المغلقة والمزدحمة، إذ يُعد هذا الإجراء البسيط فعالًا للغاية في الحد من انتقال الرذاذ التنفسي.
كما أن الحفاظ على النظافة الشخصية يظل خط الدفاع الأول، لا سيما غسل اليدين جيدًا بالماء والصابون لمدة لا تقل عن 20 ثانية، أو استخدام المعقمات الكحولية عند تعذّر توفر الماء، وهي ممارسات بسيطة يمكن أن تُحدث فرقًا كبيرًا في تقليل معدلات الإصابة.
ونصح الباحثان الحجاج بتجنّب الاتصال الجسدي غير الضروري، مثل المصافحة أو مشاركة الأدوات الشخصية والطعام المكشوف، حيث تُعد هذه السلوكيات من أبرز وسائل انتقال العدوى عبر الاتصال المباشر.
وشدّدا أيضًا على أهمية التثقيف الذاتي لدى الحجاج، عبر مراقبة الحالة الصحية والإبلاغ المبكر عن أي أعراض تنفسية أو ارتفاع في درجة الحرارة، حيث يُعد هذا التصرف ضروريًا للحماية الفردية والجماعية.
وينبغي على من يشعر بأعراض خفيفة، مثل السعال أو التعب، التوجّه مباشرة إلى العيادات الميدانية المتوفرة في المشاعر المقدسة.
كما نبّها إلى أن الوقاية الصحية لا تقع على عاتق الأنظمة الطبية فقط، بل تعتمد بشكل كبير على وعي وسلوك الحاج اليومي، مثل تجنّب لمس الوجه قبل غسل اليدين، وعدم مشاركة زجاجات الماء أو المناشف، وضمان تهوية جيدة عبر فتح نوافذ الحافلات، والالتزام بالمسارات المحددة من قبل وزارة الحج والجهات المنظمة لتقليل الازدحام. وقد يبدو هذا سلوكًا بسيطًا، لكن اتباع المسار الصحيح خلال التنقّل يُسهم في منع الاختناقات وضمان سلامة الجميع.
واختتم الباحثان بالتأكيد على أن الحج المعاصر يتطلب وعيًا جماعيًا بمسؤولية الوقاية الصحية، وهي مسؤولية لا تقل أهمية عن أداء المناسك ذاتها.
ومع توافر البيانات الطبية الموثوقة والتوصيات المعتمدة من وزارة الصحة السعودية، فإن التزام كل حاج يسهم في صناعة موسم حج آمن وصحي، يُعلي من قدسية الشعائر ويُجسد عظمة هذا الركن الإسلامي العظيم.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق الإلكترونية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق الإلكترونية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.